• الصلاة القادمة

    الفجر 04:23

 
news Image
منذ ثانية واحدة

قبل أيام كانت ذكرى عزيزة علينا وعلى بلاد أمجاد يا عرب أمجاد!! ومرت في صمت ودون أن يتذكرها أحد!! وأراهن أن حضرتك لا تدري عنها شيئا! بل تصيب حضرتك بحيرة وتسألني عنها وعن أهميتها! إنها يا صاحبي الذكرى رقم 59 لوحدة مصر وسوريا.

كانت في 22 فبراير عام 1958 بقيادة "ناصر" بعدما تنازل له الرئيس السوري شكري القوتلي!! ومن عجائب الصدف أنه في ذات العام بدأت الخطوات الأولى للسوق الأوروبية المشتركة التي حققت نجاحا عظيما! وأوروبا الموحدة الآن قوة كبرى يحسب لها ألف حساب! بينما العرب "ولا حاجة"! بلادهم تعاني من التفكك والإرهاب والاستبداد السياسي وفيها مشاكل صعبة!! ترى ما أسباب هذا النجاح الذي نراه هناك والخيبة والفشل الموجودة هنا؟؟

وأظن أن حضرتك تتفق معي في أن الوحدة الأوروبية قامت بعد دراسات متكاملة وخطوات مدروسة.. خطوة بخطوة ودون تعجل واثمر ذلك بعد سنوات طويلة عن نجاحا مدهشا!!

وإذا انتقلنا إلى بلاد أمجاد يا عرب أمجاد نجد أن جميع محاولات الوحدة التي تمت بها كانت متعجلة وغلبت عليها العاطفة والشعارات والجعجعة! وكان من الطبيعي أن تنهار بسرعة! ولم تستمر الوحدة بين مصر وسوريا التي بنى عليها الناس آمال عظيمة سوى سنوات ثلاث! وكان هذا أمرا متوقعا حيث بدت مصر وكأنها سيطرت على سوريا ولم تدخل معها في وحدة!!

واشتكى الشعب السوري من الاستبداد الناصري ومطاردة التجار الأثرياء تحت شعار الاشتراكية!! وكان حظ بلاد الشام سيئ جدا بعد ذلك حيث وقعت في قبضة البعث وأسرة الأسد!

وانتهى الأمر بمصائب وكوارث نراها حاليا وتتمثل في حرب أهلية تأكل الأخضر واليابس مات فيها مئات الآلاف وتشريد الملايين بسبب الاستبداد والطائفية والتطرف ومؤامرات العدو الصهيوني وتدخل الدول الكبرى وغير ذلك من البلاوي التي مزقت سوريا وقضت عليها قضاءا مبرما.

وأمراض العرب لا تعرفها أوروبا، فهي مثلا لا تقبل في وحدتها إلا البلاد الديمقراطية! وتحرص على المساواة الكاملة بنها! ولذلك فهي تستحق الحياة والنمو والازدهار والقوة بعكس تلك الخاضعة لحكم الفرد والزعيم الملهم!!

أضف تعليقك