• الصلاة القادمة

    العصر 13:46

 
news Image
منذ ثانية واحدة

مدرسة محمد حسان .

(مات رسول الله ) . ثم يبكى ويعلو نحيبه ويكررها مرات ومرات ويبكى مرة أخرى فيبكى من بالمسجد حتى تبتل لحاهم ويخرجون مطمئنين الى أنهم بكوا من خشية الله وحصلوا اجر وثواب العيون الباكية من خشية الله مع العيون التى باتت تحرس فى سبيل الله .

.

فينامون مطمئنين فى بيوتهم ويعودون بعد أيام ليبكوا مرة اخرى بالمسجد على أمر آخر لا يغضب أمن الدولة ولا يضر الفاسدين ولا يزعج الحاكم . وهكذا .

.

يبكون هنا فى المسجد حزنا على رسول الله . وفى خارج المسجد . ظلم ومظالم وفسق وعهر وفجور وخمور . وحكام جعلوا أهلها شيعا وتمالئوا مع الأعداء . فلم يكلف الباكين خاطرهم بقولة حق فى وجوههم وإن ماتوا فى سبيلها شهداء .

 

يبكون بالدموع على وفاة النبى (صلي الله عليه وسلم  ) منذ ألف وأربعمائة عام وهم فى الحقيقة لم يقدموا شيئا جديدا لمنهج رسول الله ولم يفعلوا شيئا مما كان عليه رسول الله من الوقوف فى وجه الباطل ولم يعرضوا أنفسهم للحصار والجوع كما فعل رسول الله ولا المطاردة والخروج كما حدث لرسول الله .

.

. (مات رسول الله ) حينما سمعها أنس بن النضر ممن تراجعوا وعادوا غزوة أحد حينما أشيع قتل النبى . قال لهم (عودوا فموتوا على ما مات عليه رسول الله )

وعاد رضى الله عنه للمعركة وقاتل وقتل وهو لا يدرى أن رسول الله لا زال حيا .

.

لم يجلسوا فى خيامهم ومساجدهم ويعلوا نحيبهم والباطل متمكن وشرع الله يستبعد والدين يلغى من الحياة وأبو جهل وجواريه يحتفلون باستبعاد الدين والنصارى هناك يحتفلون بسقوط نبى الإسلام وهو يأخذ أصحابه إلى مندبة ولطم .

.

وحينما سمعها أبو بكر قال ( من كان يعبد محمدا فان محمدا قد مات ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت ) ثم قام فجهز الجيوش لحرب المرتدين .

.

وحينما سمعها عمر بن الخطاب تفاجأ وبكى وانتحب حتى ذكره أبو بكر بما عليه . فجهزوا الجيوش من الصحابة وحفاظ القرآن للجهاد فمات الآلاف على شريعة النبى وفتح أتباعه بلاد الفرس والروم ودفن أصحابه فى أصقاع الدنيا. مجاهدين حتى أن سيدنا أبو أيوب الأنصارى دفن تحت أسوار القسطنطينية

.

إنه ليس حب النبى يا حسان إن لم يتبعه جهاد ولو بالكلمة وغبار فى سبيل الله وسجن وغربة واستشهاد أو تمكين .

وإنما هو حب القعود والراحة وحب الشهرة وحب المال وحب السيارات الفارهه والزوجات والمساكن وفوق ذلك حب الحاكم الظالم والإطمئنان الى كنفه والسير فى ركابه والتصفيق لظلمه بحجة أنه متغلب ذو شوكة .

.

إن كنتم تحبون رسول الله حقا وتبكونه حقا . فليس معناها فقط أن تلبسوا ما كان يلبسه رسول الله ولكن أن تعيشوا على ما عاش عليه رسول الله وتموتوا على ما مات عليه رسول الله .

أضف تعليقك