• الصلاة القادمة

    الفجر 04:23

 
news Image
منذ ثانيتين

ما ترونه ليس إلا عقابا لكم.. وأُخذا بذنبكم كل من ابتسم في وجهكم يوما، وكل من أرسل لكم برقية تهنئة على انتصار حراككم. 

انتقام النظم العتيقة بقدر ما حملته لنا من هزائم.. وبقدر ما حملتوه لها من قلق.. وللشعوب من أمل في الحرية والعيش الكريم والعدالة الاجتماعية. 
لا تتنصلوا من مسئوليتكم.. فأنتم متهمون.. ومتهمٌ من وقف معكم أو جالسكم يوما.. من صدق وعودكم أو من طالب بأن تسمع أنظمة القمع صوتكم. 
تقول نظم الاستبداد: أنكم سبب كل الكوارث التي تحدث.. 
هم صادقون.. فهم صنعوا كل تلك الكوارث بسببكم ولأجلكم.. لكي يمنعوا الثورة لإصلاح البلاد فرغوا البلاد من كل معنى ومن كل مقدراته.. ولكي يكسروا ثورتكم أفلست خزائنهم وانكسرت هيبتهم وانكشفت عوراتهم. 

الخراب الذي أحلوه بأوطانهم لا يهدف إلا للتحصن منكم.. ولإنهاء كل قلق من غضب جديد تقودونه..
والقادم أثقل.. فهم مستعدون للتضحية بالأوطان لأجل العروش.. وبالشعوب لأجل الثروة والنفوذ..
لا يُمكنكم أن تصنعوا الأمل ثم تتركونه يتهاوى.. ولا أن تعدوا الشعوب بالحرية وتتركونها للقمع.. أو تحدثونها عن العيش الكريم وتدعونها للقهر... ثم تقولون هي تستحق ذلك لأنها لم تدافع عن ثوراتها..
فأنتم من لم يحافظ على ثورته بانقسامكم.. وبانشغالكم بخلافات الماضي ونسيانكم معركة صناعة المستقبل. 

أنتم من حنثتم بوعودكم لهذه الشعوب.. أنتم وعدتموها بقيادتها للخلاص من الظلم.. وإذا بكم تطلبون منها أن تواجهه وحدها.. بينما أنتم منقسمون متشاكسون "كل حزب بما لديهم فرحون"..
لا يُمكنكم التذرع بأنكم غير قادرين..
فلا يُمكن لمن لا يحاول النهوض .. المستسلم لليأس أن يكتفي بقوله لا أستطيع.

هل جربتم الاعتذار عن أخطائكم وتناسي خلافاتكم والاتفاق على المستقبل؟ 
مستقبل بسيط ومتواضع ومحدد وهو استعادة الحرية.. حريتكم وحرية شعوبكم.. حرية أن يتمنوا وأن يطلبوا وأن يحتجوا وأن يُراقبوا وأن يُسائلوا كل من يتقلد منصبا لأنه عندهم موظف.. لا عليهم سيد..
أنتم تحملون أمل هذه الأمة.. من المحيط إلى الخليج.. المحيط الذي ينسحب من تحت أقدام أمتكم والخليج الذي ينطوي بكل ما حوته ثرواته.. ألما وحزنا وانقساما بين الأخوة. 

من يحمل الأمل عليه العمل لتحقيقه.. ولأجل تحقيقه عليه أن يأخذ الأمانة بقوة.. وأن ينفض عنه خلاف الصغار.. من أخطأ أولا ومن تلاه.. خطأ من أكبر من خطأ الآخر..
فلتبنوا معا اصطفاف الخاطئين التوابين لاستعادة الحرية..
بدلا من اصطفافكم مجبرين في السلاسل أو في المهاجر أو في اجترار الأحزان..

أضف تعليقك