وقد تعهد جحا لحميره أنهم فى عام 2063 . سوف يتحولون إلى بنى آدميين ينطقون بالحكمة بدلا من النهيق ويفهمون ويمتلكون عقولا كالبنى آدميين بدلا من عقول الحمير حيث سيتعلمون فى مدارس وجامعات كمدارس وجامعات البنى آدميين  ويسيرون على قوائمهم الخلفية فقط بدلا من الأرجل الأربعة ويسكنون القصور وينامون على الأسرة بدلا من الحظائر .

 وحسب وعد جحا لن يكون مطلوبا منهم أن يعملوا كثيرا لقاء أكلهم فهم يستطيعون أن يعملوا ساعات قليلة ويتقاضون أجورا كبيرة كأجور البنى آدميين تكفى أكلهم وتوفر لهم عيشة رغدة ومترفة وسيكون بإمكانهم أن يأكلوا الأصناف التى يحبونها فى الوقت الذى يحبونه بدلا من البرسيم المفروض عليهم فى كل وقت وأن يشربوا البيبسى والكولا بدلا من مشروبهم الموحد عصير البرسيم  .

كما وعدهم جحا أنهم لن يتم ركوبهم بعد ذلك التاريخ وإنما سيكون لكل منهم سيارة مثل سيارات البنى آدميين وطرقا كتلك التى يسير عليها البنى آدميين بدلا من الطرق الحالية التى تدمى الأرجل وتتعب الحوافر .

وأنه سيكون متاحا لهم امتلاك الأراضى والحقول كالبشر وأنهم سوف يستمتعون بالأمن والأمان مع عائلاتهم وأولادهم تماما كالبشر .

ولكن لقاء ذلك مطلوب منهم أن يسلموا لجحا بالحكمة والرئاسة وأن يسمعوا كلامه وحده ولا يسمعوا لأحد آخر من أهل الشر حسب تعبير جحا وأن يثقوا فيه ثقة كاملة .

 كما طلب جحا منهم أن يتقشفوا فى الفترة القادمة . فيكفى نصف حصة البرسيم الآن على أن يتبرع الحمير بباقى البرسيم ليتم توفير ثمنه لجحا وأصدقائه حتى يستطيعوا الآن توفير الأمن والأمان لهم والتفكير جيدا فى مستقبلهم .

 ومع أن الحمير طالما سمعوا حكايات جحا من آباءهم ووعوده التى لا تنتهي وتركه لهم أكثر من مرة للذئاب تأكلهم حين يجد الجد . ومع أنهم سمعوا حكايات من آبائهم أن جحا كان يوهمهم بتوفير الأمن لهم كل مرة ثم يبيع بعضهم طعاما للأسود . لكنهم كما قال آباؤهم من قبل قالوا "خلينا نجرب مش حيحصل أسوأ من الموجود الآن . وأحسن ما نبقى زى حمير الناس التانيين  ويكفى إننا لاقيين البرسيم" .

وأما من ناحية جحا فهو يعلم أنه فى سنة 2063 إما أن تكون هذه الحمير قد ماتت ولم يبقى إلا أبناؤها التى لا تتذكر وعوده . أو يكون هو نفسه قد مات . أو يكون النيل قد جف ولا يبقى برسيم يأكلونه ولا حظيرة تجمعهم فيموتوا . أو تكون الحمير بكاملها قد انقرضت بعد القوانين والأحكام الفقهية الجديدة بإلغاء تحريم أكل الحمير .