• الصلاة القادمة

    العصر 13:46

 
news Image
منذ ثانيتين

يؤكد قائد الانقلاب العسكري عبد الفتاح السيسي يوميًا للمصريين أنه ماقام بانقلابه ضد الرئيس الشرعي، إلا ليجهض أهداف ثورة 25 يناير ويسجن ثوارها.

حتى جاءت آخر مظاهر انتكاسة الثورة، بداية شهر مارس الجاري، حين صدر الحكم النهائي ببراءة الرئيس المخلوع محمد حسني مبارك من تهم قتل المتظاهرين في ثورة يناير، حيث كانت محاكمة المخلوع التي أطلق عليها  "محاكمة القرن" من أبرز مكتسبات الثورة التي حظيت باحتفاء كبير من قطاعات عريضة في الشعب المصري.

مبارك حُر 

وافق نائب عام الانقلاب، أمس الاثنين على إخلاء سبيل الرئيس المخلوع حسني مبارك، بعد قرابة أسبوعين من تبرئته نهائيًا من اتهامات بالتورط في قتل متظاهرين عام 2011.

وقال محامي مبارك فريد الديب، في تصريحات صحفية، إن النائب العام وافق على إخلاء سبيل مبارك وإنه "يمكنه الآن العودة لمنزله حين يقرر الأطباء قدرته على ذلك"، مضيفاً أنه "ممنوع من السفر (خارج البلاد) على ذمة قضية كسب غير مشروع". 

واستعد المخلوع، للعودة مرة أخرى إلى منزله، عقب قرار الإفراج عنه، بعد قضاء 3 سنوات في مستشفى المعادي، و3 سنوات أخرى تنقل فيها ما بين سجن طرة والمستشفى.

وبدأت استعدادات رحيل مبارك، بجمع زوجته "سوزان مبارك" أغراضه ومتعلقاته من مستشفى المعادي ونقلها إلى مكان إقامته في حى مصر الجديدة، وتجهيز طاقم طبي لمرافقته أثناء نقله من المستشفى إلى منزله اليوم الثلاثاء.

وكثفت قوات أمن الانقلاب من تواجدها، بمحيط فيلا مبارك بمصر الجديدة، وتواجدت العديد من قوات الجيش والشرطة لتأمين المكان، ومن المفترض أن يتم نقل المخلوع إلى منزله بالقرب من ميدان هليوبوليس وقصر الاتحادية، بعد أن رفض الإقامة مع أي من نجليه جمال وعلاء.

 وترددت أنباء عن نية مبارك زيارة قبر حفيده عقب خروجه مباشرة من السجن أو بعد أيام قليلة من خروجه، لذلك تم تنظيف المقبرة استعدادًا لاستقباله، وسط حراسة أمنية مشددة.

براءة المخلوع تستوجب العودة للثورة

أثار الحكم ردود فعل واسعة بين النشطاء، فتوالت الانتقادات الحادة للحكم فعلق نائب رئيس حزب الوسط و الوزير السابق محمد محسوب بقوله : "لهم البراءة وللشعب الموت والفقر والجوع، محكمة الشعب ستبقى الأعلى حتى لو تأجل حكمها ليوم قادم".

وقال الكاتب الإعلامي تامر أبو عرب: "مستعد أصدق تماما إن المحكمة بتتعامل بالورق وإن مفيش ورق يدين مبارك لو ورونا الورق اللي بيدين الشباب بتعطيل المرور وتكدير السلم العام".

وعلق الإعلامي عامر الوكيل : "وهكذا نفذ العسكر صفقتهم الأخيرة لكن دماء الشهداء ستظل تلعنكم وتلاحقكم حتى في قبوركم".

وسخر الصحفي محمود السعداوي: "براءة الحمد لله.. احنا نرشح مبارك بقى في 2018".

وتساءل محمد عبد الواحد: "بداية من 2015 ونهاية بـ2017. براءة جميع المتهمين في قتل متظاهري ثورة يناير بدءًا من الضباط ومرورًا بحبيب العادلي وأخيرًا مبارك من قتل المتظاهرين؟".

وسخر أحمد الجزار: "حاجة ولا في الأحلام عملنا ثورة عشان نحبس الحرامية خرجوا الحرامية براءة واحنا اللي اتحبسنا".

كما دعا عدد من النشطاء السياسيين، للتظاهر أمام مقر دار القضاء العالي بوسط القاهرة، اعتراضًا على الحكم الذي وصفوه بأنه يستوجب العودة بالثورة للميادين مرة أخرى. 

الرئيس الشرعي في السجن 

انتُخِب الرئيس مرسي رئيسًا شرعيًا لمصر بعد عام واحد من الثورة التي أطاحت بحسني مبارك من سدة الحكم بعد 30 عاما من الفساد والفقر والمحسوبية
ولكن في الذكرى السنوية الأولى لتوليه سدة السلطة، قام وزير الدفاع عبد الفتاح السيسي بانقلاب عسكري ضد الرئيس مرسي أول رئيس مدني منتخب في تاريخ مصر.

وعقب الانقلاب بدأ السيسي في تلفيق عدة تهم للرئيس ليلقيه في السجن وتبدأ في محاكمته في عدة هزليات منها : 

بدأت محاكمة الرئيس مرسي و 14 من قادة جماعة الإخوان المسلمين في نوفمبر 2013 بفي هزلية تحريض مؤيديهم على قتل صحفي واثنين من المحتجين المعارضين في اشتباكات خارج قصر الاتحادية الرئاسي في القاهرة ديسمبر عام 2012.

وتوالت الهزليات التي لفقها العسكر للرئيس مرسي مثل :

- التواطؤ مع مسلحين أجانب في مؤامرة لإطلاق سراح إسلاميين في حوادث اقتحام السجون خلال ثورة يناير عام 2011 ضد حسني مبارك
 
- التجسس والتآمر لارتكاب أعمال إرهابية في مصر مع حركة حماس الفلسطينية وحزب الله اللبناني وقوات الحرس الثوري الإيراني
 
- تهديد الأمن الوطني من خلال تسريب أسرار الدولة ووثائق حساسة لقطر عن طريق شبكة الجزيرة ومقرها الدوحة
 
- الغش فيما يتعلق بالبرنامج الاقتصادي والاجتماعي لجماعة الإخوان من أجل إنعاش مصر

- إهانة القضاء من خلال ذكر اسم قاض خلال خطاب عام واتهامه بالاحتيال خلال إشرافه على الانتخابات السابقة
 
إلا أن الرئيس مرسي لقن الانقلابيين درسًا قاسيًا في الصمود والثبات، حيث رفض إشراف المحاكم التي يخضع للمحاكمة أمامها، ففي أول محاكمة له، صرخ من داخل القفص وقال إنه كان ضحية "لانقلاب عسكري" وإنه رئيس مصر وفقًا لدستور البلاد وإنه اعتُقِل قسرًا، ولم يخش أن يعلن أمام الجميع أنه الرئيس الشرعي للبلاد وأنه غير معترف بهذه المحاكمات الهزلية.

وعقب ذلك بدأت الإجراءات التعسفية ضد الرئيس مرسي، حيث تم إجباره على الجلوس في أقفاص زجاجية عازلة للصوت في قاعات المحاكم والتي يقول مسؤولون إنها مصممة لمنعه من تعطيل إجراءات المحاكمة، إلا أن المصريين جميعًا يعلمون أن الانقلاب يعمل على تكميم كل صوت ينطق بالحق.

الانقلاب يعادي الربيع العربي

ويمكن القول أن الانقلاب بتبرئته للفلول وخاصًة رئيسهم المخلوع مبارك، لم يثبت عدائه لثورة يناير فحسب بل يثبت عدائه للربيع العربي حين حاول إغلاق أبوابه في مصر، بالإعلان عن إخلاء سبيل مبارك.

فقد أصبحت فكرة الربيع العربي ليس لها وجود في مصر، وأصبح الحديث عن مبارك ورموز نظامه مقبولا في وسائل الإعلام الموالية للانقلاب والشارع.

إلا أن المصريين يؤكدون يوميًا انهم لن يتخلوا عن ثورتهم التي عاشوا عامًا كاملًا في ظل ديموقراطيتها، بعد أن عاشوا في فاصل من الديمقراطية بين منتصف عامي 2012 و 2013، الذي شهد انتخاب محمد مرسي، حتى قام عبد الفتاح السيسي بانقلابه، ومنذ ذلك الحين أُلقي العديد من قادة الربيع العربي في السجون أو اضطروا إلى العيش في المنفى.

أضف تعليقك