• الصلاة القادمة

    الفجر 04:23

 
news Image
منذ ثانيتين

جاء حديث رأس النظام المصري لرؤساء تحرير الصحف القومية الأخير مكررا في مضمونه، ومتضمنا عددا من المغالطات الفجة، ولم يرد به جديدا، حتى تصريحه عن آليات جديدة لتخفيف المعاناة عن الناس من خلال زيادة نسبة الإعفاء الضريبى سبق لنائب وزير المالية الإعلان عنها قبل أسابيع، وحديثه عن زيادة للمقررات التموينية سبق أن أعلن عنها وزير التموين مع الموازنة الجديدة.
 
وعندما تتكرر اللقاءات خلال فترات قصيرة فمن الطبيعى أن يكون الكلام مكررا، فما بين تصريحات بالأيام الثلاثة لمؤتمر الشباب بالإسماعيلية المنتهى في السابع والعشرين من الشهر الماضى والذى لم يفارق الميكروفون يديه خلالها. إلى تصريحاته باجتماع مجلس أمناء مكتبة الإسكندرية في الثالث عشر من الشهر الحالى، إلى لقاء قنا المتخم بالتصريحات في الرابع عشر من الشهر، إلى الحوار مع رؤساء التحرير يومى السابع عشر والثامن عشر من الشهر الحالى.
 
وجاء بحوار رؤساء التحرير الأخير قوله "أننا تعاملنا مع التحديات في مصر بخطة منظمة بعيدا عن العشوائية".. ونحن نتساءل هل ما ذكره رئيس هيئة قناة السويس من تكليفه ببدء العمل في التفريعة السابعة للقناة المسماة بقناة السويس الجديدة، صباح اليوم التالى لعرض المشروع عليه مساء يعد تخطيطا؟
 
وهل العاصمة الإدارية تمثل أولوية للمصريين وكذلك المطارات الجديدة بالقطامية وطريق الإسكندرية الصحراوى بينما نتجه لإلغاء مطار النزهة؟ وهل مشروع هضبة الجلالة يمثل احتياجا ملحا في ظل معدلات الإشغال السياحية الضعيفة؟
 
هل نحن في حاجة عاجلة لنقل أجهزة الحكم والوزارات للعاصمة الإدارية نهاية العام القادم؟ وهل من الأصوب هندسيا وعمليا أن تكون ارتفاعات طوابق المركز التجارى للعاصمة الإدارية، ما بين 50 إلى مائة طابق في أرض صحراوية؟
 
الشواغل العشرة المجهولة
وعندما يقول "أن الشعب يرى الأمور تتحسن"، فما هى تلك الأمور التي تحسنت؟ هل مشكلة المرور أم البطالة أم الإسكان أم الخدمات التعليمية أم الخدمات الصحية أم محو الأمية أم السكة الحديد أم الحريات؟ وهو ما يرتبط بقوله "أننا قد انتهينا من عشر شواغل تهم الناس وبقى شاغل واحد وهو ضبط الأسعار"، والغريب أننا لم نعرف أسماء تلك الشواغل العشر، ولم يتم سؤال رؤساء التحرير عنها، بما يرجح أقاويل الأسئلة المقررة للحوار.
 
وعندما يتم وعد المواطنين "بأنهم سيخرجون من حالة ارتفاع الأسعار وسوء الخدمات، وأن هذا الكلام ليس خداعا أو تخديرا وإنما هو مسار النجاح"، يظل السؤال ألم تتكرر نفس الوعود خلال السنوات الأخيرة؟ ألم يتم الوعد بخفض الأسعار نهاية شهر نوفمبر 2015 وتكرار الوعد بنهاية ديسمبر 2015، ثم تحول الوعد إلى تثبيت الأسعار في أبريل 2016 مهما زاد الدولار.
 
وفي إطار تلك الوعود ألم يتم الإعلان عن مواعيد لانتهاء المزرعة السمكية ببركة غليون بكفر الشيخ كان آخرها بنهاية أكتوبر الماضى، ألم يتم الوعد بتمام استصلاح مليون فدان في سبتمبر 2015، بينما نقول الآن أن المرحة الأولى من المشروع البالغ مساحتها نصف مليون فدان ستكون بنهاية يوليو القادم.
 
ألم يتم التصريح في السادس عشر من أغسطس 2015 خلال الندوة التثقيفية للقوات المسلحة بأن أربعة من أنفاق قناة السويس ستنتهى في أكتوبر 2016، وعندما يرد بالحوار أن فاتورة الاستيراد تصل إلى 30 مليار دولار، ولا تقوم أى صحيفة بتصحيح الرقم البالغ 67 مليار حسب جهاز الإحصاء فماذا يعنى ذلك!
 
زيادة المشتغلين أقل
وعندما يتم التصريح بأن المشروعات القومية قد وفرت ما بين 2 إلى 3 مليون فرصة عمل، بينما عدد المشتغلين في مصر قد زاد ما بين يونيو 2014 موعد بداية المشروعات القومية وبين نهاية العام الماضى 1 مليون و562 ألف مشتغل، وهو العدد الرسمى والذى من المفترض أن يتوزع على القطاع الرسمى وغير الرسمى، وعلى المشروعات الحكومية ومشروعات القطاع الخاص، فكيف يكون الجزء أكبر من الكل؟
 
وقبل أسابيع قليلة بمؤتمر الشباب بالإسماعيلية تم التصريح بأن هناك ثلاث مشروعات غذائية تتكلف 190 مليار جنيه، وهي مشروع تسمين مليون رأس من الماشية بتكلفة 60 مليار جنيه، وإنشاء مائة ألف صوبة بتكلفة مائة مليار جنيه، وإنشاء ثلاث مزارع سمكية بتكلفة 30 مليار جنيه، لكننا في حوار رؤساء التحرير نجد تكلفة مشروع تسمين المليون رأس من الماشية قد زادت إلى مائة مليار جنيه! بزيادة 40 مليار جنيه خلال ثلاثة أسابيع تفصل بين اللقائين.
 
ورغم التأكيد في الحوار الصحفى على أن كل المشروعات الجارى العمل بها، سيتم الانتهاء منها في يونيو من العام القادم، بينما نجد في سياق الحوار أن مشروع المليون رأس من الماشية يحتاج إلى عامين لتنفيذه!
 
بالإضافة إلى أن معدلات الإنجاز التي تمت خلال الفترة الماضية لا توحى بإمكانية استكمال تلك المشروعات خلال الفترة الزمنية المتبقية، فعندما يتم التصريح بأن مشروع المائة ألف صوبة سيتنهى مع غيره في يونيو من العام القادم، بينما أن ما تم إنجازه من الصوب 600 صوبة فقط حتى الآن أى بنسبة أقل من 1% من إجمالى المشروع البالغ مائة ألف صوبة، ونفس الأمر لمشروع المليون رأس من الماشية الذي تم به توريد 24 ألف رأس فقط أى بنسبة 2.4% فقط من الإجمالى.
 
ورغم كل ما سبق جاءت مقولة "أن حجم العمل والإنجاز فوق الخيال"!

أضف تعليقك