• الصلاة القادمة

    الفجر 04:23

 
news Image
منذ ثانية واحدة

الحاجة "سبيلة" التي تبرعت بكامل ثروتها لصالح صندوق "تحيا مصر"، هي مِن نفس المحافظة التي منها الحاجة "زينب" التي تبرعت بحلَقِها الذهبيّ الذي ورثته عن أمها وجدتها، والتي استغلها الإعلام الانقلابي في إعلان تلفزيوني هابط ورخيص، لتخاطب من خلاله الشعب المطحون ليتبرع لصندوق نهب مصر، والعجيب أن الحاجة "زينب" بلغت ثقافتُها الاقتصادية شأوًا بعيدا، فلذلك تخاطب المصريين في إعلانها الشهير "بالدشليون"، وليس بالمليون أو بالمليار! وحسب تعبيرها فى الإعلان فإن "فدا مصر دشليون حلق"!.

أنَّى للحاجة "زينب" أن تعرف "الدشليون"( واحد وأمامه ستون صفرًا)؟ ولا أكون مبالغاً إذا قلت إن الشعب المصريّ لا يعرف سوى المليون والمليار، اللهم إلا أهل التخصص، ما يوضح طبيعة الإعلان الذي أخرجته الشؤون المعنوية لعسكر كامب ديفيد.

الحاجة "زينب" قالت فى وصلة نفاقها مدفوعة الأجر إنها كانت تتمنى رؤية قائد الانقلاب، ولكنها رأته بقلب الأم، نظرًا لكونها سيدة كفيفة، وأن قلبها انفتح له، لما يقوم به من تضحيات، من أجل مصر وشعب مصر، وأنه أخبرها أنه كان من المفترض أن يأتي إلى المنصورة لتحيتها، بدلًا من أن تذهب إليه، وأنه قبّل رأسها على ما قامت به من أجل مصر!

فماذا قدم هذا العميل الخائن لشعب مصر سوى الفقر والأزمات والأمراض والنحس وتشييد السجون والمعتقلات؟

كان الأجدى والأجدر بالحاجة "زينب" أن توجه رسالتها الإعلانية للأغنياء من سدنة ومرتزقة الانقلاب، من العسكر وجلاوزة الشرطة والقضاة ومصاصي الدماء ونهّابي ثروات الشعب، من رجال الأعمال الفاسدين، الذين يتمتعون دون سواهم بكل المزايا الاقتصادية، والذين يتهربون من دفع الضرائب والجمارك وكل المستحقات.

لماذا لا يقوم هؤلاء بتنفيذ مشروعات منتجة ومفيدة، للقضاء على البطالة وتشغيل الشباب؟

لكن إعلان الحاجة "زينب" الذي أوقفوا بثه بعد ذلك خوفا من الفضائح، كان موجها فقط لطبقات الشعب الكادحة والمطحونة، لمطالبتها بالتبرع والتصدق على صندوق نهب مصر.

أما الحاجة "سبيلة" فواضح أنها متخصصة في النفاق والتطبيل على نطاق واسع؛ حيث قالت: حين سلم عليّ قائد الانقلاب، شُفْت طاقة نور .. وسقاني الشاي بإيده .. وقالت: على وِشّه رضا ربنا .. وقلت له: أنا عاوزة أبقى جنبك، انت عايز تسلم عليّ بس، لا أنا عايزة حضن، ولو فتحت بطني هاتلاقيك قاعد في قلبي، وقلت له: كل ما ها حوِّش حاجة هجيبها لك، لأنك انت عملت كل حاجة حلوة في مصر، أنت وجيشك وشرطتك، وتسلم الأيادي، وربنا يبارك لنا فيك وينصرك ويسترك يارب، إحنا كان زمانا ضعنا يا غالي، ومش عايزة حاجة، انت ابني، وينصرك على كل الدول، وأنا جايبة الفلوس دي لمصر، وصندوق تحيا مصر.

قائد الانقلاب قال لها: بدعواتك ودعوات الطيبين إحنا عايشين، وباشكرك على الفلوس، وده كتير وكتر خيرك.

الحاجة "سبيلة" قررت التبرع بكافة أموالها والمقدرة بمبلغ مئتي ألف جنيه، وكمية من المشغولات الذهبية، لصالح صندوق نهب مصر، بزعم أن الله سيفرجها، وأن مصر في حاجة شديدة لتلك الأموال، ولما سألها قائد الانقلاب عن مصدر أموالها، قالت إن أبناءها يرسلونها لها، وقامت بتجميعها من أجل التبرع بها، وأن سبب تبرعها هو حبها لقائد الانقلاب، وكان نفسها تشوفه لدرجة أنها كانت ستكسر التلفزيون علشان تشوفه، وربنا حقق لها أمنيتها!

 ولم تكتف الحاجة "سبيلة" بهذه الوصلة من النفاق، بل وجهت رسالة لكل المصريين، الذين يملكون أموالا للتبرع بها لصندوق نهب مصر، والوقوف خلف قائد الانقلاب، من أجل بناء الوطن، وأن نجلها أخبرها أنه سيتبرع بمليون جنيه العام المقبل، وأنها أرادت التبرع بمالها للجيش والشرطة لأنهم هم اللي بيحمونا من خطر الإرهاب!

الحقيقة أن الحاجة "سبيلة" تفوقت على كلٍ مِن مصطفى بكري وأحمد موسى، وكل إعلام الانقلاب وأذرعه الإعلامية، والشؤون المعنوية لعسكر كامب ديفيد، ويبدو عليها أنها مطبلاتية بالفطرة!

وبالطبع من نشوة الفرح فإن الحاجة "سبيلة" لم تر ما ترتديه زوجة قائد الانقلاب من أطقم ألماس ولؤلؤ ومجوهرات ثمينة بداعي التفاخر والتباهي أثناء الاحتفال بعيد الأم، في ظل تشجيع قائد الانقلاب على التقشف، عشان احنا فقرا أوي! 

وعندما حاول الأمنجي محمد الغيطي أن يقول على الرئيس مرسي "المخفي"، ردت الحاجة "سبيلة" قائلة: بلا قرف! .. أما قائد الانقلاب ـ على حد زعمها ـ فقد "عدل البلد وخلاها تنام فى أمان"، أما أيام المخفي كنا بنسد علينا الأبواب وخايفين ورعب!

اللهم إنا نعوذ بك من سوء الخاتمة.

عموما بشرى سارة لكل المصريين، نبشركم بأن المشكلة الاقتصادية انتهت، والجنيه هيعوم، وحوض "طارق عامر" سليم، وها يكمل شهر العسل، والدولار هيبقى بأربعة جنيهات فقط، حسب مزحة "طارق عامر"، ولا حاجة لنا لقروض النقد الدولي ولا غيره، والبركة في حلق الحاجة "زينب" وشنطة الحاجة "سبيلة".

لكن ضروري يصبر الشعب والمشكلة ستنتهي في 2030!

الواقع أن النظام الانقلابي الفاشل الذي يتسول مقتنيات الغلابة، ويستخدمهم لأغراض دعائية رخيصة، كي يستوليَ على ما تبقى لدى الشعب المطحون، من أجل رفاهية العصابة الحاكمة، ومجموعة المرتزقة التي تدور في فلكهم، تحت شعارات وطنية كاذبة (تحيا مصر)، في مسلسل كذب وخداع يومي لا يكاد ينتهي.

كيف يتبرع الشعب المغلوب على أمره لصندوق نهب مصر، وهذا الشعب نفسه فى أمسّ الحاجة لمساعدات عاجلة فى ظل ارتفاع الأسعار وزيادة معدلات الفقر والبطالة، وانهيار الجنيه أمام الدولار بعد تعويمه، وفي ظل دخول محدودة باتت عاجزة عن مواجهة أعباء الحياة الضرورية؟

أضف تعليقك