• الصلاة القادمة

    الفجر 04:23

 
news Image
منذ ثانية واحدة

شئنا أم أبينا لم يعد القطاع الأكبر من المصريين هو ذلك الرجل أو المرأة الذى يجلس على كنبته أمام التليفزيون يستمع إلى الإعلام الرسمى ويهز رأسه ويهتف لحاكمه نفديك بالروح والدم كما فعل مع السابقين. وإنما أصبح هؤلاء أقلية محدودة وباقى الناس من غير العواجيز قد كفر بهؤلاء وإن سمعهم ليس حبا فيهم وإنما للضحك والسخرية.

وعليه فإنه قد يأتى حاكم على دبابته غصبا لكن لا يطمع أبدا فى استقرارا كما حدث مع حسنى مبارك. ولا يظن أحدا أن استماع الناس إلى إعلام لميس وزوج لميس وأشباه لميس سيغير من الوضع شيئا. فهم يسمعون لهم استماع الكارهين والمحتقرين ومن يعلمون أنهم كاذبين .

ولأن هذا القطاع من الشعب صاحب السن الكبير آخذ فى الانقراض والإنتهاء بأفكاره لصالح أجيال الشباب.

فإننى أتوقع بإذن الله ثورة هائلة تبدو نذرها فى عدم رضا أحد مطلقا الآن لا معارض ولا مؤيد ولا إسلامى ولا غير إسلامى ولا حتى من فوضوهم يوما. الجميع ناقم كما لم يحدث والجميع تجرأ على الكلام. ولم يعد الحاكم هو نصف الإله الذى يخشى الناس أن ينطقوا اسمه فضلا عن أن يشتموه بأقذع الشتائم والألفاظ .

نعم ما أراه الآن هو ثورة وإن لم تكن موجودة فى ميدان التحرير ولا ميدان رابعة العدوية كما حدث من قبل ولكنها موجودة وبقوة فى كل قلب وعقل وفى كل بيت و شارع وكل سيارة ووسيلة نقل عام. تظهر على الألسنة وعلى الصفحات وجهارا نهارا كما لم يكن موجودا أيام مبارك ولا غير مبارك .

الثورة الحقيقية التى تضم غالب المصريين الذين يحترقون الآن بلهيب الأسعار وفقد الأحباب من المواطنين وعساكر الجيش والذين ظهر لهم الفشل والعمالة والفساد وبيع البلد.

الثورة الحقيقية التى ليس فيها إبراهيم عيسى ونوارة نجم ومصطفى بكرى ومحمد أبوحامد. وإنما فيها الثوار الحقيقيون من عموم الناس وفقرائهم ومحتاجيهم ونخبتهم الشريفة.

ثورة لا تقودها أحزاب كرتونية وحركات وهمية مؤقتة ولا يتصدى الناس للخارجين فيها أو يلومونهم وإنما يخرج فيها الصغير والكبير أكثر مما حدث فى يناير عشرات المرات.

ثورة لا تبدأ بموعد وتنتهى بموعد وإنما تبدأ دون موعد بمجرد قشة أخيرة تقصم ظهر البعير وجفاف الأوضاع حتى تستجيب لعود ثقاب واحد يشعلها.

تبدأ ولا تنتهى الا أن ينتهى كل الفساد وكل الفاشلين وكل القتلة وكل الدولة العميقة هذه المرة .

ثورة لا تنتهى بكنس الميدان من زبالة الناس وإنما تنتهى بكنس مصر كلها ومؤسساتها وهيئاتها من كل الناس الزبالة.

ثورة لا تقوم فى ذكرى ثورة وإنما ثورة تكون هى نفسها ذكرى انتصار لمئات السنين.

ثورة يتنادى فيها الصعيدى وابن اخوه البورسعيدى والشرقاوى والسيناوى لا ليعطوا التفويض لأحد بمحاربة ما هو محتمل وإنما ليحاربوا بأنفسهم ما أصبح حقيقة رأوها بأعينهم وعايشوها واكتووا بها من الظلم والقتل والفشل والجوع وقطع الأرزاق.

ثورة لا تنتظر دعوة من أحد ولا تحمل أحدا فوق الأكتاف وانما يخرج فيها الناس دون دعوة ويحملون الفاسدين والمجرمين فقط ليلقوا بهم من تحت الأقدام.

ثورة كطوفان نوح تغرق الجميع. تنتهى بسفينة كسفينة نوح لا يركب فيها إلا من يستحق. ويتنحى عنها كل من ليس من أهلها ومن هو عمل غير صالح وإن ادعى زورا أنه ابنها.

ثورة تحمى رئيسها وخياراتها ولا تنتظر من أحد أن يحميها ولا أن يحكم لها أو عليها .

ثورة تنتصر إن شاء الله حتى وإن غاب قادتها أو غفل قادتها أو نام قادتها كما انتصر قوم أصحاب الكهف حين انتصروا والقادة غائبون نائمون ولكن كانت الثورة مستمرة وإفراز القيادات مستمر والتضحيات مستمرة حتى تم الانتصار .

 

أضف تعليقك