بمناسبة أن أحدهم أرسل لي طلب صداقة باسم (سيدنا نوح عليه السلام ) ويضع صورة لرجل ذو لحية طويلة بيضاء، فإن التعامل مع الفيس بوك يجب أن يكون على أرضية وخلفية أن أكثر من 90% من أصحاب الصفحات هم شخصيات وهمية قلما تتفق حقيقتهم مع المعلومات الموجودة عنهم على صفحاتهم .

 فلا الرجل بالضرورة رجلا ولا الأنثى بالضرورة أنثى ولا الصورة بالضرورة صورتها أو صورته ولا من يحدثك وتحدثه على الماسنجر بالضرورة هو الموجود فى خيالك.

.

ولأنه لا مفر من أن يكون على صفحاتنا أناس لا نعرفهم وأسماء وهمية قد يكون بعضهم اضطروا لها هربا من الملاحقات الأمنية أو يكون بعضهم فعلوها قصدا كمجندين فى أجهزة ما أو يكون بعضهم يضع اسم وصورة أنثى كمجرد لعب وحب استطلاع وجلب إعجابات والعكس صحيح .

 وعليه فعن نفسى لا أشغل نفسى كثيرا بالشخصيات التى أقبل صداقتها بقدر ما أشغل نفسى بالمكتوب على الصفحة .

 فمن أراد أن يراقبك ليس شرطا أن يكون صديقا وإنما يستطيع ببساطة أن يعمل لك متابعة ويراقبك . وعليه فقد قبلت صداقة من سمى نفسه باسم سيدنا نوح عليه السلام وغيره .

لكن يجب بالتوازي مع ذلك أن نتحرى جيدا فيما ننقل من أفكار وما ننشر . فوظيفة الكتائب الأمنية على الفيس بوك فى الحقيقة ليست مراقبة صفحاتنا إطلاقا . إنما وظيفتها نشر الشائعات وتوجيه المجتمعات ونشر الأفكار وغسل العقول .

يبدأ الأمر بخبر على صفحة يكتبه شخص ما ينقله المئات من الصفحات قصدا فينقله الآلاف قصدا . فينقله عشرات الآلاف ومئات الآلاف عن غير قصد  ويقتنع بحقيقته الملايين عن غير قصد .

وليس خافيا على أحد ما تنفقه الأجهزة الأمنية والمخابراتية فى هذا المجال  كاستثمار جيد يغنيهم عن مئات الجواسيس والقنوات الإعلامية الموجهة للأعداء واستمالة القيادات واختراق المجتمعات بالطرق التقليدية الذي أصبح أكثر تكلفة وأقل جدوى  .

وعليه فليكن التعامل من هذا المنطلق . جيش فى مواجهة جيش وأفكار فى مواجهة أفكار وسلعة تبيعها كما يبيع غيرك سلعته واختراق له ولناسه وتوجيه لمجتمعه أكثر مما يفعل . وخاصة أن لديك الفكرة أقوى من فكرته ولديك عقيدة وإصرار أقوى منه ولديك أهداف أسمى من أهدافه . وإن هى إلا حرب عقول متبادلة .

 ولكن ضع فى اعتبارك أنه لا معارف لك هنا على الحقيقة إلا القليل النادر . وربما حتى صديقك القديم الذى تعرفه ويعرفك ربما تكون صفحته وصورته واسمه مخترقا أو مستغلا من جهاز ما وتعامل على ذلك لتريح وتستريح .

وضع نصب عينيك دائما قوله تعالى ( فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين )

وإن تبين ما يكتب على أحد صفحات الفيس بوك لا يكون من صفحات أخرى على الفيس  بوك .