• الصلاة القادمة

    الفجر 04:23

 
news Image
منذ ثانية واحدة

حين نسمع ونرى تزوير أحداث رأيناها بأعيننا وحضرناها بأنفسنا وحين نرى أحمد موسى وتوفيق عكاشة ومحمد الغيطى يتحدثون ثم تكتب خرافاتهم فى صورة كتب ثم تنتج التمثيليات والأفلام من الروايات القائمة على تخريفهم تؤرخ لحقبتنا وزماننا فإنه يتضح أن التاريخ هو أكذب العلوم والمعارف .

وأن كتبة التاريخ هم مجموعة المواطنين الشرفاء لكل عصر .

وحين نرى دولا تتحرك وتتخذ مواقف وتشتعل حروب لمجرد أوهام لم تحدث ومفاهيم رسخها الإعلام المخابراتى فبالتأكيد حدثت مصائب فى الماضى وأزهقت أرواح الملايين بناء على أوهام وأكاذيب وفساق أتوا بالأنباء فلم يتبين أحد .

وعليه فإذا كانت الجغرافيا والفيزياء وغيرها تقوم على حقائق ومعارف وقوانين ثابتة . فإن التاريخ للأسف عكس ذلك تماما .

فهو فى غالب الأحوال كتبه المنتصرون وأتباع الطغاة . أرخوا به لخصومهم .

فقد كتبت كل دولة تاريخ من قبلها وهى أشد الكارهين لها .

فشوه الأمويون تاريخ الطالبيين وأبناء الزبير . وشوه العباسيون تاريخ الأمويين . وشوه كتاب ومؤرخى حقبة أبناء محمد على تاريخ العثمانيين وشوه الناصريون تاريخ الملكية ولا شك أن لكل حقبة من هذه الحقب حسناتها التى لم تذكر وبطولاتها التى محيت .

وزيف الأمريكان أيضا تاريخ الألمان واليابانيين فى أفلامهم وأظهروا الجندى الأمريكى فى صورة البطل الذكى المتحضر وأعدائهم هم الهمج المتوحشين الأغبياء .

أما عندنا فحدث ولا حرج فقد زيف السادات حقائق أكتوبر .

واخترع مبارك الضربة الجوية الأولى . وأما السيسى فهو ختام صندوق القمامة القذر .

فقد كذب علينا فى عصر الإنترنت والفضائيات وصنع من البلطجية مواطنين شرفاء ومن العلماء أهل شر ومن الراقصات أمهات مثاليات ومن الفاشلين والفنانات والفنانين رموزا على أغلفة كتب المدارس وصنع ثورة من لا شيء وصور الملايين فى استوديوهات الإخراج السينمائي وكأنهم فى الشوارع .

وإذا كان كل ذلك يحدث فى زماننا ويزور ونحن حضور بل ويكتب للأطفال فى كتب التاريخ فى عصر السرعة والفضائيات . فماذا عن ما تم بين الصحابة من فتن وما تم فى تاريخ الدول والدويلات الإسلامية وتواريخ الرجال والمذاهب. وقد تمت كتابتها كلها بعد قرون من حدوثها .

وبالتأكيد لم يطبق عليها ما نطبقه على الحديث الشريف من ناحية التثبت من الروايات والرواة وسيرهم ودرجة الثقة بهم ودخل عليها ما نعلمه من دسائس الإسرائيليات وما رأيناه وسمعناه من خرافات الصوفية .

لذا فإنه يجب علينا عند قراءة التاريخ ألا ننجرف وراء الروايات التاريخية المبالغ فيها والتى تطعن فى الرجال وخاصة بعض الصحابة الكرام وبعض الشخصيات الهامة فى التاريخ . وأيضا الروايات التى تعطى أحدا فوق منزلته وتبالغ فى بطولاته وأيضا فى الأساطير والمبالغات حول المذاهب المختلفة والأحداث والحوادث .

وأن نعلم أن كل ما نسمعه أو نقرأه هو جزء من الحقيقة وليس الحقيقة كاملة مهما تواترت الروايات وأن نتبين جيدا قبل أن نتبع أو نعادى .

وعليك كلما قرأت كتابا فى التاريخ أن تتذكر

أنه ربما بعد 50 عاما لا أكثر يتم إنتاج رواية أسر قائد الأسطول السادس الأمريكي كإحدى قصص البطولات للجيش المصري واعتمادها كوثيقة تاريخية .

 

 

أضف تعليقك