• الصلاة القادمة

    العصر 13:46

 
news Image
منذ ثانية واحدة

هناك فى كل الافكار والتيارات والمبادئ أصحاب المبدأ انفسهم وأهله . وهناك هؤلاء الذين بسيرون فى الزفة .
والذين هم فى حالتنا المترددين بين الثورة الحقيقية والثورة المضادة .
.
وقد كان أصحاب المبدأ هؤلاء موجودين أيام مبارك فى انتخابات 2010 وقبلها حين انقطع الأمل بالناس وظن الجميع أن الأمر انتهى لصالح مشروع التوريث . وهم . أهل المبدء وحدهم كانوا يؤمنون أنهم قادرين بفضل الله على احداث شيئ ولو بعد سنين وأن عليهم الإستمرار فى بذل وسعهم وجهدهم .
.
حتى إذا سقط مبارك ظهر أهل الزفة وروادها أفواجا وزاحموا أصحاب المبادئ بأكتافهم وانطلقت هتافاتهم بصوت أعلى ونبرة اقوى .
وبالمناسبة فقد كان يسير معنا فى زفة نجاح الدكتور مرسى فى قريتنا أعدادا غفيرة من الناس حتى إننى قلت لمن بجانبى . إذا كانت كل البلد معنا فى الزفة هكذا فمن الذى أعطى كل هذه الأصوات لشفيق إذن !!؟،
.
وأهل الزفة هؤلاء ليسوا على درجة واحدة . فمنهم من يثبت معك الى ربع طريق الحق ومنهم من يثبت الى منتصف الطريق ومنهم من يثبت الى قرب النهاية حيث تكون العقدة الحقيقية وأشد أجزاء الطريق وعورة وصعوبة وإظلاما .
.
حتى اذا اجتزت الطريق . تنظر حولك فلا تجد إلا قلة وأغلبهم ممن كانوا معك من البداية وكلها مليئة بالجراح والندبات .
.
المهم أن اهل الزفة يكونون قد انفضوا جميعا تقريبا بل وحتى ربما أخذوا معهم جزءا من أهل الطريق الأوائل انخدعوا بصوتهم العالى ومبرراتهم ومزايداتهم أثناء الخروج .
.
بخصوص ملخص رؤية الاخ ياسر نجم فى مقاله والتى اثارت اللغط والتى تتلخص فى .. (1- احتمالات عودة مرسي = 0%...
احتمالات عودة الشرعية = 0%...
.
2- مافيش حاجه حاليا اسمها: اسقاط انقلاب..
الإنقلاب نجح وانتهينا..واللغط بشأنه وبشأن 30 يونيو بقى أقرب للذكريات والتوثيقات التاريخية منه لكلام عن واقع...
واحنا حاليا فى مرحلة جديدة من مراحل حكم العسكر..مستقرة تماما من سنة على الأقل..
مافيش فى التاريخ ولا الجغرافيا حاجه اسمها انقلاب يسقط بعد 4 سنين..ويرجع الرئيس اللى كان بيحكم من 4 سنين وانتهت مدته...
الإنقلاب بعد نجاحه أسس لعهد جديد من عهود الحكم فى مصر...
. )
.
.
طبعا هذا هو المهم بالنسبة للأخ ياسر ومقاله والمقصود توصيله للناس وباقى المقال حشو يخدم هاتين النقطتين .
.
ورأيي ان هذه المبررات التى ساقها لاستحالة عودة الشرعية هى فى الواقع مبررات عدم استمرار الانقلاب .
.
فلا يوجد انقلاب فى الدنيا قام منذ 4 سنوات . ولا زال من تم الانقلاب عليهم يقفون بكل قوة رافضين التسليم للإنقلاب ولا زال أكثر من نصف الشعب يسميه انقلاب فى مشهد وصمود لم يحدث فى كل الدنيا .
.
ومن حيث يقول الاخ ياسر ان الإنقلاب يكتسب كل يوم أرضا جديدة ويتجذر فاننى اقول العكس .
.
فالانقلاب يكتسب كل يوم عداوات أكثر ممن كانوا محبيه .
ويفقد كا يوم ارضا جديدة كان يملكها وتنخلع جذوره القديمة ولا ينكر ذلك الا مخادع .
.
وكيف يتجذر وكل يوم يتخلى عنه انصارا ممن كانوا يجلسون معه فى غرفة الانقلاب أنفسهم ومن هذا الشعب خاصتهم الذى كان يطوف الشوارع بالموتسبكلات والسيارات مرددا تسلم الايادى وجعلوا الأغنية نغمة تليفوناتهم شهورا. ثم هم الآن يعيشون أسوأ لحظات حياتهم ولو سمعوا أحدهم يردد نفس الأغنية لقاموا بشتمه أو ضربه فى الشارع ..
.
ولا يوحد انقلاب فى تاريخ الدنيا يظل المنقلب ومن معه كل تلك المده لم يتمكنوا من السيطرة الاقتصادية ولا الأمنية ولا السياسية ولا المجتمعية التى هى الأهم والتى جعلت عبدالناصر مع انه بدأ ضعيفا . الا انه كان يزداد فى قلوب العامة حتى عبده بعضهم فى النهاية .
فأين السيسي عند العامة الآن بعد السنين الاربعة أو بعد عشر سنين على تلك الحال هل يقل أم يزيد . ؟؟!!
ولنا فى جنوب افريقيا الذين لا يملكون ثوابتنا ولا قرآننا وديننا مثل . حيث ظل مانديلا وحزب المؤتمر عشرين عاما رافضين لواقع مفروض ومستقر ولكنه بصموده خرج رئيسا بعد كل تلك السنين .
.
وقد ظلت الثورة الفرنسية عشر سنوات انتصرت فيها الثورة المضادة زمنا واقامت حكما واستقرت فيه . ثم داست الثورة المضادة ورجالها بالأقدام .
وهكذا الثورات فى الدول الكبرى .
هذه مجرد أمثلة ولو لم توجد أمثلة فلحالتنا خصوصيتها وواقعها وناسها ومثالها المنفرد .
.
على اى حال حالتنا ومشكلتنا ليست مجرد خلع رئيس ومحاولة إرجاعه .
إنما هى ثورة لا زالت مشتعلة وتكتسب انصارا ودولة قديمة عادت بقوة أولا وكانت قمة منحناها يوم الانقلاب ثم تدور عليها الدائرة مرة اخرى ويوما بعد يوم و كل يوم تراجع وراء تراجع ومسمارا وراء مسمار فى نعشهم يدقوه بأنفسهم . وقشة وراء قشة يضعونها على ظهر بعيرهم وكلنا فقط فى انتظار القشة التى تقصم ظهر البعير .
.
وان غدا لناظره قريب .

أضف تعليقك