• الصلاة القادمة

    العصر 13:46

 
news Image
منذ ثانية واحدة

في هذه البقعة البعيدة نسبيًّا عن أنظار العالم، يواجه مسلمو الروهينجا في دولة ميانمار (بورما) ما يمكن وصفه بـ«الإبادة الجماعية»، وهو ما دفع الأمم المتحدة لوصفهم بـ«الأقلية الأكثر اضطهادًا في العالم». الروهينجا هم أقلية مسلمة تعيش في غرب ميانمار، يبلغ عددهم قرابة المليون نسمة، وترفض الدولة ذات الأغلبية البوذية الاعتراف بهم، وترى أنهم مهاجرون جاؤوا في الأصل من بنجلاديش، وليسوا من سكان ميانمار الأصليين، وهو ما يقود الدولة والجيش لارتكاب مجازر دموية متكررة بحقهم. 
 

على مدار الشهرين السابقين، قُتِل أكثر من 100 مسلم، واعتُقِل عدد كبير منهم، بالإضافة إلى حرق أكثر من 1200 بناية تابعة للروهينجا. أكدت التقارير أيضًا وقوع حالات اغتصاب واعتداءات جسدية بحق النساء من ضباط الجيش تحت تهديد السلاح، كما مُنِعت كل أنواع المساعدات الإنسانية الموجهة للمناطق التي يهاجمها الجيش، وأُجبِر أكثر من 30 ألف شخص على الفرار؛ أملًا في النجاة بحياتهم. ما يزيد من صعوبة الأمر هو أن أغلب هؤلاء الذين تعرضوا للاضطهاد هم من مزارعي الأرز، وصغار التجار الذين يعيشون في فقر مدقع. 


وفي الوقت الذي لا يحصل فيه مسلمو الروهينجا على جنسية ميانمار، بينما تراهم بنجلاديش لاجئين غير مرغوب فيهم، يقف الروهينجا حائرين بلا أي جنسية. 
 

ازداد عدد مسلمي الروهينجا الذين يتركون ماينمار عابرين الحدود إلى بنغلاديش في الفترة الأخيرة، وتقول الأمم المتحدة إن نحو 22 ألف شخص عبروا الحدود إلى شرق بنغلاديش الأسبوع الماضي، وبذلك يبلغ عدد من غادروا ماينمار منذ اندلاع الأزمة قبل ثلاثة أشهر نحو 65 ألف شخص.
 

وقال مكتب حقوق الإنسان التابع للمنظمة الدولية للمرة الثانية هذا العام، إن ما يواجهه أفراد الروهينجا يبلغ حد الجريمة ضد الإنسانية.
وقد شهد العام الماضي موجة نزوح كبيرة لأبناء الروهينجا.


ويقول تون خين الذي يعمل في منظمة الروهينجا البورميين في بريطانيا، إنهم يواجهون أعمالا وحشية جماعية على يد قوات الأمن في الجزء الشمالي من ولاية راخين.
والروهينجا هم إحدى الأقليات العرقية الكثيرة في ماينمار، وهم يقولون إنهم ينتمون إلى نسل التجار العرب والجماعات الأخرى التي وفدت إلى المنطقة قبل أجيال.
لكن الحكومة في ماينمار تحرمهم من الحصول على الجنسية، وترى أنهم مهاجرون غير قانونيين من بنغلاديش، وهذا هو رأي كثير من السكان في بورما فيهم.
ويعرف تاريخ ماينمار - التي تسودها غالبية بوذية - بالقلاقل الطائفية، التي ربما سمح لها بالاشتعال، الحكم العسكري الديكتاتوري لعقود، وربما استغلها أيضا.

 

أضف تعليقك