• الصلاة القادمة

    العصر 13:46

 
news Image
منذ ثانية واحدة

تطل علينا من جديد 255 يناير ذكرى أهم ثورة في تاريخ مصر المعاصر لتلقي الضوء من جديد على عوامل وأسباب عدة محركة للثورات سياسية واقتصادية وأمنية ومجتمعية ودينية.. فإذا نظرنا إلى واقعنا الحالي في مصر في جانبه الاقتصادي نجد: ارتفاع أسعار السلع الغذائية والأدوية وتكلفة وسائل النقل - بعد رفع أسعار البنزين والسولار - وارتفاع أسعار مواد البناء وإيجارات أماكن السكن بالتبعية. ولقد حذرنا في حزب الاستقلال - ولعقود طويلة – من خطورة التبعية والخضوع لشروط وإملاءات صندوق النقد الدولي وما يترتب عليها من هبوط سعر الجنيه وقيمته الشرائية وانهيار الأوضاع الاقتصادية بما يثقل كاهل المواطنين.

وعلى الجانب الأمني هناك إنهاك وقتل لعناصر الجيش والشرطة في حرب لا تنتهي في سيناء بالإضافة لقتل الكثير من أهالي سيناء وتهجيرهم مما يزيد من ظاهرة الإرهاب – الذي كان محتملا - وبما يصب في مصلحة الكيان الصهيوني، العدو الاستراتيجي لمصر، أضف إلى ذلك ضعف وتراجع التأثير المصري في الوضع الإقليمي بعد غرق مصر في مشاكلها الداخلية التي صنعها النظام السياسي الحاكم.

وعلى الجانب السياسي – وهو الأكثر خطورة – يحاول النظام المصري- ولأول مرة في التاريخ القديم والمعاصر –التنازل عن أرضنا (تيران وصنافير) لدولة أخرى، لفرض الهيمنة والتبعية للكيان الصهيوني على بلادنا وعلى الجانب المجتمعي يتنامى السخط والإحساس باليأس والقلق والشك في كل شيء - خاصة عند الشباب المصري - الذي يرى فئة صغيرة من الشعب تستأثر بالسلطة والثروة وتعيش في ترف لا مثيل له تصل فيه سعر تذكرة دخول حفل لأحد المطربين إلى 17 ألف جنيه، ويرى صفقات الفساد المريبة الكبيرة يحاكم من يكشفها ويظل الفسدة ينعمون بكسبهم الحرام، بينما الفقر والإحساس بالقهر يلف الغالبية من الشعب، فإذا أضفنا إلى ذلك عشرات الآلاف في السجون بدون محاكمات أو بمحاكمات مسيسة، عدا ذلك كل الذين ماتوا ضحايا ثورة أرادوا بها أن يعيشوا حياة كريمة، أو الذين تم فصلهم من جامعاتهم أو وظائفهم لاختلاف توجهاتهم مع ما حدث في 30 يوليو، لكل ذلك هناك غضب مكبوت غير متوقع عواقبه .. وعلى الجانب الديني، يتبنى النظام ومن يطبلون له خطاباً يمس عقيدة المصريين الإسلامية واحترام رموزها، ويجنح إلى إظهار العين الحمراء والتضييق على كل من يرى فيه التزاماً إسلاميا .. فإذا أضفنا إلى ذلك التضييق على الحريات وتكريس الرأي الواحد والإعلام الواحد، وصلنا إلى أن بلدنا الحبيب مصر يسير نحو الانهيار، وأن محركات الثورة كامنة فيه تنتظر الانفجار. وتصل ذروة تردي الأوضاع والتفريط في قضية الاستقلال الوطني وضرب الأمن القومي المصري في مقتل مقابل الحفاظ على أمن الكيان الصهيوني والإذعان الكامل لأمريكا .. لهذا يدعو الحزب إلى تصعيد العصيان المدني السلمي بكافة أشكاله ومن ضمنها التظاهرات والاعتصامات والإضرابات كوسيلة لعودة السيادة للشعب المصري على أرضه، وضمان حرياته، والعيش بكرامة، والحصول على تقاسم عادل لثرواته. إننا كنا ولازلنا ندعو الجيش وكل الوطنيين إلى التجمع لتطهير البلاد من الوجود الأمريكي الصهيوني وتحقيق آمال الشعب المصري في الاستقلال، والحرية، والعدالة الاجتماعية، والكرامة الإنسانية.

 ونؤكد أننا سنظل نتعاون مع كل الوطنيين في كل مافيه خير مصر.. وسنظل ضد تدخل الجيش في العمل السياسي والاقتصادي بالصورة التي حدثت في 7/3/ 2013 وما بعدها

أضف تعليقك