• الصلاة القادمة

    الفجر 04:23

 
news Image
منذ ثانية واحدة

يومها كان العسكر يحكمون . واليوم العسكر يحكمون .

.

يومها كان الملأ والمقربون . راقصات وعشيقات وفنانات بلا تحفظ ولا خجل حتى كان لكل ضابط عشيقة معروفة وعدد لا حصر له من الداعرات فى سهرات الجيش وغرف نوم الضباط .

.

واليوم الملأ والمقربون . راقصات وفنانات وعشيقات وداعرات يشوهن الإسلام ويضربن بكل قوة وكل راقصات مصر فى الخدمه ورهن الاشاره .. فى غرف نوم الضباط والساسة ورجال الأعمال .

.

.

يومها كانت سيناء تضيع وغزة تضيع . واليوم سيناء تضيع وغزة محاصرة.

.

. .

يومها أصبح حضرة الضابط هائما على وجهه مهزوما هاربا من اليهود أثناء النكسة .. رمى سلاحه وخلع البدلة الميرى خوفا ورعبا وكان يجرجر رجليه يكاد يموت من الجوع والعطش فأدخله الشيخ البدوى بيته وأطعمه وسقاه وأخفاه .

وفى الصباح .ألبسه ملابس زوجته ونقابها ووضعه فى الهودج على الجمل وسار به فى الصحراء حتى وصل إلى بر الأمان .

.

واليوم مرت السنين واكتشف حضرة الضابط أنه خير أجناد الأرض وزين صدره بالنياشين وعاد إلى الأعرابي الذي أنقذه ليرد له الجميل .

فهدم بيته وسحله على الأرض وقتل أولاده .

لقد اكتشف مؤخرا انه عميل متآمر خطر عليه وعلى دولة اليهود الصديقة

.

.

يومها كان هناك شعب كله مغيب صدق أكاذيب الانتصار والبطولات ومشاريع سفينة الفضاء والغواصات وصواريخ الظافر والقاهر . و كان المفوضين والجهلاء ومجانين عبدالناصر ومغيبي الإعلام المصري . يشيرون للطائرات الإسرائيلية الذاهبة لضرب المطارات المصرية . ويهتفون لها ويدعون ( ربنا ينصركم على الأعداء ) بعد ان أقنعوهم أنها الطائرات المصرية ذاهبة لقصف تل أبيب .

. .

واليوم بعض الشعب لا زال مغيبا صدق أن الكفتة تعالج كل الأمراض وأن هناك عاصمة جديدة اكبر من واشنطون 5 مرات وأن قائد الأسطول السادس الأمريكي عندنا فى الأسر .

.

يومها كان العلماء والمتفوقون والمصلحون قتلى ومعتقلين ومطاردين . واليوم أصبح العلماء والمتفوقون والمصلحون قتلى ومعتقلون ومطاردون .

.

يومها مات آلاف المصريين على يد اليهود وسلاح اليهود .

واليوم مات آلاف المصريين ولكن على يد المصريين أحباب وأتباع اليهود وبأدوية ومبيدات استوردناها من اليهود بأموال القتلى .

.

.

ولكن هناك فرق كبير فى وعى الناس .

فهناك كان القائد صنما يعبد من دون الله حقيقة لا مجازا .

واليوم القائد أضحوكة ومادة للسخرية يعرفه القاصى والدانى بفشله وغبائه ودمويته .

.

فيومها كان الشعب كله غائب عن الوعى وكان الجميع يهتف للزعيم ولا يتصورأن الخيانات فى الداخل وأن السوس داخل عظام الجسم .

.

واليوم لازال بعض المتبقى من جيل النكسة فقط غائبون عن الوعى ويقلون وينقرضون يوما بعد يوم . ولكن الأحرار وجيل الشباب قد كشف اللعبة وعرف كهنة المعبد على حقيقتهم ولم تعد تنطلى عليه خدع السحرة .

ناس مصر وشبابها الآن صامدون صابرون ولكن المرجل يغلى والماء يفور وقريبا يثور فينتزع مصر من عصابة الخونة والمجرمين .

أضف تعليقك