• الصلاة القادمة

    الظهر 11:01

 
news Image
منذ ثانيتين

في الدول المحكومة بالاستبداد تجد العجب! وآخر ما لفت نظري هذا المسئول الكبير الذي أقاله السيسي من منصبه فقام بتوجيه الشكر له على طرده من منصبه، في صفحته الشخصية على "فيس بوك" حيث قال: "519 يوما قضيتها في منصبي وأشكر السيد رئيس الجمهورية الذي منحني الفرصة لأزرع بذورا سيجني ثمارها أبناؤنا وأحفادنا"!!

وأظن أن حضرتك أخذك العجب أيضا من سلوك الدكتور أحمد درويش الذي كان مسئولا عن إدارة المنطقة الاقتصادية بقناة السويس، ولماذا لم يلتزم بالحكمة الشهيرة التي تقول "السكوت من دهب" بعد إقالته؟!! وتزداد الدهشة من نفاقه لحاكم مصر المستبد عندما تعلم أنه واجه في عمله عقبات كثيرة ورفضت الحكومة أن تمد له يد المساعدة ، بل حدث العكس حيث أصدر السيسي قرارا في يناير الماضي بنقل تبعية الإشراف على العديد من الموانئ الى الإشراف المباشر لرئيس هيئة القناة الفريق "مميش" بعدما كانت في نطاق المنطقة الاقتصادية للقناة التي يرأسها صاحبنا الدكتور درويش! يعني حضرته تحول إلى مجرد طرطور في عمله!!

وإذا سألتني حضرتك: ولماذا أقالوه ولم يكتفوا بتجريده من صلاحياته؟ فإن الإجابة تتمثل في أمرين.. الأمر الأول أنه انتقد عرقلة الدولة لعمله، وهذا ما أعطاه صورة سلبية لدى الحكم العسكري الجاثم على أنفاسنا! والأمر الآخر أن السيسي أثبت دوما في عمله أنه لا يستريح إلا لأمثاله من العسكر! ولذلك فإن إعطاء الفريق "مميش" صلاحيات الإدارة الاقتصادية لمنطقة قناة السويس أمر طبيعي ومنطقي مع العقلية السائدة حتى ولو كان صاحبنا لا يفهم شيئا في الاقتصاد.. وإنما هي أوامر يتلقاها ليقوم بتنفيذها وليس مطلوبا منه أن يكون مبدعا في مجاله!!

وأخيرا أقول إنني كنت أتمنى أن يلتزم الدكتور أحمد درويش الصمت بعد طرده فهذا أشرف له.. أليس كذلك؟

أضف تعليقك