بشكل مفاجئ تراجع دول الحصار "السعودية والامارات والبحرين ومصر" عن قائمة المطالب التي وجهتها منذ أكثر من شهر لدولة قطر، العديد من علامات الاستفهام، في ظل ماشهدتة الفترة الماضية من تمسك مسئولي تلك الدولة بتلك القائمة، بل ومنحهم قطر 10 أيام للرد عليها والتهديد بإتخاذ إجراءات تصعيدية حال لم تستجب لها.
6 مبادئ فقط
ونقلت الشبكة عن دبلوماسيون سعوديون وإماراتيون وبحرينيون ومصريون في الأمم المتحدة ، أن دولهم تريد الآن من قطر أن تلتزم بستة مبادئ عامة تشمل "الالتزام بمكافحة الإرهاب والتطرف وإنهاء الأعمال الاستفزازية والتحريضية" ، مؤكدين أن بلدانهم ترغب في حل الأزمة وديا ، وقال مندوب السعودية الدائم في الأمم المتحدة، عبد الله المعلمي، إن إغلاق الجزيرة قد لا يكون ضروريا، ولكن المطلوب هو وقف التحريض على العنف وخطاب الكراهية.
وجاء هذا التغير في موقف دول الحصار بعد أيام قليلة من الفضائح التي كشفتها عدد من الصحف ووسائل الاعلام الامريكية بشأن تورط "الامارات" في جريمة قرصنة وكالة الانباء القطرية ، ونشر تصريحات مفبركة لامير قطر ، تم علي استغلالها لفرض الحصار علي قطر ، ونقلت صحيفة واشنطن بوست عن مسؤولين في المخابرات الأميركية قولهم إن الإمارات تقف وراء اختراق وكالة الأنباء القطرية ومواقع حكومية أخرى، وهو ما أدى إلى اندلاع أزمة الخليج الحالية.
وذكرت الصحيفة نقلا عن مسؤولين في المخابرات الأميركية أن مسؤولين كبارا في الحكومة الإماراتية ناقشوا خطة قرصنة وكالة الأنباء القطرية في 23 مايو الماضي، أي قبل يوم من حادث القرصنة ، وهو يؤكد ما وصلت إليه التحقيقات القطرية التي تمت بالتعاون مع مكتب التحقيقات الفدرالي الأميركي بشأن عملية الاختراق، والتي انتهت الي أن دولا من المنطقة اخترقت موقع وكالة الأنباء القطرية وصفحات تابعة للوكالة على مواقع التواصل الاجتماعي.
من جانبها نقلت قناة "أن بي سي" الأميركية عن مسؤولين أميركيين، تأكيدهم صحة التقارير عن قرصنة الإمارات العربية المتحدة وكالة الأنباء القطرية ، ونقلت القناة عن مسؤول أميركي استخباراتي أن واشنطن ترى أن الإمارات مسؤولة عن قرصنة الوكالة، وأنها استخدمت متعاقدين خاصين لتنفيذ العملية ، مؤكدين أن فبركة المعلومات عن قطر تهدف للإضرار بعلاقاتها مع واشنطن، مشيرين إلي ان المعلومات عن دفع دولة قطر فدية لتحرير صيادين قطريين كانوا مخطوفين في العراق، هي معلومات مفبركة.
كما يأتي هذا التراجع في ظل عدم تحقيق الحصار أهدافة رغم مرور حوالي شهر ونصف علي فرضه ، وهو ما أكدتة صحيفة واشنطن بوست الامريكية ، والتي قالت في تقريرها ،، إن حصار قطر لم يحقق أهدافه، وأكدت أن دول الحصار بالغت في تقديراتها لمدى قدرتها على التأثير في الدوحة ولم تكن تتوقع صمودها أمام كل الإجراءات التي أعلن عنها قبل أكثر من شهر.
واعتبرت الصحيفة في تقرير بعنوان "فوضى ملكية" أن الحصار وبدلا من أن يتسبب في عزل قطر عزز علاقات الدوحة بقوى إقليمية في المنطقة وفي مقدمتها تركيا وإيران. وأشارت إلى أن تموين قطر بالحاجيات الغذائية ومختلف المواد مستمر عبر مطار الدوحة ومينائها.
ونقلت الصحيفة عن مارك لينش ، الخبير في قضايا الشرق الأوسط بجامعة جورج واشنطن، قوله إن دول الحصار بالغت في توقعاتها بالنجاح، ولم تضع خطة بديلة في حال فشلت إجراءاتها ضد قطر في تحقيق أهدافها ، مشيرا إلي أن دول الحصار بالغت أيضا في تقدير مخاوف قطر من عزلتها بـمجلس التعاون الخليجي وفي تقدير قدراتهم على إلحاق الضرر بالدوحة.
ورأت الصحيفة أن دول الحصار تعتقد أن العقوبات غير مجدية ولكنها ضرورية، وشبهت الإجراءات التي فرضت على قطر بخطة لمعاقبة طفل شقي من أجل تأديبه ، مشيرة إلي أن متاعب دول الحصار زادت بعد تقرير واشنطن بوست الذي كشف عن وقوف الإمارات العربية المتحدة وراء اختراق وكالة الأنباء القطرية ونشر تصريحات مفبركة لأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، وهي الخطوة التي كانت نقطة انطلاق للهجوم على قطر وفرض حصار عليها.
وأضافت الصحيفة أن الموقف الأميركي يبدو أنه يدفع باتجاه التصالح مع قطر بدلا من المضي قدما في فرض العقوبات عليها لإجبارها على الاستجابة لقائمة مطالب دول الحصار.
أضف تعليقك