• الصلاة القادمة

    الفجر 04:23

 
news Image
منذ ثانية واحدة

وتعلمت من الهندسة أيضا

وللبيوت أبواب رئيسة ولكل شقة داخل البيت باب . وللغرف أبواب وشبابيك . والطبيعى لمن أراد أن يدخل أن يدخل من الباب . ولا بد أن يطرق الباب أولا ويفتح له من بالداخل ويصعد السلم من أول درجة .

وأما الشبابيك فالغرض منها النظر إلى الخارج واستطلاع الشارع وإضاءة المكان لمزيد من الرؤية .ولا يدخل من الشبابيك إلا اللصوص .

ولا يستطيع من بالخارج سماع من بالداخل إلا باستراق السمع .

والإخوان المسلمون بيت كبير له باب رئيس وأدوار وشقق وغرف. وفى كل دور سكانه وفى كل شقة أهلها ولكل غرفة خصوصيتها. هم تعلموا ذلك وتربوا عليه وعلم الناس عنهم ذلك فكان ذلك دائما مصدر قوة ومبعث حقد الخصوم .

والعجيب أن هناك من هو خارج البيت لم يدخله أبدا ولم يدق بابه يوما. ولكنه مع ذلك يدعى العلم بما بالداخل ويبدى رأيه فى مشاكل البيت الداخلية ويضع الحلول لها من وجهة نظره وهو لا يعلمها ولم يحط بها علما . ولم يعرف سياق الأحداث وظروفها وترتيب الوقائع. وهو حتى وإن كان محبا مخلصا فإنه لا يعرف قوانين العمل وتوزيع الأدوار داخل هذا البيت .

والمشكلة أنه يغضب حيث لم يؤخذ برأيه ويعتبر ذلك انغلاقا ويتهم الجماعة بعدم الاستماع للرأي الآخر. وسواء لحبه لمن هم داخل البيت أو لتربصه بهم وبغضه لهم يتفاعل مع الأحداث ويروج الشائعات ويقول الكثير وهو لا يعلم .

وهناك من هو من داخل البيت الإخواني نفسه. يجلس فى غرفته. ويعتبر نفسه يعلم كل ما يدور فى الغرف المجاورة أو فى الدور الأعلى أو الأسفل منه لمجرد أن أحدهم حكى أمامه موقفا أو سمع صوتا عاليا آت من الغرفة المجاورة والتقط عدة جمل.

والبعض الآخر من داخل البيت استحل نقل ما دار فى الغرفة المغلقة التى كان فيها دون إذن من كانوا معه وهو يدرى أو لا يدرى أن المجالس أمانات وأن غلق الباب أثناء الاجتماع هو عهد ضمني أن هذا سر الجميع وسر البيت. لا يجوز إفشاءه إلا بإذن. فوقف أمام باب البيت وصاح بأعلى صوته مفشيا للأسرار وناقلا للأخبار بدعوى أن الجماعة ملك عام ومن حق الجميع أن يعرف .

ولو كان الأمر كذلك لهدمنا الحوائط كلها وأزلنا الأبواب وفتحنا المبنى على بعضه سداح مداح كل الأدوار وكل الشقق وكل الغرف وأزلنا باب العمارة وتركناها لمن أراد أن يدخل.

إن كان محبا مخلصا أو كان لصا أو كان نصابا مخادعا أو كان حتى كلبا من كلاب السكك.

ولكنها أبدا لا يعقل أن تكون كذلك و لن تكون إن شاء الله. ستظل بمحبيها وأبناءها وداخلها الخاص. ذات أبواب متينة تفتح لكل مسلم دق بابها وأقبل عليها ولا تطرد أحدا من مبناها الكبير إلا إن أراد هو الخروج إلى عرض الشارع. ستبقى إن شاء الله بتنظيمها العظيم والقوى. مصدر قوتها وانتشارها فى كل الدنيا .

فمن حفظ سرها في حال توافقه أو اختلافه معها فهو شهم شريف وإن تركها .

ومن أفشى سرها وتكلم بما يضرها فهو غاش مخادع وإن كان أعلى رأس فيها.

أضف تعليقك