• الصلاة القادمة

    الفجر 04:23

 
news Image
منذ ثانية واحدة

ما يجري في سيناء حاليا لا يمت بصلة إلى تعاليم الإسلام ولا حتى أخلاقيات الدنيا!! وتلك البقعة الغالية من أرضنا واقعة بين شقي رحى أو فك كماشة!

إرهاب الجماعات المتطرفة من ناحية وبطش الحكومة وظلمها لأبناء المنطقة من جهة أخرى. وأهالي سيناء في حالة ثورة ضد السلطة الحاكمة وتصرفاتها وذلك بعد مقتل شباب أبرياء في الصراع الدائر هناك. وقصة مقتلهم تثير الفزع وهي حكاية غريبة جدا لا تخطر على بال أحد.

وبدايتها عندما استهدف الإرهاب نقطة تفتيش للشرطة أسفر عن أستشهاد وإصابة عدد كبير منهم! وفشلت الأجهزة الأمنية في العثور على القتلة المجرمين، وفكرت في حل عبقري شيطاني لتغطية فشلها لم يسبق أن لجأ إليه أحد من قبل وقامت بالإفراج عن عدد من شباب سيناء المعتقلين لديها ثم اصطحبتهم الي مكان مهجور واطلقت الرصاص عليهم وقتلهم بحجة الثأر لضحايا الشرطة!

وثار أهالي سيناء على الجريمة التي وقعت في حق أبنائها ومن سوء حظ الحكومة أن بعض آباء هؤلاء الشباب تصادف أن كانوا معتقلين مع أبناءهم! وهكذا تأكد الجميع أن هؤلاء الذين قتلتهم السلطة الباغية كانوا في السجون وقت وقوع الاعتداء على كمين الشرطة ،فلا صلة لهم بالجريمة!

وما جرى يصلح فيلم سينمائي متكامل مليئ بالدراما والأحداث المأساوية ،ويظل الواقع أقوى منه!

والقتل في سيناء شيء عادي جدا وينقسم الي أربع أقسام أولها الحرب ضد الإرهابيين وهي معركة مشروعة ولكن الي جانبها نجد الضرب في المليان لأي شيء متحرك، والقتل الخطأ وقد تكرر كثيرا ولا عزاء للضحايا! وأخيرا التصفية الجسدية غير المشروعة كما حدث في القصة الحقيقية المأساوية التي رويتها لحضرتك!

وبقي أن تعلم أن كل نشاذ هناك متوقف فلا يوجد صناعة ولا زراعة ولا تجارة، فهناك شلل تام، حتى أن هناك عدد لا بأس به من المدارس أغلقت أبوابها ،ومع ذلك تجد الحكومة تفرض ضرائب باهظة ضج منها الأهالي ومافيش أي مساعدة أو مساندة إنسانية لهم. وهذا كله بالطبع يصب في النهاية لصالح الجماعات الإرهابية ويخلق بيئة شعبية حاضنة لهم، وبلادي الخاسر الأكبر من الإرهاب والظلم الذي فاق الحدود.

أضف تعليقك