• الصلاة القادمة

    الفجر 04:23

 
news Image
منذ ثانية واحدة

يبالغ الإعلام الموالي للانقلاب في الاحتفال بما يسميه عيد الأم، ويقوم قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي بالاحتفاء بأمهات قتلى الجيش والشرطة، في نفس الوقت الذي يتجاهل فيه أمهات المعتقلين المكلومات، اللاتي لا حول لهن ولاقوة.

وتتزايد معاناة أمهات المعتقلين يوميًا في ظل الظلم والتعذيب الذي تمارسه سلطات الانقلاب ضد أبنائهم في المعتقلات، بالإضافة إلى تعذيب الأمهات في زيادة صعوبات زيارة أبنائهم.

معاناة الأمهات مستمرة 

وقد أفاد تقرير لمنظمة "هيومن رايتس مونيتور" أن المرأة في عهد قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي إما "مقتولة أو معتقلة أو مغتصبة أو محكوم عليها بالإعدام أو مطارَدة ومحرومة من أبنائها".

ورصدت المنظمة اعتقال نحو 3000 امرأة، 56 منهن لا زلن قيد الاعتقال حتى الآن، وقتل 90 امرأة خارج إطار القانون، إلى جانب نحو 50 حالة اغتصاب في المعتقلات، ومئات حالات الفصل من الجامعات.

ورصدت حركة "نساء ضد الانقلاب" عديدًا من الانتهاكات التي تتعرض إليها الحركة النسائية المصرية، التي "قدمت 132 شهيدة على مدار سنوات الثورة، آخرهن فاطمة عودة سليم من أبناء العريش، التي قُتلت يوم 5 فبراير الماضي برصاص الجيش، كما تعرضت 2135 سيدة وفتاة مصرية للاعتقال، لا تزال 32 منهن في المعتقلات، كما تعرضت إلى المحاكمة العسكرية 23 فتاة وسيدة".

بالاضافة إلى معاناة 133 سيدة وفتاة من الاختفاء القسري، ووثّقت "الحركة" اغتصاب 20 معتقلة وإدراج أكثر من 95 سيدة وفتاة على قوائم الإرهاب. 

وقالت حركة "نساء ضد الانقلاب": إنه في اليوم الذي يحتفل فيه الجميع بالأم، تحت وطأة الحكم العسكري، تعيش الأمهات صورًا مختلفة من القمع والتنكيل، تجعل من عيدها يومًا للوجع وليس يومًا للاحتفال.

وأكدت "نساء ضد الانقلاب" خلال بيان أصدرته اليوم الثلاثاء، أنه بالتزامن مع الاحتفال بـ"يوم الأم"، لا تتوقف دعوات 14 أمًا مصرية تقبع ظلمًا في سجون العسكر لا تتوقف، ودموع أمهات الشهداء سيل جارف لا ينتهي، ومعاناة أمهات وزوجات المعتقلين عرض مستمر.

وأضافت "أنه أمام هذه الأوجاع التي تعيشها الأم المصرية فإن حركة "نساء ضد الانقلاب" لا يسعها إلا أن تقدم باقات ورود مصحوبة بكل كلمات الامتنان والعرفان بالجميل لهؤلاء الأمهات الصابرات الصامدات في وجه الظلم".

وتابعت: "كما ترفع الحركة صرختهن لتصل للأفاق، وتعلن للعالم أجمع أن في مصر نظام انقلابي قمعي مجرم نكل بالأم والأبناء، ودمر الأسر، وفتت لُحمة المجتمع المصري، فهل إلى خروج من سبيل؟ وكل عام وكل أم مصرية صامدة صابرة محتسبة بخير".

أمهات المعتقلين لا يعرفن المناسبات

فصول معاناة أمهات المعتقلين، لا تنتهي، فهي تبدأ بتدبير المال لشراء مستلزمات زيارة المعتقل من طعام وملابس وأدوية في حال مرضه ومبلغ مالي يُترك في خزينة الأمانات بالسجن، فضلًا عن نفقات الانتقال إلى مكان الاحتجاز الذي غالبًا ما يكون بعيدًا عن محل السكن.

وقد اضطرت أمهات كثيرات لبيع ممتلكات خاصة توفيرًا لسبل الإنفاق بعد غياب العائل في السجن، وفق قول آية، مشيرة إلى لجوء البعض منها إلى الاقتراض.

وفضلًا عن ذلك، تواجه الأمهات كل أنواع التعنت خلال الزيارات بدءًا من قصر الزيارة على عدد قليل من الزوار من ضمن طوابير طويلة عادة بالمئات.

فيما تشتكي رابطة أهالي المعتقلين بالعقرب أن أمن سجون الانقلاب عادة ما يرفضون دخول الطعام والملابس وبعض الأدوية التي تحضرها الأسر، لافتة إلى قصر مدة الزيارة التي تكون في بعض السجون من خلف حائط زجاجي ويتم التحدث عبر هواتف مراقبة أمنيا.

وتزيد سلطات الانقلاب من الإجراءات القمعية لكسر أمهات المعتقلين ماديًا ومعنويًا، ليزيدوا لوعتهم وقهرهم على أبنائهم الذين لا يعرفون المصير الذي ينتظرهم في سجون الانقلاب.

أضف تعليقك