• الصلاة القادمة

    الفجر 04:23

 
news Image
منذ ثانية واحدة

حينما تتحدث عن العلم تجده ذلك العالم الذي علم العلماء وحينما تتحدث عن الدعوة تجده ذلك الداعية الذي يحيا بالدعوة وللدعوة وحينما تتحدث عن التربية تجده ذلك المربي الذي ربي القامات وحينما تتحدث عن السياسي تجده ذلك الفارس النبيل الذي يتصدي للفساد والفاسدين والساعي علي خدمة أبناء وطنه ، إنه فضيلة الشيخ مــاهــر عــقــل رحــمــه الــلــه .

واليوم 4 أبريل 2017 تحل علينا الذكري التاسعة لوفاة فضيلة الشيخ ماهر عقل رحمه الله.

ويأتي علينا هذا اليوم من كل عام لنتذكر – ولم نكن ننسي – يوم أن خرجت الأعداد الغفيرة من جماهير الإخوان المسلمين وأهالي الشرقية وكفر صقر لوداع الشيخ العلامة ماهر عقل في آخر يوم له في الدنيا وأول أيام الآخرة المباركة ذلك اليوم الذي لاقي ربه فيه صائما .

حببني في الشريعة والدعوة

وقالت جيهان ماهر عقل، الابنة الكبرى للشيخ ماهر عقل:"أنا أكثر إخوتي ارتباطا بالوالد فكان ملهما لي في مواقفه ، وكنت وأنا صغيرة أحب أن أجلس معه هو وأصدقائه وكنت أجلس بجوار الباب لاستمع له ، وعندما كان عمري ستة أعوام كان الوالد يتحدث عن المرأة وتكريم الإسلام لها وتحدث عن السيدة خولة بنت ثعلبة وكيف كانت تجادل الرسول صلي الله عليه وسلم وكنت أحفظ خطب الوالد فكان يستدعيني وعمري ستة أعوام أمام أصدقائه لأقص عليهم موقف السيدة خولة مع النبي صلي الله عليه وسلم، وكنت أرجو أن أكون داعية مثل والدي فهو من حببني في الشريعة والدعوة".

وأضافت جيهان عقل، في حديث خاص لموقع "الشرقية أون لاين" أن الشيخ ماهر عقل كانت له نظرة خاصة بالنسبة للزواج فكان ينتقي بنفسه أزواج بناته وكان يخطب لنا لا علي أساس المال ولا الحسب ولكن كان يقول : " المهم أن يكون صالحا " ، وكان – رحمه الله – يكثر من دلالنا – نحن بناته – حتي بعد زواجنا ويقول لنا " تعالي في حضن أبوك " وكان حريصا علي إكرام بناته .

اليقين في نصر الله

وتحدثت الابنة الكبري للشيخ ماهر عقل عن فترات اعتقاله فتقول إن الشيخ اعتقل ثلاث مرات مرتين في سجن طرة ومرة في سجن الزقازيق وقد تعب في سجن الزقازيق بسبب سوء حالة المكان ، وتتذكر إحدى هذه المرات في عام 1995 م يوم أن دخل عليهم أمن الدولة في البيت وانتهكوا حرمته في جوف الليل ومعهم " عثمان " مخبر أمن الدولة الذي كان يدلهم علي كل مكان في البيت ليفتشوه وقالت كان هناك أمانات لبعض الناس عند الشيخ فأسرعنا ووضعناها في الثلاجة وبفضل الله لم يلاحظوها .

وذكرت أنه مع هذه الاعتقالات كان الوالد الشيخ يربي فينا معني اليقين في نصر الله ويقول لنا " والله والله إن الإسلام قادم وسيمكن الله لدينه وسيعز أهل طاعته ويذل أهل معصيته " .

وتابعت جيهان عقل أنها وجدت ورقة بخط الشيخ مكتوب فيها " لماذا رشحت نفسي لمجلس الشعب " وبها عدة نيات وهي طاعة لله وخدمة لديني وأمر بالمعروف ، ونية " من وجد منكم منكرا ... " ولأني مواطن مصري وهذا حقي ، وللتغيير ولإيجاد البديل الإسلامي .

وأوضحت أن الشيخ ماهر عقل كان يكثر من إلقاء السلام علي الناس حتى علي من يجلس علي المقاهي .

لا يخشي لومة لائم

وأكد المهندس عبد اللطيف غلوش، عضو مجلس الشورى العام للإخوان المسلمين وأحد المقربين من الشيخ رحمه الله،  أن علاقته بالشيخ بدأت منذ أن كان طالبا وكان الشيخ يدرس لهم مادة البلاغة واتفقت معه علي أن يخطب الجمعة في قريتنا ، وكان يخطب أيضا في مسجد السلام بكفر صقر ويهاجم الفاسدين ولا يخشي في الله لومة لائم .

وأضاف غلوش، المعتقل حاليا في سجون الانقلاب، في حديث خاص سابق لموقع "الشرقية أون لاين"، أن الشيخ عمل واعظا بالإمارات وكان ينشر الدعوة في كل مكان وفي كل المناسبات ، ولا يترك مكان إلا ويصدع بقولة الحق ، واعتقل الشيخ في أواخر التسعينيات وكان اعتقاله فجيعة لأهالي كفر صقر ويوم عرضه علي النيابة بكفر صقر حضر عدد كبير من العلماء وحضر الدكتور محمد مرسي رئيس الجمهورية وتوقفت الحركة في مدينة كفر صقر وسخط الأهالي علي نظام مبارك ووقفوا أمام سيارات الأمن المركزي لمنعها من الحركة .

وأوضح أن الشيخ عقل ترشح في انتخابات 1995م و 2000م وتم تزوير الانتخابات وقتها ولكنه نجح في انتخابات 2005م علي الرغم من الوجود الكبير للمال السياسي .

أعطاه جلبابه

وذكر عضو شوري الإخوان، أن الشيخ كان قبلة للناس فقيرهم وغنيهم قبل دخوله مجلس الشعب وبعد دخوله ، قائلا إن أحد سائقي عربات " الكارو " حكي له أنه ذهب لإيصال بعض الأغراض لبيت الشيخ فطلب من الشيخ جلبابا فما كان من الشيخ إلا أن خلع جلبابه وأعطاه لهذا العامل .

عضو في أسرة

وبين أن الشيخ كان عضوا في أسرة حريصا علي الحضور والمشاركة وكان يطيع إخوانه وهم دونه في السن ومن ذلك أنه حصل علي عشرة تأشيرات للحج فكان يريد أن يعطي تأشيرة لابنته ولكن إخوانه رفضوا فاستجاب لهم وحصل بعد ذلك علي تأشيرتين خلاف العشرة لابنته وزوجها .

جهاد طويل

من جهته أكد مؤمن زعرور، عضو برلمان الثورة وزميل الشيخ ماهر عقل بمجلس الشعب 2005 م، أن الشيخ ماهر عقل توفي بعد جهاد طويل فقد كان من أكثر النواب حرصا علي حضور جلسات مجلس الشعب وجلسات اللجان وكانت كلماته في المجلس مؤثرة في معظم النواب ، وكان إذا عرض أي شىء يخص اللغة العربية في المجلس يقول فتحي سرور – رئيس المجلس وقتها – " قوم اتكلم يا شيخ ماهر " .

وأشار زعرور، في حديث خاص لموقع "الشرقية أون لاين"، إلي أن الشيخ عقل كان يستمع لكلمة الصغير والكبير وكان يعاملنا كأولاده ونحسبه من الأبرار الأخيار ولا نزكي علي الله أحدا فقد أسلم علي يديه الكثير من الرجال والشباب أثناء عمله بالخارج .

نبراس لنا

ونوه إلي أن الشيخ كانت حياته نبراسا لنا في دعوة الإخوان ، وكنا شبابا في مجلس الشعب وهو أكبر منا ومع ذلك كان أكثر شبابا منا .

يعدل كتيبة

وبدوره قال الدكتور إسماعيل علي، الأستاذ بكلية أصول الدين فرع جامعة الأزهر بالمنصورة وزوج ابنة الشيخ رحمه الله، إنه والمحيطين بالشيخ كانوا يتعجبون من النشاط الكبير للشيخ ماهر عقل في الدعوة والعمل للإسلام فكانت جهوده تعدل كتيبة من الدعاة والعاملين وهو الذي توفي عن سبعين عاما ولم يسلم بدنه من المرض المضني المعوق للحركة ولكنه كان صاحب نفس عظيمة يستمد العون من الله تعالي .

وأضاف أستاذ أصول الدين، في حديث خاص لموقع "الشرقية أون لاين"، أن الشيخ عقل كان يتمتع بالعلم الوفير، ولم يكن محصورا في فرع معين أو تخصص محدود، بل كان موسوعي المعرفة، وكان ذا نهم دائم في الاستزادة من العلم خاصة العلم الشرعيّ، كالتفسير والسنة والسيرة والتاريخ والفقه والعقيدة والمذاهب وغيرها، وكان ذا نفَس طويل في القراءة، وأذكر أنه قال لي ذات مرة ـ في حوالي سنة 1990م ـ : ألا يمكن أن تقرأ هذا الكتاب في ليلة أو ليلتين؟ وكان يشير ليلتها إلى كتاب: " السنة ومكانتها في التشريع الإسلامي " للدكتور مصطفى السباعي رحمه الله .

أخلاق كريمة

ويصف أخلاقه فيقول " إن أخلاقه كانت بادية في كل تصرفاته، ومع جميع الناس؛ البعيد منهم والقريب، فكان عفّ اللسان، بشوش الوجه، لين الكلام، وصولا لرحمه خاصة من يقطعه منهم، عطوفا على الفقراء والمحتاجين، بيْتُه قبلة لكل صاحب حاجة، خاصة بعد أن انتًخب وصار عضوا بمجلس الشعب عن دائرة كفر صقر وأولاد صقر بمحافظة الشرقية ( في دورة عام 2005م )، وكان يُلقِي السلام على من عرف ومن لم يعرف، كما كان جريئا في الحق لا يخشى في الله تعالى لومة لائم .

فصاحة وبلاغة

ويتحدث عن إمكانيات الشيخ ومقدرته على تبليغ الدعوة؛ فيقول إنه كان عملاقا في هذا الجانب؛ فقد حباه الله تعالى بأسلوب جذاب، وفصاحة عالية، وبلاغة راقية، وأداء مؤثر، وقدرة على الإقناع والاستمالة، وفقه دعوي متين، وإحاطة واسعة وبصيرة نافذة بمنهج الدعوة، مع حكمة عظيمة تعصم ـ بتوفيق الله ـ من الانحراف عن النهج القويم والصراط السوي في الدعوة والإصلاح، وكان خبيرا بالنفوس وطبائعها ومداخلها، وأحوال المدعوين وواقعهم، فكان الشيخ يخاطب المتعلمين بما يقنعهم ويستميلهم، ويخاطب العوام بما يُفْهِمُهم ويؤثّر فيهم ويجذبهم، ويخاطب غير المسلمين بالخطاب الذي يناسبهم، هذا فضلا عن مراعاة مقتضى الحال، وكلها أمور لا يراعيها إلا الموفقون ممن رزقهم الله علما وفهما، ونحسب أن الشيخ منهم؛ فقد أثمرت جهوده بفضل الله أطيب الثمار.

صوام قوام

ويضيف زوج ابنة الشيخ الكبرى أن الشيخ رحمه الله كان موصولا بربه في ليله ونهاره، فكان يكثر من ذكر الله لا يفتر، وكان صوّاما قوّاما، حتى إن الله أكرمه فقبضه إليه وهو صائم، كما كان زاهدا، لا يعير الدنيا ومظاهرها أدنى اهتمام، وقد تجلى هذا في تزويجه لبناته؛حيث كان جُُلّ اهتمامه محصورا في أن يختار لكل واحدة منهنّ مَن يتوسم فيه الصلاح، ويظن فيه التقوى، وقد كنت أحدَ الذين أحسن بهم الشيخ الظن وزوّجني كبرى بناته، ورفق بي، ويسّر لي كثيرا من الصعاب، ولم أكن أملك من متاع الدنيا الكثير، شأني شأن ملايين الشباب الذين يتخرجون من التعليم ويحفرون في الصخر بأظافرهم .

رؤية للشيخ

وفي وقت سابق، نشر محمد ماهر عقل، نجل الشيخ والمذيع بقناة الجزيرة، علي حسابه علي أحد مواقع التواصل الاجتماعي أن أحد أصدقاء العائلة نقل لهم رؤية علي لسان أحد إخوانه فيقول " رأي أخي أنه كان يقف أمام المعهد الديني في ههيا .. وكان الوقت بعد الفجر في الرؤيا وكان الوالد الشيخ ماهر عقل رحمه الله أمامه فوق سطح بيت جالسا يردد أذكار الصباح ، وانشغل الأخ بأمر أخر ، وفجأة رأى ملَكا ينزل من السماء على أجمل خلقة وله جناحين ، ونزل على السطح الذي كان يجلس عليه الوالد ، فوقف أمامه ومد يده فقام فضيلة الشيخ واحتضنه الملك بجناجيه ثم انطلق به يعرج إلى السماء ، فخاف عليه الأخ ونادي يا فضيلة الشيخ من هذا؟

فقال له هذا جبريل عليه السلام . وقال له أخ أخر كان يقف بجواره .. لا تخف على الشيخ ماهر فمقامه عند الله كبير ، ثم استيقظ الأخ .

 

أضف تعليقك