• الصلاة القادمة

    العصر 13:46

 
news Image
منذ ثانية واحدة

هو شخص سريع اليأس سريع الحب سريع البغض سريع الانبهار سريع الانخداع سريع رد الفعل.

إذا وجد مثلا من أردوغان شيئا حسنا هلل وأقام الدنيا حول عبقريته وفهمه العالى وتخطيطه السليم وعايرنا أننا لسنا مثله. وهو نفسه إذا وجد منه شيئا واحدا لم يعجبه أطلق لسانه ويده انتقادا وانتقاصا .

ولك أن تطالع ليلة محاولة الانقلاب الفاشل فى تركيا. ونفس الصفحات ونفس الإخوة الذين كانوا فى أول الليلة يتحدثون عن عوامل السقوط ويعايرون الإخوان أن أردوغان منهم وأخطأ نفس أخطاءهم وأن المولد انفض وأنه كان أكذوبة .

هم نفسهم الذين كانوا فى آخر الليلة يشيدون بالعبقرية الفذة والتعامل السريع مع الموقف ويعايرون إخوان مصر بأردوغان ويقولون ليتكم مثله ولا يلقون بالا لاختلاف النموذج واختلاف السياق واختلاف المكان واختلاف عناصر القوة .

وإذا أجرت حماس انتخابات وإن كانوا لا يعلمون عن من نجحوا فيها شيئا عايرونا بانتخابات حماس وأنها أجرت انتخابات وقدمت الشباب.

وهم أنفسهم من أسبوعين كانوا يعايروننا أن قادة حماس مجتمعين مع كلاب الانقلاب الذين لا يرجى من ورائهم خيرا. ولا هم يعلمون سبب مجيء حماس ولا خلفيات انتخابات حماس ولا سن من ذهب مقارنة بمن أتى ولا يضعون فى اعتبارهم أن حماس على عظمتها هى نموذج من نماذج الإخوان وكأنهم يعايرون الأب بنجاح ابنه. وهكذا حتى على مستوى الأفراد.

فأيمن نور مرة عندهم هو الليبرالى الفاهم العاقل الذى يجب أن تتعلموا منه . هو نفسه بعد أيام هو أيمن نور العميل الذى يخدعكم. ومحمد ناصر المذيع الظاهرة الفلتة هو نفسه المتآمر العميل. ومحسوب الفاهم مرة هو محسوب بائع الشرعية مرة أخرى. مع أننا لم نقل من الأساس أن أيمن نور منا ولا هو قال أنه منا حتى تكون تصرفاته لنا أو علينا. صاحب حزب وهو حر فيما يفعل لا يعنينا ولا نعنيه كما أن محسوب عضو حزب آخر. كما أننا لم نقل أن محمد ناصر متحدث باسمنا .

الأخ سريع الطلقات

إذا سمع شائعة سارع بنقلها كما هى كأنما سيضيع منه سبق صحفى عظيم إذا انتظر قليلا. ويبنى على الشائعة تحليلات ومساجلات وحوارات . ولا يسأل نفسه عن مدى تأثير الشائعة على الآخرين أو على جماعته أو على عائلات المعتقلين والشهداء وعلى نفوس وقلوب إخوة له فى السجون .

يتلقى طعم المخابرات فى فمه فيلتهمه ثم يلوكه ويقذفه على الفيسبوك بعد أن يضيف له شيئا من لعابه .

فهذه مليارات تضيع وهنا قيادات من اللصوص والحرامية تتاجر بنا .

وهذه مصالحات تعقد خلف الستار وهذه تهم تتوزع بالجملة .

فهذا عميل وهذا فاشل وهذا مخابراتى وهذا نصاب .

كل هذا والأخ السريع الطلقات خلف الأزرار والمفاتيح لم يغادر غرفته ولم يترك لنفسه فرصة التحري والتبين .

كأنما لم تنزل له الآيات .

(فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة )

وكأنما لم يسمع من قبل الآية فى المنافقين .. (سماعون للكذب ... )

وكأنما لا يعنيه أبدا قول الله

( لولا إذ سمعتموه ظن المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم خيرا )

أضف تعليقك