• الصلاة القادمة

    العصر 13:46

 
news Image
منذ ثانية واحدة

موجة الغلاء التي شهدتها بلادي مؤخرا فرصة جديدة للتأكيد على أن الشعب في واد، والسيسي وحاشيته يعيشون بعيدا عنا في دنيا أخرى. وقال في آخر خطاب له: الشعب يتحمل مشاق الإصلاح بشموخ وحكمة!! ويتفهم أسباب تلك الإجراءات الصعبة وينظر بثقة إلى المستقبل ، بل أن رئيس الوزراء المهندس شريف إسماعيل صرح بأن هناك رضا بين المواطنين على الارتفاع الذب شهدته وسائل النقل!!.
 
وكانت مصر استيقظت قبل أيام على صدمة غلاء جديدة بزيادة أسعار الوقود للمرة الثانية خلال ثمانية أشهر بنسب تتراوح بين 42% و 100%. وخلال شهر يوليو الحالي ستكون هناك زيادة مرتقبة في أسعار الكهرباء تصل إلى 30% وهذا الارتفاع يشمل كل الشرائح كما أعلن عن رفع أسعار المياه في أكتوبر القادم!!.
 
والموكد أن الناس في أرض الكنانة ساخطة كل السخط على هذه الموجات المتتالية من إرتفاع الأسعار ولا تتفهم أسبابها وليست راضية عنها بالمرة وخايفة جدا من المستقبل ومتشائمة وتتساءل ماذا فعل السيسي: لقد قمع الحريات بوحشية ، وفي عهده وصل التضخم وارتفاع الأسعار لدرجة لم تشهدها مصر من قبل.. وهكذا ضاعت على يديه شعارات ثورة يناير ؛حرية/كرامة/عدالة اجتماعية.
 
والسيسي وحاشيته يستندون إلى تفهم الشعب لتلك الإجراءات إلى عدم قيام احتجاجات شعبية بعكس ما يحدث في البلاد الأخرى عندما ترتفع الأسعار.. والرد على ذلك يمكن تلخيصه في أربع نقاط:
 
- اننا نعيش في ظل نظام قمعي وحشي لا يعرف الرحمة، فلسنا في عهد الرئيس مرسي ولا حتى مبارك بل حكم عسكري وأي احتجاجات ضده ستقابل بالضرب في المليان والسجون مليئة بآلاف من سجناء الرأي ولذلك تجد مصر تعيش في دولة الخوف.. والغريب أن السيسي وصف نظام الإخوان بالحكم الفاشي مع أنه يستحق هذا اللقب عن جدارة وبتقدير امتياز!!.
 
- انقسام شديد بين القوى الإسلامية والمدنية وهذا الانقسام يضعف من المعارضة ويصب في مصلحة حكم العسكر الذي يقول لهؤلاء المنقسمين على أنفسهم ألف شكر!! 
- الضعف الشديد الذي انتاب الأحزاب السياسية كلها بلا استثناء.
 
- خضوع كافة أجهزة الإعلام الموجهة للرأي العام لحكم العسكر الجاثم على أنفاسنا ولذلك كانت أصوات الاحتجاجات في الصحافة والتلفاز على إرتفاع الأسعار خافتة جدا، بل رأينا العكس.. أصوات عالية تؤيدها حتى سمعنا من يقول أنه مثل الدواء المر الذي يجب أن يتقاضاه المريض حتى يتم شفاءه! ولذلك فهو يتناوله عن رضا رغم أنه لا يحبه!!.
 
وأغرب ما في هذا الموضوع دخول دار الإفتاء على 'الخط' وقيامها بما يلزم من التأييد والتهليل حتى أنها زعمت أن إرتفاع الأسعار قرار إلهي!! ونشرت حديثا شريفا رواه أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم جاء فيه :قال الناس يا رسول الله غلا السعر فسعر لنا فقال عليه الصلاة والسلام إن الله هو المسعر القابض الباسط!! وهكذا يتم استغلال الدين بطريقة بشعة في خدمة الحكام المستبدين وليس هذا من الإسلام في شيء.. حرام عليكم!!

أضف تعليقك