• الصلاة القادمة

    الظهر 11:01

 
news Image
منذ ثانية واحدة

فى ظل النظام الحرام تحولت مصر إلى بلد الحرام لا يعيش جيدا وينمو ويرتفع فيها إلا الناس الحرام والمال الحرام .

الأموال الحلال بعضها أموال مصادرة ويتم وضع أصحابها على قوائم الإرهاب . وباقى الحلال يوضع عليه ألف قيد وقيد . تراخيص وجمارك وضرائب وإتاوات وخراب بيوت واتهامات بالاحتكار ولو لعشرة كيلو سكر فى قهوة واحد غلبان .

ويتخرج أغلب أبناء الناس الحلال ومن تربوا على المال الحلال ليعملوا فى مهن الغلابة. أطباء ومهندسين ومعلمين ومحاسبين ومحامين وعمال وسائقين وميكانيكية وغيرهم ومهما اجتهدوا وتميزوا وتفوقوا وأصبحوا حتى مديرين فإنهم يحفرون فى الصخر ليعيشوا ويربوا أبناءهم .

والناس الحرام والأموال الحرام تدور وتنمو وتكبر وتزداد وتنال التسهيلات وتهرب من الجمارك وتخرج وتدخل من صالات كبار الزوار ويتخرج من تربوا عليها قضاة ووكلاء نيابة وضباط جيش وشرطة وإعلاميين كبار ورجال مال واحتكار وموظفين فى أجهزة المحاسبات والخارجيه والبنوك والمهن المرموقة مهما أهملوا وتخلفوا وتميزوا فى الغباء .

لكن الأموال الحرام والناس الحرام كزبد البحر. يعلو ويعلو ويزداد ويفور ويطغى بخفته وشكله الجميل ولونه الأبيض . لكنه مجرد فقاعات لا قيمة لها وأسفلها مر علقم لا يروى ظمئا ولا يحيي نباتا وهو ماء لا وطن له يدور من بلد إلى بلد لا يستقر هنا ولا يفيد هناك ولا ينفع إلا نفسه .

والاموال الحلال والناس الحلال كالماء العذب يسير هادئا وينساب رقيقا مختلطا بالطمى والطين. لكنه سرعان ما يصفو ويصبح ماء زلالا يروى الظمأ ويبعث الحياة ويشبع الناس ولو بمجرد كوب صغير .

ولن تحيا بلاد بناسها الحرام ومالها الحرام مهما علوا وارتفعوا فمالهم لهم. يمرون من هنا فقط كماء البحر ليس هذا وطنهم ولا بلادهم . لم ينشغلوا بعلاج مريض ولن يعملوا فى بناء بيت ولا طريق ولن يضيعوا وقتهم فى تعليم طفل او كنس شارع . إنما مهنتهم الفهلوة والربح السريع والعمل القليل .

ولكن البلاد تحيا بناسها الحلال ومالهم الحلال فهو يعيش هنا ويموت هنا وطنه هنا . يمر من هنا فيتوزع إلى جداول صغيرة ويمر على الجميع لتبتلعه هذه الأرض ليستقر فيها وإن كان قليلا فيحييها ويحيي من عليها لا يهم جنسه ولا شكله حتى وإن كان طيرا أو حيوانا أو نباتا .

 

أضف تعليقك