• الصلاة القادمة

    الفجر 04:23

 
news Image
منذ ثانية واحدة

مصر ما قبل الاخوان الارهابيين . 4

 (الخارجين من السجون والعائدين  إليها )

.

 وفى وقت كانوا يتحسسون طريقهم خارج السجون وقد خرج أغلبهم من معتقلات السادات فى 81 .. وقد خرج شيوخهم منذ عدة سنوات من أحكام تتراوح بين  الإعدام المخفف للمؤبد إلى 15 سنة . فى سجون عبد الناصر التي لا زالت آثارها على أجسادهم ..

 وبدلا من أن ييأسوا وينزووا فى بيوتهم مؤثرين السلامة مكتفين بما قدموه من تضحيات .  بدءوا خطة إصلاح المجتمع .

 كانت خطة إصلاح المجتمع تسير بشكل متوازي على محاور  في كل أقسام الإخوان .

فهناك العمل فى قسم الأشبال وقسم الثانوي وقسم طلاب الجامعة  وقسم المهنيين وقسم البر وقسم المرأة المسلمة وباقي الأقسام ...

وقد بدأ العمل فى قسم الأشبال فى منتصف الثمانينات في تحفيظ القران الكريم ومسابقات ثقافية ورحلات ترفيهية للأطفال .

ولك أن تتصور أننا فى الصف السادس الابتدائي كان طالبا وحيدا فى جيلي فى البلدة كلها الذي يحفظ ثمانية أجزاء من القرآن  وكان ذلك يعتبر انجازا كبيرا فلا أحد غيره على الإطلاق فى السنوات الأخيرة وصل لهذا القدر لأن القرآن بالفعل كان مهجورا .

وكانت الكتاتيب قد انقرضت تماما وأصبحت إرثا من الماضي بعد تشويهات الأفلام وقصة طه حسين ومشايخه الغلاظ الذين يقولون له اقرأ يا أعمى ويضربونهم بالفلكة .

 ولم تكن أحكام التلاوة معروفة إلا في عقول بعض كبار السن من الأزهريين .

وكانت الآيات القرآنية فى مقرر المدرسة لا تزيد عن 20 آية لكن لا أحد يحفظها .

فى هذا الجو بدأ الإخوان حلقات التلاوة فى المساجد ثم حلقات التحفيظ فى الأجازة الصيفية . ثم بدءوا بفتح الكتاتيب ثم المحفظين فى البيوت والى نهاية التسعينات كان الخير قد عم مصر كلها .

فتسابق الناس والبيوت إلى تحفيظ أبناءهم . بيوت الملتزمين وغير الملتزمين . الأغنياء والفقراء . أدركوا أهمية القرآن وفضله بتكرار الخطب والدروس .

 ثم دخل كل محبي القرآن من الإخوان وغيرهم في سلك التحفيظ  حتى أصبحنا نرى في قرانا الصغيرة مئات وآلاف الأطفال يحفظون القرآن أو نصفه في سن صغيرة على يد الإخوان وغيرهم . وأصبح المحفظون مادة أساسية فى البيوت مثلهم مثل مدرسي الرياضيات واللغات إن لم يزيدوا عنهم بأنهم مستمرون صيفا وشتاء فى ملحمة تجاهد قوى الإلحاد المسيطرة على الحكم وعلى الإعلام لوأدها لكن هيهات .

 وبالتوازي مع القرآن أيضا كانت توجد للأشبال مسابقات ثقافية ورحلات وحث على الصلاة والأخلاق وبر الوالدين .

قسم كبير من أهم أقسام الجماعة يسمى قسم الأشبال يضم صفوة المجتمع العلمية والثقافية والتخصصية ورجال حصلوا على شهادات أكاديمية عليا فى طريقة التعامل وتوجيه هذا السن .

 فكبرت أجيال الآن من المتعلمين والمهنيين  الذين كانوا أطفالا صغارا وقتها فى الإخوان وخارج الإخوان وحتى خصوما للإخوان لكنهم لا زالوا يتذكرون معلميهم هؤلاء وقد تأثروا بتلك اللقطات فى طفولتهم وانطبعت فى ذاكرتهم أخلاقهم وتوجيهاتهم .

 بالتأكيد لم يحدث ذلك دون مشكلات ومضايقات مستمرة من مجرمي أمن الدولة واعتقالات أو تهديد بين حين وآخر ومضايقات من القائمين على المساجد وبعض المشايخ والعمال الخائفين على وظائفهم وأرزاقهم حيث كان يتم تهديدهم بالفعل ..

 لقد كان الإخوان يسابقون الزمن وكان خصومهم يسابقون الزمن وهكذا هي سنة التدافع بين الحق والباطل .

لم تكن فى الحكم وحده ولكن كانت فى أسلمة المجتمع وعودته لصحيح دينه بعيدا عن انحرافات العقيدة وفساد السلوك والأخلاق .

 يظن الليبراليون والعلمانيون أن الإخوان فصيلا مثلهم فلماذا يقبل الناس عليه ويتركونهم .

 وينظر بعض الناس للأمر بسطحية مصدقين  أكذوبة  السكر والزيت .

 وهم لا يعلمون أنه إذا كان فى مؤسسات الحكم والإعلام والقضاء دولة عميقة تتبع العسكر . فإنه فى المجتمع المصري دولة أعمق هي دولة الإخوان ......

 وللحديث بقية عن بقية الأقسام .

 

 

 

 

 

 

أضف تعليقك