• الصلاة القادمة

    الفجر 04:23

 
news Image
منذ ثانية واحدة

بعض الإخوة الذين تركوا الإخوان والذين لا زالوا مترددين يجهدون أنفسهم كثيرا فى وصف المساوئ والسلبيات فى بيتهم القديم من وجهة نظرهم بحجة تصحيح الأخطاء . الكلمة أو العبارة التى تختبئ ورائها كل النوايا الحسنة والطيبة والنوايا السيئة والخبيثة . 

 تمحورت حياتهم واهتماماتهم على ذلك . ينامون عليه ويقومون عليه ومع أنهم أعلنوا مغادرتهم للبيت وانتهى الأمر إلا أنهم لا زالوا يشغلون أنفسهم بسكانه وأحوالهم وأحوال البيت وجيرانه .

 وبداية نشكرهم على أيامنا السعيدة سويا وعلى الليالى والأيام الجميلة فى طاعة الله . ندعوا الله أن يتقبلها منا ومنكم وأن يلم شمل الصادقين ويهدى النفوس الحائرة . 

 كما نذكر أنفسنا وإياهم أن هناك من اليساريين والليبراليين والمفكرين من عاش حياته لذلك الهدف . نقد الاخوان فى أشياء عامة وخاصة ولم يخرجوا من الدنيا إلا بذلك . ولك أن تطالع كتابات رفعت السعيد وثروت أباظه وغيرهم لن تجد فى حياتهم وأفكارهم إلا الإخوان وسلبيات الإخوان وسقوط الاخوان . فلا هم أرونا جديدا ولا هم سكتوا .

 أخى الحبيب . حتى إن كان بيت الإخوان فيه كل ما تقول .يفترض انك تهدم بناءا لا يعجبك لتقيم بناءا أفضل . وحين ترى الناس بناءك بأبعاده ورسوماته وتقسيماته وأساساته على مخططات واضحة بغرفه الواسعة واحتياطاته وتأمينه الجيد وأمان سكانه الأفضل وموقعه المميز وكيفية تمويل تكاليفه المادية والمعنوية وكيفية استخراج تراخيص البناء وإجراءاته . يستطيع الناس وقتها أن يصدقوا ما فى بناءهم القديم من مساوئ مقارنة ببناءك الجديد ويتكاتفوا سويا للبناء والانتقال .

 ولكنك حين تظل تصف لى غرف بيتى بعيوبها والعيوب التى فى الصالات و الحمامات والمطابخ وواجهاته التى لا تناسب العصر وتستمر على ذلك شهورا وسنينا تكرر نفس الكلام . فأنت تصف لى بيتى الذى أعرفه وأسكنه من سنين ولم تعد تأت بجديد فرفقا بنفسك وبأهل البيت .

 فإن كنت ترى أنه لا لزوم لأن تسكن بيتا من الاساس وترى الاقامة فى الشارع على اتساعه وهواءه الطلق أفضل من الالتزام ببيت وحوائط وجدران فهذه وجهة نظر أحترمها ولكن عليك أن تعلنها صريحة أن الشارع والتحرر أفضل حتى أستطيع أن أتبين بوضوح ما تريد أن تأخذنى اليه ولا يلزمك حينها أن تبين لى شيئا عن بناءك الجديد فالشارع ملك الجميع ولكن قلها صريحة أنه الشارع .

أما إن كنت ترى أنه لابد من بيت ولكن هذا البيت لم يعد مناسبا بتلك السلبيات ولم يعد ينفع الا الخروج منه وبناء الجديد الأفضل . فإننى أراك لم تترك بيتك وتنتقل لبيت جديد وانما تركت بيتك ولا زلت بالشارع ولم تشرع الى الان فى بناء بيتك الجديد .

 أما إن كنت ترى أن أساسات وأساسيات البيت تعجبك ويعز عليك تركه وأنك لا تستطيع مفارقة سكانه و فقط المطلوب صيانة الواجهات وفتح بعض الغرف على بعضها وتغيير مسميات البعض فما أسهل ذلك فى عالم البناء وقد حدث من قبل فى بيتنا كثيرا ولم ينهدم والحمد لله . فهيا بنا لنقيمه ونعدل أوضاعه سويا من داخل بيتنا متحدين معا ولا لزوم لتكرار السلبيات والعيوب التى نعرفها جميعا وقتلناها بحثا .

أضف تعليقك