عن أبناء الإخوان أتحدث
رفقا بهم فهم رهائن هذه المعركة
فرضت عليهم المعركة كما فرضت عليهم أسماؤهم التي ولدوا بها .
كما يفرض على كل فرد أبيه وأمه .
ليس له خيار فيهم . صالحين أو طالحين . أغنياء أو فقراء .
كان قدرهم أن يكونوا هنا فى هذه الخانة وفى هذا المكان . كان قدرهم أن يكونوا أبناء هذا الصنف من الناس وأن يعيشوا فى هذه البيئة .
نعم نظنها إن شاء الله أنظف بيئة على وجه الأرض فى زماننا . ونعم هم أبناء لأشجع الناس وأنبل الناس . لكنهم أيضا وجدوا أنفسهم وجها لوجه مع التهديد المرعب . جربوا زوار الفجر وهم في فراش الأطفال . قاموا من النوم مفزوعين على طرقات همجية مجرمة . بل ربما هم لم يناموا أصلا لأنهم كانوا قلقين منتظرين متوقعين .
خاضوا امتحاناتهم ودراستهم تحت ضغط عدم الاستقرار البدني والعقلي والمادي . وتحت العبء النفسي والخوف على أنفسهم وعلى أعز الناس إليهم .
محرومون من التفكير كغيرهم في احتلال المناصب المرموقة وإن كانوا متفوقين
ودخول كليات النخبة وإن كانوا عباقرة .
ثم وجدوا أنفسهم فجأة متهمين بالإرهاب . مضطرين للمبيت في الحقول .
باحثين عن ملجأ وملاذ آمن خارج بلادهم .
اضطروا لفراق الأهل والأحباب فى سن صغيرة . أحوج ما يكونون فيها إلى السند ومشورة الأب وحنان الأم .
كنا نعد لهم البرامج والدورات ونستشير المختصين عنهم .
كيف نصنع منهم رجالا وكيف يحفظون ميراث آباءهم ويكونون دعاة ويصبحون واجهة مشرفة بين زملاءهم .
لم نكن ندرى أن الله تعالى أراد شيئا مختلفا . وأراد لهم صناعة وتربية على عينه وأنهم سيكونون جيلا على مستوى الحدث . يحملون ميراث آباءهم بعقول زمانهم ووسائل زمانهم .
أيها الأحباب . لا تهنوا ولا تحزنوا .
لقد أصبحتم رجالا وإن كنتم أطفالا .
وسوف تكون هذه الأيام هي الباعث للنصر على أيديكم وأيدي زملائكم وأقرانكم وجيلكم العظيم إن شاء الله .
أضف تعليقك