مقصرون نحن في التعرف إلى قصة قتل الحسين خوفًا من فوبيا الاتهام بالتشيع.
وللأسف تجد ذلك عند الإخوان المسلمين كما هو عند السلفيين كما هو عند علماء السنة الأوائل فى كل جيل.
وكأن الحسين يخص الشيعة وحدهم، وكأننا صدقناهم أنهم أولياء دمه مع أنه لا القاتل موجودا ولا هو منا ولا هم أولياء الدم . بل إن آباء الشيعة ربما شركاء فى الدم بخذلانهم له .
وهذا فى رأيي تقصير كبير جدا منا فى حق الشهيد العظيم .
أما السبب الحقيقى لذلك فإنه كان مقصودا من الحكام حاكما بعد حاكم وجيلا بعد جيل أن يتم التعتيم على قصة الثائر على الظلم والواقف فى وجه الباطل وأول مطالب بعودة الشرعية .
ليصدروا لنا خرافات حرمة الخروج على الحاكم وإن كان ظالما وإن كان فاسقا وإن جلد ظهرك وأخذ مالك وأن تولى بغير إرادة المسلمين .
ولأن غالب الحكام على مر الزمان أتو بطريق غير شرعى فقد حرص الحكام وعلماء السلطان أن يدلسوا على الناس فلا ينتشر أن شخصا فى حجم الحسين ومكانة الحسين خرج فى وجه حاكم غير شرعى .
ودون تفاصيل كثيرة فلقد قتل الأمويون الحسين ومعه العشرات من أبنائه وأبناء الحسن و إخوته أبناء على ومن أبناء إخوته وعمومته الذين خرجوا فى وجه نظام حكم غير شرعى .
نظام عسكرى لم يأت بارادة الأمة وإنما أتى بالسيف والجبر لمجرد أن رئيسه كان معه جيوش الشام جيوش الدولة فى حينها.
وبعد مناورات سياسية وخدع لأنصاره وتخاذل لا يحصيه مقال وبعد استخدام الطابور الخامس ليكون سببا فى القضاء على سيد أهل زمانه .ابن بنت النبى .
ولم تكن هزيمة الحسين على يد يزيد دليلا على أفضلية يزيد بن معاوية عند الله ولا هوان الحسين ومن معه على الله كما يقول الجهلاء على أهل الصلاح الآن . لكنها كانت إرادة الله فيه وفى خصومه فى تلك المرحلة.
لم ينتصر لأن الاسباب لم تكن كافية وإن كان ابن بنت النبى ولأن الباطل والنفاق موجود فى كل جيل وإن كان جيل الصحابة والتابعين .
أراد الله لسبب ما أن يعلو الباطل وينتصر فى ذلك الجيل لتصيب لعنته كل من أيده ووافق عليه، لكن الدم لم يضيع .
ولقد قتل الحسين بن على رضى الله عنه فى كربلاء وقتل معه
من أولاد علي بن أبي طالب : أبو بكر – محمد – عثمان – جعفر – العباس.
من أولاد الحسين : أبو بكر – عمر – عثمان – علي الأكبر – عبد الله.
من أولاد الحسن : أبو بكر – عمر – عبد الله – القاسم.
من أولاد عقيل : جعفر – عبد الله – عبد الرحمن – عبد الله بن مسلم بن عقيل.
من أولاد عبد الله بن جعفر : عون – محمد.
قتل ومعه ثمانون من أشراف الناس فى زمانهم وأتقياء الناس وخيارهم .
قتلوا جميعا على أيدى ظالمين وبتأييد مفوضين .
أما قاتلوه فقد اغتروا بإمهال الله لهم وظنوا أن الله راض عنهم لمجرد أنهم انتصروا وحازوا الملك . واستتب الأمر لبنى أمية.
.فمن منا يعرف سيرة هؤلاء الأبطال وكيف خرجوا وكيف استشهدوا . ؟؟!
تعتيم رهيب من حكام مجرمين وعلماء سلطة أكثر إجراما على مر الزمان .
ولكن الدم لا يضيع والظلم لا يقيم دولة مهما طال الزمان .
وبعدها بعشرات السنين . كانت رؤوس أبناء الأمويين واحفادهم وأنصارهم تتدحرج ودمائهم تسيل . ولم يبق منهم أحد فى المشرق . بل ربما لم يبق منهم أحد على وجه الأرض الآن .
انقرض أبناء المنتصرين وظل أحفاد الحسين الشهيد إلى الآن يملؤون الأرض ويتشرف الناس بالانتساب إليه.
أضف تعليقك