• الصلاة القادمة

    الفجر 04:23

 
news Image
منذ ثانية واحدة

عقاب أم ابتلاء..بهذه الكلمات سألني أحد المعتقلين في أول ليلة له بالسجن، قائلاً ارجو أن أجد عندك إجابة لما يدور في صدري ..قلت له أرجو من الله ذلك فقال "أخاف أي يكون هذا عقاب من الله لا ابتلاء"

وعندما وقعت هذه الكلمات علي سمعي، وجل قلبي وقلقت نفسي، واهتزت جوارحي خوفاً من أن يكون ما نحن فيه عقاب من الله تعالي، وبذلك نكون قد خسرنا الدنيا والآخرة .

وسرعان ما فاق عقلي، واستيقظ قلبي، وهدأت نفسي بأن ما نحن فيه في مصرنا الحبيبة ما هو إلا حلقة من حلقات الصراع العالمي بين مشروعين. المشروع الإسلامي والمشروع الصهيوأمريكي في المنطقة ، وأن شئت قل صراع بين الحق والباطل، وما هذه الأنظمة الانقلابية في المنطقة  إلا وكلاء ينفذون مخططاتهم بالوكالة.

ودار الحوار بيني وبين أخي المعتقل بهذا السؤال : كيف حال الأحرار في الخارج؟

فأجابني بكل ثقة .حالتهم الإيمانية والنفسية عالية جداً - الأشبال قبل الرجال.. والفتيات قبل النساء .. - الأمل يملأ قلوبهم. والثقة بنصر الله تمتلك عواطفهم وجوارحهم.

قلت له : هكذا حال الأحرار المختطفين في سجون الانقلابيين رغم المحاولات التي يتخذها هذا الانقلاب  الغاشم إلا انتم ثابتون مطمئنون واثقون في نصر الله القريب .

فسألته وما السبب في ذلك؟ قال الله.. قلت له نعم ولكن السبب في ذلك أيضاً أنهم أصحاب قضية كبري يدافعون عنها بما يملكون  بالنفس والمال والحرية والوقت  (إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَىٰ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ ۚ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ ...) . هم باعوا أنفسهم وأموالهم لله والله اشتري .

وهل تعتقد من باع نفسه لله . الله يعاقبه .... لا لكنه يبتليه ويختبره حتي يميز الخبيث من الطيب .

ما نحن فيه من طمأنينة وسكينة للنفس الملّمات التي لمت بنا، والجراح التي نزفت من دمائنا الكثير ، وما قدمه الأحرار والحرائر من تضحيات .. لدليل علي اتباعنا لطريق الأنبياء والمصلحين (وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ قَالُوا هَٰذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ ۚ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا )

وصدق رسول الله"صلي الله عليه وسلم" حين قال ( لاتزال طائفة من أمتي ظاهرين علي الحق لا يضرهم من خالفهم أو خذلهم..) .

هذا التسليم التام أليس من عند الله ... فكيف يكون عقاباً إذاً !!!

سألت نفسي وأخي المعتقل ألم يكن من الممكن أن نكون من دوائر الظلم وأهله؟!

إذاً فهذا فضل من الله أن هدانا لهذا الطريق (إِنَّكَ لاَ تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَـٰكِنَّ ٱللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَآءُ )

فهل يعاقب الله من اختاره لحمل لواء الحق  لكن يبتليه ليمحصه ويعده ليوم الفصل ويوم الملحمة ، ليوم التمكين يوم تشرق شمس الحرية وتجلي غيوم الظلام والجور،  وحين إذ ينحاز الشعب للحق ورجاله الأحرار...( وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هُوَ ۖ قُلْ عَسَىٰ أَن يَكُونَ قَرِيبًا)

وانهيت حواري مع أخي المعتقل بهذه النصائح :-

**هناك فرق بين نصر الفرد ونصر الأمم والشعوب ، ولن يتحقق الثاني إلا بتحقق الأول  ويتحقق نصر الفرد بالثبات علي المبدأ والتضحية في سبيلها.

**مراجعة نوايانا وتجديدها وتصحيح مسارها بتوجيه القصد لله تعالي

**( مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ۖ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ ۖ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا)

** وأخيراً لابد أن يكون لك ورداً من الدعاء والتضرع إلي الله بأن ينصر الحق ويدمر الباطل  ، كما كان يفعل الأنبياء والمصلحين.

" أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يربط علي قلوبنا ويثبت أقدامنا في دواء الحق وأهله ..

والله أكبر..ولله الحمد

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين

أضف تعليقك