• الصلاة القادمة

    الفجر 04:23

 
news Image
منذ ثانية واحدة

تحلّ غدًا ذكرى تأسيس جماعة الإخوان المسلمين التي أسسها الإمام الشهيد حسن البنَّا،  والتي تركت أثرًا كبيرً  في تغيير مسار التاريخ، ليس في الوطن العربي والإسلامي فقط؛ بل امتد تأثيرها إلى بقية أنحاء العالم، إلى أمريكا وروسيا وإفريقيا.. حتى بلغت قلب أوربا وأستراليا وسمع دويّ صوتها في كل أنحاء العالم.

 

وما زالت شخصية البنا تواصل تأثيرها في كل الأجيال بما تركته لنا من مثال رجل جاهد لنشر الدعوة والإخلاق والجهاد.. إنها شخصية مجدد الإسلام في القرن العشرين الإمام الشهيد "حسن البنَّا" مؤسس جماعة (الإخوان المسلمين).

 

• فمَنْ هو؟ وكيف نشأ؟

هو: "حسن أحمد عبدالرحمن البنَّا"، ولد في (25 شعبان 1324هـ = 14 أكتوبر 1906م)، وينتسب إلى أسرة ريفية متوسطة الحال من صميم الشعب المصري، كانت تعمل بالزراعة في إحدى قرى الدلتا؛ هي قرية (شمشيرة) قرب مدينة (رشيد) الساحلية المُطلَّة على النيل.

كان جده "عبدالرحمن" فلاحًا من صغار الملاك؛ ولكن الشيخ "أحمد" والده نشأ نشأة أبعدته عن العمل بالزراعة، فالتحق بكتاب القرية، وحَفِظَ القرآن، وتعلم التجويد، وأصبح من علماء الحديث، كما أن له أعمالاً كثيرةً خدم بها السُّنَّة النبوية، وفي كنف هذا الشيخ الصالح نشأ "حسن البنَّا"، فتطبع بالكثير من طباعه، وتعلم على يديه حرفة إصلاح الساعات، وتجليد الكتب.

نشأ "حسن البنَّا" نشأة دينية في ظل عائلة متدينة، والتزم هذا الشاب بالسلوك الإسلامي الصحيح، وحفظ نصف القرآن قبل سِنِّ السابعة في الكتاب، وأتمَّ حفظه بعد ذلك في مدرسة (الرشاد) الدينية، ثم في المدرسة الإعدادية، وكان دائم التفوق، وكان الأول دائمًا في سنين دراسته كلِّها الابتدائية والإعدادية، وفي مدرسة (المعلمين) التي التحق بها، ثم في كلية (دار العلوم) التي تخرج فيها، وكان أول دفعته.

بدأ اهتامه بالعمل الإسلامى في سنٍّ مبكرة، فاشتغل بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والدعوة إلى الله، ومَّما ساعده على ذلك ما كان يتَّسم به من حسن الخلق، وجمال العِشرة، وتفوُّقٍ وصدقٍ وتديُّنٍ؛ وهو ما جعله محبوبًا بين زملائه، يلتفُّون حوله، ويتأثرون بآرائه، فأنشأ معهم (جمعية الأخلاق الدينية)، وبعدها (جمعية منع المحرمات).

 داعيةٌ منذ الصغر

كان "حسن البنَّا" منذ نعومة أظفاره محبًّا للناس، يريد أن يأخذ بأيديهم إلى الخير، ويرشدهم إلى طوق النجاة، فاشترك منذ صغره في تأسيس جمعيات دينية وأدبية وأخلاقية؛ لمطاردة المنكر ومحاربة كل محرَّم، ودعوة الناس للاستقامة، وكان لا يسكت عن منكر، فكان يسعى إلى تغييره بالحسنى والموعظة الحسنة.

 

متفوق بليغ

بالرغم من أن "حسن البنَّا" عاش في فترة مراهقته حياةً تعبُّديةً متدنية؛ فإنه قد جعل من تدينه حافزًا له للتفوق الدراسي، فلقد علم "حسن البنَّا- رحمه الله- أن المسلم يجب أن يكون، متفوقًا في علمه، متقنًا لعمله، وبذلك كان الأولَ دائمًا على زملائه في مراحل الدراسة المختلفة، حتَّى وصل الجامعة، وكان- أيضًا رحمه الله- يتميز بالبلاغة الشديدة، فقد كان مؤثِّرًا في النفوس بأبسط الكلمات، وأوضح العبارات التي لا تَكَلُّف فيها ولا تَعقِيد.

ولم يمنعه تدينه وتعبده واهتمامه بأداء العبادات، ولا حرصه على تفوقه الدراسي من أن تكون له مشاركة فعالة في الحياة الوطنية، فشارك في ثورة 1919م، وهو لم يبلغ الثالثة عشرة من عمره، وكان وقتها لا يزال تلميذًا في المرحلة الإعدادية.

 

وطنيٌّ مجاهدٌ

يتحدث عن فترة طفولته، فيقول:

"رغم انشغالي بالتصوف والتعبد، أعتقد أن الخدمة الوطنية جهادٌ مفروضٌ لا مناص منه، فكنت- بحسب هذه العقيدة، وبحسب وضعي بين الطلاب؛ إذ كنت الأول عليهم- مُلتزمًا بأن أقوم بدورٍ بارزٍ في هذه الحركة الوطنية، فأذكر يوم أن مات "محمد فريد" دخل علينا أستاذنا الفصل، وقد أغرورقت عيناه، وأخذ يحدثنا عن سيرته، وكفاحه وجهاده في سبيل الوطن، حتى أبكى التلاميذ جميعًا، وانفعلت بهذا الجهاد.

فدرة هائلة هلة ت لإقناع.

 تميز بقدرته على تجاوز الإخفاقات التي تسود المجتمع الإسلامي، وكان ينصح زملاءَه بالتماس الأعذار لبعضهم.

عهد تأسيس الجماعة

و تعاهد مع ستة نفر من إخوانه على تكوين أول نواة لجماعة (الإخوان المسلمين) في (شوال 1346هـ= مارس 1928م)، وكانت البداية في الإسماعيلية.

في عام (1351هـ= 1932م) نُقل إلى القاهرة، وكان لذلك أثر كبير على الدعوة؛ حيث أخذت طورًا جديدًا، وأُسس المركز العام بالقاهرة.

الدعوة الغير إقليمية

 حرص الإمام "البنَّا" على أن تكون دعوته غير إقليمية في حدود مصر؛ ولذلك فإنها امتدت إلى الكثير من أقطار العالم العربي والإسلامي.

 امتاز "حسن البنا" بكثرةِ ترحاله داخل القطر المصري لنشر الدعوة، وربط (الإخوان) بها، وربط أجزاء الدعوة ببعضها.

 

 

استشهاد الإمام

 بعد إعلان "النقراشي" حل جماعة (الإخوان المسلمين) في 9 ديسمبر 1948م، ومصادرة أموالها، واعتقال معظم أعضائها في اليوم التالي، هَمَّ الإمام "حسن البنا" أن يدخل السجن مع إخوانه، فمُنِع من ذلك، وترافع عن قرار الحل أمام مجلس الدولة أربعَ ساعات، مبيِّنًا حقيقةَ المؤامرة على الجماعة، التي دُبِّر لها في ثكنَات الاستعمار بمعرفة القصر.

و قبل الاعتِقال بعدة أيام صادروا سيارته، واعتقلوا السائق، وسحَبوا السلاحَ المرخَّص، وقُبِضَ على شقيقَيه اللذين كانا يرافقانه في تحركاته.

 وفي 12 فبراير 1949م وقع حادث الاغتيال، ولفظ الشهيد أنفاسه في الساعة الثانية عشرة والنصف بعد منتصف الليل، ولم يعلم أهله بذلك إلا في الثانية صباحًا.

أضف تعليقك