• الصلاة القادمة

    الفجر 04:23

 
news Image
منذ ثانية واحدة

شخص من كل خمسة عانى من الاكتئاب في مرحلة من حياته، بحسب الكلية الملكية للأطباء النفسيين، وكثير منهم تعاطى مضادات الاكتئاب التي توصف بسهولة ويتم تداول أسمائها بين الأصدقاء، أو ينصحنا بها طبيب لتسيطر علينا حالة من البلادة تحمينا من براثن التعاسة ومنها إلى إدمان هذه العقاقير والقبول بأعراضها الجانبية الصعبة، بالإضافة إلى فاعليتها الضعيفة في كثير من الأحيان. 
تخيل معي طبيبًا نفسيًا وقد وصف لك كل ليلة قراءة أربع صفحات من رواية «الجميلات النائمات» أو النوم على صوت شخص تحبه وهو يقرأ لك صفحات من «ماجدولين» أو سماع تهويدات هادئة قبل النوم؛ هذه الوصفات تسمى بالعلاج السلوكي. 
يقول الباحث جوزيف كامبل أن القصص تمنحنا أهمية ومعنى لحياتنا، وفي الروايات الشهيرة التي يكون أبطالها خارقي القدرات نغرق في تفاصيل رحلتهم ونعيشها فنشعر أننا أكثر سعادة أو جمالًا وقادرين على إنقاذ العالم من الشرور؛ ويعتبر هذا الشعور تعويضًا لمن لم يتسنى لهم أن يكونوا أبطالًا في الواقع. 
كانت لنا المكتبات دومًا مكانًا يشفي الروح كما كانت لمرضى الحرب العالمية الأولى في بريطانيا وأمريكا، فقد كان أمناء المكتبات يشجعونهم على القراءة للشفاء من الصدمات النفسية التي أصابت هؤلاء الجنود، ليعرف هذا باسم «العلاج بالقراءة»، وأثبتت دراسة أجرتها مؤخرًا جامعة إيموري أن القراءة تحسن وظائف الدماغ بالضبط، وكأن مشاعر بطل الرواية قد عبرت من خلالك وتعيد إصلاح شبكات الدماغ، وهذا لا يعني فقط أنك ستهرب من مشاكلك ولكن التعاطف مع معاناة أخرى أو الوقوع في الحب مع رواية رومانسية سيساعدك كثيرًا على الاستشفاء وتقليل القلق والاكتئاب، والآن أحضر كوبًا من الكاموميل أو الجينسينج واجلس على طاولة قريبة واختر كتابًا تسهر معه الليلة إذا كنت تبحث عن نص أدبي يساوي كبسولتين.

 

«منطق الطير» فريد الدين العطار

«ما أكثر ما أحرقت نفسي كمصباح، حتى أضأت الدنيا وكأنني شمع، وأصبحت رأسي كالمشكاة من الدخان، فإلام يشعل شمع خلدي المصباح؟ لقد ولّى نهار طعامي، وانفضّ ليل نومي، ونضب ماء كبدي من نار قلبي، وقلت لقلبي: أيها الثرثار، لقد تكلمت كثيرًا، فصه وابحث عن الأسرار! فقال: انني غريق ناري، فلا تلمني. أن أكف عن الكلام، احترق، لقد ماجت مئات الاضطرابات في بحر روحي، فكيف أكف عن الكلام ساعة؟» *جزء من خاتمة كتاب منطق الطير

من أشهر كتب التصوف وأكثرها التصاقًا بالأدب. عاش العطار بين القرنين الثاني عشر والثالث عشر، وتأثر في كتابته بأريستوفان والغزالي وابن سينا وأبي علاء المعري، حتى وصف بأنه هضمهم ثم كتب رحلته شديدة الذاتية في البحث وترفع عن فلسفتهم ورغبتهم في وضع إجابات لأسئلة كونية مقلقة إلى الانطلاق والرجوع إلى النفس والتصوف من أجل الذات وسعيًا للبحث عنها وليس عن حقيقة الكون. 
ويحكي الكتاب عن رحلة مجموعة من كافة أنواع الطيور للبحث عمن يحكمهم ويقودهم في رحلتهم، الهدهد – الذي قاد سيدنا سليمان – وفي طريقهم يقع البعض ويختلق الأعذار ليبقى منهم 30 طائرًا يمثلون المتصوفين ويمرون بمراتب التصوف من الاستغناء والمعرفة والحيرة والطلب. 


«الآمال الكبرى» تشارلز ديكنز

فيما قد تعد أفضل روايات تشارلز ديكنز وأقربهم إلى سيرته الذاتية كتب ديكنز رواية الآمال الكبرى مع أحداث وكأن طواحين الهواء تعبث بالقدر. بيب الطفل اليتيم الذي ذهب لزيارة قبر والديه فوجد سجينًا هاربًا ليطلب منه بعض الطعام ومبردًا للحديد لكسر قيوده، فساعده بيب بأن سرق له ما يريد من منزل أخته وزوجها الحداد، ولكم تمنى بيب أن يعمل عند هذا الحداد وما أن تحققت أمنيته حتى كرهها لمعاملة زوج أخته السيئة له. ترك العمل معه وتعرف إلى ستيلا جليسة سيدة عجوز لكنها قابلت حبه بغرور أهوج.
حدثت لبيب أغرب حادثة غيرت مجرى حياته، عندما حصل على مال ليكمل تعليمه -ظن أنه من السيدة العجوز- وأكمل تعليمه وتغير حاله وأصبح من الشرفاء ليفاجئ بأن من أحسن إليه هو السجين الهارب وكثير من الأحداث التي أعطت لبيب وستلا ووالدها السجين وأمها حق ما فعلوه. 
نشرت صحيفة  «All the year round» الرواية مسلسلة على مدار عام كامل، كان يترك فيه ديكنز قراءه يتشوقون لاستكمال الحلقة وصنع بذلك شغفًا لازم الرواية. 


هل تحب الشعر؟

«الأرضُ هيَ المَكان الملائمُ للحُبّ 
لاأعلمُ بمكان قد يكون أفضَل. 
أودُّ أن أغادرَ مُتسلّقاً شَجَرة بُتولا~ 
ومتسلّقاً لأغصان سوداء تعلو جذع بياض الثّلج 
ناحيَة الجنّة، هُناك عندما لا تطالُ الشجّرةَُ شيئاً بعد ذلك 
لكنّها غَطّت بقمّتها وأسقطَتني للقاع مرة أخرى. 

 

*أشعار: روبرت فروست

إذا كان تغيير أفكارك وحلول أخرى مكانها علاجًا فلماذا لا نتبعه؟ وإذا كنت ممن لا يرون النوم ليلًا وتبات ليلتك تعد أضلاع غرفتك دون جديد فأشعار روبرت فروست تقول لك: (لست وحدك). 
قراءة الشعر ربما تكون أسهل من قراءة رواية أو بالأصح أسرع وأكثر إيجازًا، بضع قصائد تنتقل بينهم بسهولة مع المزيد من الخيال والكثير من الوصف والبلاغة التي تقابلك عند كل شطر، ولمقاومة الأرق نصحنا موقع ليتثيربي بالأشعار المختارة لإدوارد توماس وروبرت فروست ووليم ويردزويرث.

«أناقة القنفذ» موريل باربري

رواية تجسد الانتصارات التي تمر بيننا في هدوء. عنوان مثير ومضحك للوهلة الأولى حتى تسأل نفسك: كيف يكون القنفذ أنيقًا؟ وما المقصود بالقنفذ؟ 
مبنى سكني أنيق في وسط العاصمة الفرنسية، باريس، تسكنه مجموعة من الطبقة البرجوازية، يضعون خدمهم في قالب معين، قالب الخادم الغبي السمين، والغبي المطيع المدمن لمشاهدة التليفزيون، وهكذا، حتى لا يشعروا بأن هؤلاء الخدم أذكى منهم؛ وقد استطاعت رينييه القيام بهذا الدور على أكمل وجه، خلال عملها حارسة للعقار. السكان جميعهم ورثة لعائلاتهم من الأثرياء، تفضح عيون رينيه أناقتهم المزيفة وعقولهم الفارغة. 
نسيت أن أقول لكم أن رينيه مثقفة رفيعة، تعشق الموسيقى والفن والفلسفة والثقافة اليابانية، وتخفي بحرص علمها وذكاءها، لأن السادة كما هو معروف، لا يحبون أبدًا أن يروا خادمهم يتفوه بكلمات توحي بذكائه وتطلعه لمستوى أفضل. 
المهم ظلت رينيه هكذا حتى توفى أحد السكان دون وريث له؛ ما يعني أن شخصًا غريبًا سيسكن العقار. هنا يأتي السيد كاكورو أوشو، وهو متقاعد ياباني ثري يكسب ثقتها ويعرف سر معرفتها من اللحظة الأولى، في رواية يختلط فيها الضحك والرومانسية والنجاح. 

أضف تعليقك