• الصلاة القادمة

    العصر 13:46

 
news Image
منذ ثانيتين

تدخل مصر تحت ظل الحكم العسكري العام الجديد وسط تطورات إقليمية ودولية عديدة تتطلب التعامل معها بقدر كبير من المرونة والحنكة السياسية.

إلا أن العامين الأخيرين يؤكدان بما لا يدع مجال للشك مدى التخبط الذي تعيش فيه السياسة المصرية بالنسبة لمحيطها العربي والاقليمي والدولي.

ومن الواضح أن نظام السيسي والقائمين علي عمل السياسة الخارجية والعلاقات الدولية فيه لا يدركون الدوائر السياسية التي يعملون خلالها وترتيب الأولويات ومدى اهمية المجال الحيوي والامتداد الذي يجب أن يسعى إليه نظام من المفترض أنه يعمل على إعادة مصر لسابق مكانتها الدولية كرائدة في المنطقة، إلا أن الحال يبشر بغير ذلك. 
 

في العام الجديد لن يختلف الحال كثيرا عن سابقه بل ستفقد مصر رصيدها المتبقي في الملعب الدولي.


توتر العلاقة مع عدد من دول التعاون الخليجي وعلى رأسه المملكة العربية السعودية نتج عن خلل في إدراك الواقع السياسي وعلى أي جبهه يمكن أن تقف مصر.

فالنظام العسكري يحاول أن يستفيد من كافة الأطراف مع انعدام خبرته في السياسة الدولية فضلا عن الأزمات المتتالية التي يقع فيها بسبب عدم وجود رؤية أو رسالة يحملها النظام وتعمل مؤسساته بشكل فردي ومنعزل على أن رأس النظام هو الآمر الناهي في نهاية المطاف.

وتختفي المؤسسية في العمل الخارجي ويحل محلها العمل وفقا للطوارئ والظروف مما أحرج مصر كثيرًا وظهرت بمظهر غريب غير مفهوم.

الوضع الاقتصادي المصري سيزداد تأزما مع الاختلالات الحادثة في الداخل المصري وهو ما سيؤثر بالتالي على الإنفاق على تطوير الامتداد الحيوي في المجال الإفريقي.

وهو ما سيدفع مصر للخروج من المجال الإفريقي فضلاً عن أن المؤسسات المؤثرة في امتداد المجال الحيوي مثل الأزهر والتعليم وغيرها من القوة الناعمة فقدت الكثير من رصيدها عقب تأييدها للانقلاب العسكري 2013.

تراجع الدور المصري في إفريقيا سيتيح للمنافسين باقتطاع مساحات ضخمة واختراق المجال الحيوي المصري لاسيما إسرائيل وإيران وتركيا والسعودية وهي الدول التي تسعى لتوسيع مجالها الحيوي هي الأخرى.
 

مصر تقدم خدمات دولية باجتهاد غير مفهوم إلا في إطار تثبيت شرعية النظام العسكري.


فأنفقت الكثير من رصيدها الدولي لصالح تثبيت شرعية سياسية لا يمكن لها الاستمرار، فأصبحت مصلحة النظام أهم من مصلحة الدولة فتعامل الجميع معها على أنها فرصة يجب اغتنامها والاستفادة من سذاجتها السياسية.

فالنظام يبادر ويمد يده إلى من يعترف به فخسر داعمين دوليين مهمين وتوترت علاقته بهم مثل دول الخليج لا سيما السعودية، الداعم الأقوى للنظام المصري اليوم هو الكيان الصهيوني وهو داعم يفقد مصر الكثير من رصيدها لدى الشعوب العربية وهي أساس المجال الحيوي لمصر.

كما أن أداءات مصر السياسية تحتاج لإعادة تقييم وأن تنظر مصر لمحيطها العربي أكثر، إلا أنه من الواضح أن النظام القائم لا يدرك خطورة خطاياه السياسية الداخلية التي تركت أثرا كبيرا على السياسة الخارجية وبالتالي سيستمر نزيف الرصيد المصري لدى الخارج.

في العام الجديد سيتراجع الدور المصري كثيرا لتحل محله قوى إقليمية أخرى تنافس مصر علي رأسها المملكة العربية السعودية وإيران وتركيا، ومن المتوقع أن يكون العام الجديد ساخنا في الداخل المصري مما سيطبع بصمته على السياسة الخارجية.

كل ذلك سيؤدي بما لا يدع مجالا للشك إلي أن يتقلص المجال الحيوي المصري كثيرا، فالوضع في ليبيا غير مستقر إلى حين والنظام العسكري في مصر يحاول أن يؤمن نفسه بدعم قوى ليبية محسوبة عليه.

كما أن الوضع في السودان على شفا جرف هار قد ينفجر في أي لحظة، فضلا عن أن خسارة النظام لقضية سد النهضة أمام شعبه أدى لتراجع رصيد النظام المصري لدى شعبه بشكل كبير عن الأعوام السابقة.
 

حتى تتفادى مصر تقلص مجالها الحيوي هناك طريقان


يجب أن يدرك العاملون في سياستها الخارجية قيمة مصر وأهميتها والدور الذي يمكن أن تلعبه مع دعم النظام العسكري للعمل المؤسسي لذلك، والثاني هو أن يرحل النظام العسكري القائم ويأتي نظام جديد يدرك حجم المأساة التي تهدد مصر بشكل خطير.

أضف تعليقك