• الصلاة القادمة

    الفجر 04:23

 
news Image
منذ ثانية واحدة

هل سألت نفسك لماذا لم تكمل "إسرائيل" هجومها فى 67 وتحتل القاهرة والأردن وقد كانت على بعد ساعة من القاهرة وقد فر الجيش المصري وتاه فى صحراء سيناء . فتحقق بذلك حلمها فى "إسرائيل" من الفرات إلى النيل ؟؟!!

لم تفعل إسرائيل فقد كانت تعلم أن الأمر ليس مجرد مصر وأن المسرح ليس مهيئا بعد وأن إمكاناتها وإن كانت تسمح من ناحية القوة المباشرة إلا أن مستقبل الأيام محفوف بالمخاطر .

لم تفعل "إسرائيل" ولقد صبرت حتى أصبح لها رئيس فى كل دولة عربية تقريبا يقتل لها ويعتقل لها ويجمع أموال وثروات شعبه لها . دون أن تخسر جنودا ولا عتادا .

ولقد صبرت حتى أصبحت تقتل الملايين من شباب أعدائها بالسرطان من بذورها وأدوية الحاصلات الزراعية وهم يدفعون ثمن استيراد أمراضهم من أموالهم .

هؤلاء هم اليهود . صبروا على شتات فى كل الدنيا لآلاف السنين .

وصبروا صبرا طويلا بعد مؤتمر بازل عام 1898 الذى وعدهم بوطن قومى وإسرائيل الكبرى . فإذا هم بعدها بثلاثين سنة وبدلا من أن يتقدموا أقيمت لهم المذابح فى أوروبا وألمانيا وكتب عليهم شتات جديد .

لكنهم لم ييأسوا ولم يتوقفوا ولم يتهموا هيرتزل بانعدام الرؤية وصبروا حتى أصبحوا يحكمون العالم .

وهؤلاء هم اليهود أنفسهم الذين لم يصبروا بعد خروجهم من البحر ساعات حتى عبدوا العجل ثم قالوا أرنا الله جهرة . ثم قالوا اذهب أنت وربك فقاتلا إنا ها هنا قاعدون .

تعلموا سلبياتهم من القرآن وتجنبوها .

وعرفوا أن العاقبة لمن صبر وتعرفوا أخطاء أجدادهم .

وهؤلاء نحن نريد نصرا عاجلا وإلا تصورنا أن الله تخلى عنا ونريد فوزا دون أخذ بالأسباب ولا نتصور أن الزمن والصبر جزء من الأسباب .

هؤلاء هم المسلمون حين أتاهم من يريد أن ينتشلهم من الفقر والجوع فى زماننا قالوا أوذينا من قبل أن تأتينا ومن بعد ما جئتنا . ثم وضعوه فى السجن واستبدلوا الذى هو أدنى بالذي هو خير وفساد أخرتهم ودنياهم بصلاح آخرتهم ودنياهم .

أيها الكرام . اليهود هم اليهود فى كل زمان لكنهم تعلموا دروسا فى لحظة استثنائية فانتصروا مؤقتا . والمسلمون هم المسلمون الموعودون بالنصر لكنهم نسوا ربهم ونسوا الثبات والصبر والأخذ بالأسباب فى لحظة استثنائية فتراجعوا .

.

تحدث لنا الواقعة فنفكر تفكير المراهقين بدلا من تفكير العقل والمنطق وحسابات الربح والخسارة والإعداد والاستعداد .

إذا ضربنا أحدهم على وجوهنا يتجه تفكيرنا فورا إلى رد الضربة على وجهه بصرف النظر عن مكسبنا وخسارتنا على المدى البعيد . تغرينا الانتصارات المؤقتة فنظن التمكين تم ونحن لا زلنا فى أول الطريق .

نعتقد أن عدونا هو مجرد الرجل الذي مد يده وضربنا فنضع كل همنا وخططنا وتفكيرنا في ضربه والانتقام منه ونتناسى أنه مجرد يد لغيره أكبر منه تمتلك ملايين الأيدي مثله .

إن قطعناها استبدلها بيد جديدة أشد بطشا .

أمم ودول وأنظمة وأموال مستقرة لقرون طويلة نظن أنفسنا بمجرد تنظيمنا نستطيع أن ننهى المسألة فى بعض سنين أو حتى قرنا من الزمان .

لقد تعهد الله للحق بالانتصار وانتصر فى كل مرة ولكن بعد جهد ووقت ولو ظل ثلاثمائة عام فهى مجرد ليلة كما هى ليلة أهل الكهف .

أضف تعليقك