اعتاد المصريون على أن كل شئ مباح في عهد الانقلاب، فلا يكاد يمر شهر دون أن يخرج عليهم بعض المشايخ الموالون للانقلاب ليتفوهوا بالفتاوى الشاذة المسيئة للإسلام والتي ماأنزل الله بها من سلطان.
وجاءت آخر الفتاوى الشاذة، أمس الأربعاء، حين طالب الشيخ مصطفى راشد الذي يلقب نفسه بأنه "مفتي أستراليا"، بوقف الحج والعمرة لمدة عام، واستبدال سيناء بمكة المكرمة، في الحج إلى جبل الطور، الذي زعم أنه أقدس مكان على وجه الأرض، وأنه يمكن بذلك توفير مئة مليار جنيه سنويًا، هي تكلفة الحج والعمرة في مصر.
وناشد راشد، رئيس الانقلاب عبد الفتاح السيسي، في مداخلة هاتفية مع محمد الغيطي، عبر برنامج "صح النوم"، في فضائية "إل تي سي"، لأن يوقف الحج والعمرة هذا العام.
وزعم بأن "هذا في مصلحة الشعب والأمة، في ظل الظروف الصعبة"، مضيفًا أن "سيدنا عمر أوقف فرض حد القطع في عام الرمادة، وأن الحاكم من حقه أن يقوم بوقف فرض أو سنة لمصلحة الأمة، لمدة محددة".
وتابع بأن "فرض الزكاة مقدم على فرض الحج في أركان الإسلام، وهذا أمر شرعي، فالعمرة سُنَّة"، وفق قوله.
وكانت المفاجأة الكبرى، حين قال راشد، وهو خريج في الأزهر: "في شهر مارس المقبل، سيتم تنظيم أول رحلة حج إلى الوادي المقدس طوى بطور سيناء، اقتداء بالأنبياء، ويمكن أن يحج إليه المصريون، لأن لدينا أقدس مكان على وجه الأرض".
ويقول راشد عن نفسه إنه عالم أزهري، وأستاذ للشريعة، ومفتي لأستراليا، وله عدد من الفتاوى المثيرة للجدل، منها زعمه بأن الحجاب ليس فرضًا في الإسلام، وأنه لا يوجد حد للردة، وكذلك لا يوجد حد للرجم، وأن البخاري ومسلم كاذبان، بحسب زعمه، وفي المقابل، يقول معارضوه إنه ليس مفتيا، ولا يحمل درجة الدكتوراه، وإنما هو خريج كلية أزهرية، وليس سوى خطيب مسجد سيدني في أستراليا.
وعادًة مايجعل الإعلام الموالي للانقلاب من برامجه منصات لمثل هؤلاء ليشغلوا المصريين بفتاواهم الغريبة عن معارضة حكم العسكر الفاشل.
أضف تعليقك