• الصلاة القادمة

    الفجر 04:23

 
news Image
منذ ثانية واحدة

صنع التاريخ وحول مجرى الطريق وبذر بذور فكرة خالدة لم تمت ولن تموت بإذن الله .. فكرة (إحياء الأمة بالإسلام).
فكرة أعلنها بغاية القوة والوضوح :
 [ فكرتنا إسلامية بحتة، على الإسلام ترتكز, ومنه تستمد, وله تجاهد, وفي سبيل إعلاء كلمته تعمل، لا تعدل بالإسلام نظاما, ولا ترضي سواه إماما, ولا تطيع لغيره أحكاماً. (وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ) ]
 نقل فكرته من النظرية إلي التطبيق، ومن بطون الكتب إلي قلوب الرجال، ومن الجامع إلي الجامعة ، ومن الزوايا والتكايا إلي الشارع والمجتمع .
 آمن بأن بناء الأمم يقوم علي بناء النفوس وتشييد الأخلاق، فاخْتَطَّ لفكرته سبيلاً في بناء الفرد المسلم والأسرة المسلمة والمجتمع المسلم، لم يكتف فيه بالخطب والمواعظ، بل اعتمد على الخطط التربوية والمناشط العملية .
 حَوَّل الجهاد من مباحث فقهية في الكتب إلى كتائب جاهدت الصهاينة في فلسطين وجاهدت ضد الانجليز على ضفاف القناة .
 حَوَّل نظريات الاقتصاد الإسلامي إلى مبادئ في التعامل مع المال ودعم المنتجات المحلية ومقاطعة البضائع الأجنبية، وأسس شركات مساهمة خاض بها مجال الصناعة والتجارة والطباعة .
اقتحم مجال الصحافة والدعاية في وقتٍ كان يتناقش غيره في حِلْ وحُرمَة المذياع والميكروفون .
 اقتحم بالإسلام مجال الفن وأنشأ في معظم شُعَب الإخوان فرقاً مسرحية، وقدمت فرقة إخوان القاهرة مسرحية (جميل وبثينة) علي نفقة وزارة المعارف وشارك في تمثيلها نجوم المسرح المصري وقتها مثل جورج أبيض ومحمود المليجي وفاطمة رشدي.
 ومن أهم ما أرساه من بعث وتجديد هو تحويله مهمة إحياء الأمة بالإسلام وتجديده من الفرد إلي الجماعة ، ومن الجهود المُفرَقَة الي التنظيم والتخطيط والإدارة .
 هذه هي الفكرة المحورية التي أحياها الإمام البنا بعد طول ركود وتخلف، فكرة (إحياء الأمة بالإسلام). إسلام ينتظم شئون الناس جميعاً في الدنيا والآخرة: فهو عقيدة وعبادة، وطن وجنسية، دين ودولة، روحانية وعمل، مصحف وسيف، سماحة وقوة، ثقافة وقانون، خلق ومادة .
هذا هو الإمام “حسن البنا”.
شأنه شأن صُنَّاع التاريخ استُشهِد وعاشت فكرته .
 ومازالت الفكرة هي لب صراع الأمة مع أعدائها، وكلما نبت لبذرتها ساق فوق سطح الأرض تكالب عليها أعداؤها لاجتثاثها قبل أن يشتد عودها .
 فالغرب وأعوانه في بلاد المسلمين لا يعنيهم امتلاء المساجد بالمصلين، ولا تزعجهم زينات استقبال شهر رمضان، ولا كثرة عدد الحجيج، إنما يزعجهم أن يرسي الإسلام قواعده وقيمه وأخلاقه في السياسة والاقتصاد والثقافة، ويحَّوِل هذه الكتلة البشرية من سوق مستورد لبضائعم وأفكارهم إلي ندٍ لهم ومنافس .
 ويظل تراثه الذي تركه (ونحن نقترب من مئوية جديدة من بداية دعوته) يحتاج للاجتهاد والتجديد، فهو فكر لا تحتكره جماعة، بل هو ملك لأمة يُمَثل لها طوق النجاة.

أضف تعليقك