• الصلاة القادمة

    الظهر 11:01

 
news Image
منذ ثانية واحدة

في مثل هذا اليوم الـ 15 من رمضان عام 1415، 25 فبراير عام 1994، وقف المصلون يؤدون صلاة الفجر داخل الحرم الإبراهيمي الشريف بمدينة الخليل في الضفة الغربية، وأثناء الصلاة، تسلل المتطرف اليهودي باروخ غولدشتاين إلى المسجد وأمطر جموع المسلمين بوابل من الرصاص من سلاحه الرشاش.

يروى أحد الشهود على المجزرة -وكان يصلي في آخر صف في المسجد- أنه عندما وصل الإمام إلى آخر سورة الفاتحة سمع من خلفه صوت مستوطنين يقولون بالعبرية بما معناه "هذه آخرتهم" وعندما هم المصلون بالسجود سمع صوت إطلاق نار من جميع الاتجاهات وكذا صوت انفجارات.

وأضاف الشاهد أنه لم يستطع رفع رأسه، ورأى رأس شخص كان بجانبه وقد انفجر وتطاير دماغه، وعندما رفع رأسه رأى المصلين يضربون شخصا يلبس زيا عسكريا.

وحكى شاهد آخر أنه رأى الرصاص يتطاير في ثلاثة اتجاهات، فانبطح الجميع أرضا، وهرب أربعة شبان، إلا أن جنود الاحتلال أطلقوا النار عليهم. وأضاف أنه عاين الجنود وهم يمنعون سيارات الإسعاف من دخول الحرم لنحو ثلث ساعة.

وقال الشاهد إنه عندما خرج من الحرم رأى جنود الاحتلال يطلقون النار في جميع الاتجاهات على المسعفين والجرحى.

وذكر ثالث أنه وصل المسجد متأخرا وعندما همّ بخلع حذائه شاهد جنديا يقدم من جهة الحضرة الإبراهيمية يهرول ويحمل رشاشا ومعه مخازن أسلحة مربوطة بشريط لاصق، فدفعه بيده ثم دخل بسرعة إلى الجهة اليمنى خلف الإمام فبدأ الإسرائيلي يطلق الرصاص بغزارة.

وراح ضحية المجزرة 29 مصليًا، فيما أصيب المئات بجراح متفاوتة قبل أن ينقض المصلون الآخرون على المتطرف ويقتلوه.  

وبعد انتهاء المذبحة أغلق جنود الاحتلال في الحرم أبواب المسجد لمنع المصلين من الهرب، كما منعوا القادمين من خارج الحرم من الوصول إلى ساحته لإنقاذ الجرحى.. وخلال تشييع ضحايا المجزرة أطلق جنود الاحتلال الإسرائيلي رصاصاً على المشيعين، مما رفع عدد الضحايا إلى 50 شهيدًا.

منفذ المجزرة

منفذ المجزرة هو المتطرف اليهودي باروخ غولدشتاين من سكان مستوطنة كريات أربع، وكان قد تتلمذ على يد حركة كاخ المتطرفة.

وكان المجرم معروفًا لدى المصلين المسلمين حيث كان دائمًا يتبختر أمام المصلين الداخلين والخارجين إلى الحرم الإبراهيمي، وكان قد أصر على قتل أكبر عدد من المصلين وأعد الخطط لذلك وكان هدفه الوحيد هو اقتلاع الوجود الفلسطيني من البلدة القديمة في الخليل.

تقسيم المسجد الابراهيمي 

يقع المسجد الإبراهيمي في قلب مدينة الخليل، وينسب المسجد -الذي يطلق عليه أيضًا اسم الحرم الإبراهيمي- إلى النبي إبراهيم الخليل عليه الصلاة والسلام

وجاءت المذبحة بعد 5 أشهر فقط من اتفاق "أوسلو" للتسوية بين منظمة التحرير وحكومة الاحتلال.

وعلى إثر المذبحة، قررت حكومة الاحتلال تشكيل لجنة تحقيق، لتسكين الرأي العام، فتم عهد رئاسة هذه اللجنة الى القاضي "يهودا شمغار" الإسرائيلي، والذي أوصى، بأن يتم تقسيم المسجد الإبراهيمي بين المسلمين والمستوطنين اليهود.

وبموجب ذلك استولى المستوطنون اليهود على 54% من مساحة المسجد، وما تبقى منه لا يُسمح للمصلين أو الزائرين إليه بحرية الحركة والعبادة.

والحقيقة أن الاحتلال سعى لتهويد الحرم الإبراهيمي منذ الاحتلال عام 1967م، وقام بمحاولات عديدة لفرض السيطرة عليه، من خلال السماح لجموع اليهود بالصلاة فيه وأداء طقوسهم، وبعدها قام بشكل تدريجي بحجز مناطق من الحرام لصلاة اليهود فقط، إضافة لمنع دخول المسلمين إلى الحرم أيام الأعياد والاحتفالات اليهودية، قبل أن يصل إلى الوضع الحالي بالتقسيم الذي فرضته لجنة "شمغار" عقب المجزرة.

 

 

 

 

أضف تعليقك