• الصلاة القادمة

    العصر 13:46

 
news Image
منذ ثانية واحدة

الحديد القائد العام لعناصر البناء

 

قوى أمام الأقوياء ضعيف أمام الماء والهواء .

تسمى خرسانة مسلحة نسبة للحديد . فإن لم يكن بها حديد فهى خرسانة عادية . فهو سلاحها ومصدر قوتها .

كان مختلطا بالتراب في بدء حياته . خالطه حتى أصبح جزءا منه . التراب بكل ما فيه . اختلط بالشوائب والعناصر عديمة القيمة وضيعة الأصل حتى تاه فيهم . أضافوا إليه صفات سيئة ومظهرا وضيعا . . احتاج إلى مجهود كبير حتى يتخلص منهم كعادة كل رفقاء السوء .

تعرض معهم لاختبار مرير. اختبار الصبر والثبات . يحترقون جميعا فى الفرن العالى . يسقطون واحدا واحدا ويبقى هو فقط . الحديد الأصيل المعدن النقى العنصر . القوى الذى نعرفه . يسمو بصبره وثباته الى الأعلى .

يبقى وحده .تخلص من الصداقات السيئة والصفات السيئة . تخلص من العناصر الخبيثه المستغلة التى تحط من قدره .

ولد من جديد

يحمل البناء كاملا . لابد منه داخل الأساسات . داخل الأعمدة . داخل الأسقف . يتحمل ويصبر فقد تعود على أصعب من ذلك حين احترق فى الفرن فى أول حياته . يدافع عن الجميع . لكنه للمفارقة . يدافع من الخلف .

هل رأيت حديدا ظاهرا في السقف أو العمود .؟

أبدا . حريص على الاختباء خلف الخرسانة . لسان حاله مع عناصر الخرسانة . احموا ظهرى ودعونى اتحمل عنكم كل الحمل .

على استعداد لمواجهة القوة بالقوة . يحب مواجهة الأقوياء . لكنه ضعيف أمام أضعف العناصر وأرق العناصر . على قوته الظاهرة .. ضعيف القلب أمام الماء والهواء .

إذا تسلل إليه الماء . أو ترك عاريا في الهواء . يصيبه الصدأ . يأكله ببطء حتى يتركه هباءا منثورا . يمارس حياته ودوره جيدا من وراء حجاب طالما هو بعيد عن الأنظار لا يراه أحد . ويفسد مع الزمان إذا ظهر ولو لنسمة الهواء الرقيقة .

وكأنه الرجل القوى الجسم يصارع الكبار فيصرعهم لكنه يسقط صريع الهوى والعيون .

أو الرجل العابد يتسلل الى قلبه الرياء وحب الظهور وأمراض القلوب حين يراه الناس فيعجب بعمله فتضيع حسناته .

أو الرجل يصلى ويصوم ويحج . لكنه يقع ويسقط بسبب تراكم الذنوب الصغيرة .

وكأنه المرأة الجميلة لا تنصلح حياتها وحياة من حولها الا بالحشمة والاحتجاب عن العيون والقرار فى قعر البيت فتكون سببا فى صلاحه طالما تديره من الداخل .

فلا تخالط الأشرار المستغلين فتدفع الثمن غاليا .

لن تكتسب خبرة جديدة وصفات جيدة إلا بصحبة صالحة .

ليس هناك من مخلوق إلا وله نقطة ضعف حتى ولو كان الحديد .

ربما يصبر الناس على الشدائد والاختبارات الصعبة ويسقطون أمام فتن بسيطة وأشياء تافهة .

احذر أمراض القلوب الخفية الرياء والعجب . الحقد والحسد والغل . لا يراها ولا يحسها أحد ولا تكتشفها أشعة ولا تحاليل . لكنها تتسلل الى القلب فتهلكه وإلى الحسنات فتأكلها .

الابتلاء والاختبار سنة الله فى خلقه . فينا وفيمن سبقونا . وحتى فى عناصر الطبيعة النافعة . ليبقى المخلصون الصادقون يتحملون للنهاية . ويتساقط الكاذبون والأقل قيمة واحدا واحدا حتى يسقطون جميعا .

(ولقد فتنا الذين من قبلهم .فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين . )

 

أضف تعليقك