• الصلاة القادمة

    الفجر 04:23

 
news Image
منذ ثانيتين

خرج أخي بالليل ليشترى بعض أغراضه ويتمشى قليلا . فقطع عليه الطريق مجموعة من البلطحية وبدأوا يضربونه ويساومونه على التنازل عن كل ما معه .

علمت بالأمر أنا وإخوتي الآخرين وأبناء عمى. وأسرعنا إلى المكان فوجدنا البلطجية عددهم كبير. كما أنهم كانوا مسلحين بالأسلحة النارية  .

 فانتبهنا إلى حقيقة أن أخي ما كان يجب أن يخرج ليلا .

 ووقفنا أنا وإخوتي وأبناء عمى بعيدا والبلطجية يضربونه نشير إليه ونصيح فى وجهه ونلومه. ما كان لك أن تخرج فى الليل .

 نبهنا أحد أبناء عمى إلى أن أخي مخطئ أيضا أنه لم يصحب معه عصاه. على الأقل كان يستطيع الدفاع بها عن نفسه أمام البلطجية .

 وبينما البلطجية لا زالوا يضربون أخي والدم يسيل من جسده. حاولنا نحن الوقوف على الأسباب الحقيقية التى جعلت أخى لا يأخذ معه عصاه وأيضا الأسباب التى جعلته يخرج بالليل. ولعلها زوجته هى التى أمرته بذلك ليشترى لها بعض الأشياء. فهو يسمع كلامها ويطيعها دائما. فعلا هذه نهاية من يسمع ويطيع لزوجته.

 وبينما أخى ينظر إلينا مستغيثا وينادينا بصوت عال وبينما البلطحية يساومونه على إخراج كل ما معه بل والذهاب به إلى بيته لأخذ ما فيه نبهنا أحد أبناء عمى جزاه الله خيرا إلى أن أخي مخطئ خطئا عظيما أنه سار من هذا الشارع تحديدا وهو شارع مظلم ويتواجد فيه بيت كبير البلطجية .

وبينما نحن نعاتب أخي بالإشارة من بعيد وننهره على أفعاله وأخطاءه القاتلة. إذا بأخ لنا يقول ليس هذا وقت العتاب. فلنحاول الدفاع عن أخينا أولا بأي وسيلة ولو حتى بالقول والصياح وجمع الناس كلهم على البلطجية.

صحنا فى وجهه جميعا. اسكت أيها المبرراتى. إنك تحاول تبرير أخطاء أخينا وتخديرنا حتى لا نحاول إصلاح شأنه. وإن هذا الذي نفعله الآن فيه الخير له ولمستقبله ولكنك أنت الذي لا تريد له الخير. فإصلاح شئون العائلة من الداخل أفضل ألف مرة من الوقوع فى هذه الأخطاء الكارثية بالسير ليلا ودون العصا ومن هذا الشارع. وليس معنى أن البلطجية يضربون أخينا ويشرعون فى قتله وسرقة بيته أن نسكت على أخطائه وأن نؤجل إصلاحه وتأديبه.

ثم لفت أحد أبناء عمى الخبراء نظرنا إلى أن أخانا هذا كان من المفروض ألا يخرج وحده. لو كان استدعانا.  كلنا كنا مستعدين للخروج معه ولك أن تتصور أننا كنا جميعا معا فى مواجهة البلطجية.

 فقال أخى المبرراتى . ها نحن جميعا الآن فلماذا لا نتصدى لهم !!؟؟ .

 فقلنا جميعا مستنكرين . تفرق كثيرا أن نقابلهم معا من أول المواجهة وأن نواجههم الآن بعد أن تغلبوا وتمكنوا. ثم إنك لست وحدك أخوه الخائف عليه وعلى مصلحته ولو كنت خائف عليه حقا لا تتركه يخطئ ولا تنصحه فيتمادى فى الخطأ .

أبدى أخى المبرراتى عدم اقتناعه لكنه سكت .

وبينما أخونا هذا يتلقى ضربات البلطجية وقد انكسر ذراعه وفتحت رأسه صاح أحد أبناء عمى وهو رجل ملتحى دارس لعلوم الفقه والعقيدة مشيرا إليه من بعيد (المصيبة أنك تسكن معنا فى نفس العمارة وإذا ذهب البلطجية بيتك ربما طمعوا فى العمارة كلها فتكون قد أوقعت الضرر بنا جميعا بأخطائك وتهورك فهؤلاء البلطجية متغلبين متمكنين وما كان لك أن تمشى من شارع يوجدون فيه وتخرج ليلا من أجل مصالحك الشخصية . وإنك بذلك تتحمل أمام الله وزرنا ووزر نساءنا وأطفالنا.

 طبعا كل هذا وأخونا المبرراتى لا يكف عن التبرير له بأنه أساسا لم يخطئ فى شيء وأن من حقه أن يخرج ليلا وأن يمر من أي شارع  وأن يمشى بدون عصا وماذا كانت تفعل العصا أمام كل هذه الأسلحة !؟ . محاولا إثناءنا عن إصلاحه وتقويمه ووضع محددات ومنهج لحياته ينفعه مستقبلا .

والمشكلة الآن ليست فقط فى أخينا الذى هو بين أيدى البلطجية والذى فعل كل هذه الأخطاء والذى لا بد أن يعترف ويقر بخطئه أولا ثم نتدارس كيف يصلح شأنه . إنما المشكلة  أصبحت أيضا فى أخينا المبرراتى المقتنع أنه لا جدوى من الحديث عن الإصلاح الآن حيث إن أخانا مشغول بما هو فيه وما ينزل عليه من ضربات ولا تصله أصواتنا ولا انتقاداتنا من الأساس .

 لذلك فقد بدأنا جميعا بالإضافة لمعركتنا فى إصلاح وضع أخينا الذى بين أيدى البلطحية  معركة أخرى مع أخينا المبرراتى الذى ربما نضطر إلى التبرؤ منه لو لم يرعوي ويكف عن التبرير .

وها نحن الآن نحاول البحث عن بيت بعيد عن البلطجية لنتشاور ونتدارس فيه بروية ماذا نفعل مع أخينا المبرراتى و نتدارس أخطاء أخينا الذى يكاد البطجية يقتلونه والذى كنا نعتبره مفخرة العائلة وأحسنها خلقا وأكثرها ذكاء  ونسير كلنا بمشورته ثم اكتشفنا فجأة أن عنده كل هذا الانحراف.

 

أضف تعليقك