• الصلاة القادمة

    الظهر 11:01

 
news Image
منذ ثانيتين

أربع سنوات مضت منذ قوات الانقلاب العسكري، على جريمة قتل المعتصمين في ميداني رابعة العدوية والنهضة، إلا أن لعنة دماء الشهداء تطارد الانقلاب العسكري ومؤيديه بفقر وغلاء وتضخم وديون، حيث لم تتمكن سلطات الانقلاب من اتخاذ خطوة واحدة على طريق الإصلاح السياسي والمصالحة المجتمعية، وغيرها من الأمور التي وعد بها  قائد الانقلاب العسكري  عبد الفتاح السيسي عندما كان وزيراً للدفاع في خطاب 3 يوليو.

صباح يوم 14 أغسطس 2013، قامت قوات الانقلاب، من فرق الشرطة مدعومة بقوات من الجيش، باقتحام اعتصامي ميدان رابعة العدوية و ميدان النهضة،  وقتلت وجرحت المئات من رافضي الانقلاب

العالم يشهد على بشاعة المجزرة

وشهد العالم بشاعة ما ارتكبته قوات الانقلاب،  إذ دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، إلى ضرورة إجراء تحقيقات كاملة بشأن مقتل مئات المدنيين على أيدي قوات الشرطة والجيش المصري خلال فض اعتصام ميدان رابعة العدوية.

كما دعت منظمة "هيومن رايتس ووتش" لإصدار قانون للعدالة الانتقالية ينص على "تحقيق جديد ومحايد في واقعة القتل الجماعي للمتظاهرين في أغسطس 2013".

وكانت المنظمة ذاتها قد قالت في تقريرها الصادر 12 أغسطس 2014، إن عدد الضحايا هو 1150 قتيلاً، ووصفت ما جرى بأنه "أكبر مذبحة للمحتجين في التاريخ المعاصر وجريمة ضد الإنسانية".

إلى ذلك تؤكد تقارير وإحصاءات مستقلة وقوع ما يزيد على ألفي قتيل وخمسة آلاف مصاب خلال عملية الفض.

الانقلاب يعترف

وفي المقابل قالت لجنة تقصي الحقائق التابعة للمجلس القومي لحقوق الإنسان في مصر، إن حصيلة قتلى فض الاعتصام 607 أشخاص، لكن حازم الببلاوي، الذي كان رئيساً للوزراء، وأعطى الأمر بفض الاعتصام بالقوة، قال في حوار مع محطة التلفزيون الأمريكية "ABC"، عقب عملية الفض، إن قتلى رابعة كانوا ألف مصري.

اللعنة تصيب المصريين

ثلاث سنوات لم تعرف مصر فيها طريقاً للاستقرار أو الهدوء، بل إنها كانت سنوات تداعٍ على جميع المستويات؛ السياسية والاجتماعية والاقتصادية، هذا بالإضافة إلى كونها السنوات الثلاث الأكثر سوءاً في تاريخ القضاء وحقوق الإنسان في مصر، بحسب منظمات دولية ومحلية.

وتتزامن الذكرى الرابعة من المجزرة، في ظل سياسات اقتصادية تعصف بالفقراء دون هوادة، وإجراءات أمنية تقمع المواطنين بلا تمييز، فهل نجح السيسي وإعلامه ورجال أمنه في تخويف المصريين وإقناعهم بالقبول بالبطش والفقر والتبعية، أم أنه هدوء ما قبل العاصفة؟

 دفعت حالة التردي السياسي والاقتصادي كثيرين إلى القفز من قارب السيسي الذي يرى بعضهم أنه موشك على الغرق، وإن لم تدفع المصريين للثورة عليه حتى الآن.

خدعنا

واعترفت في النهاية رموز الانقلاب بانخداعهم في السيسي، إذ كتب الدكتور محمد أبو الغار، رئيس حزب المصري الديمقراطي السابق، مقالاً في موقع "الأهرام أونلاين" بنسخته الإنجليزية قال فيه: إن السيسي "خدع المصريين، وإنه يحكم بنظرية فرعون ويرى أنه لا حق للمصريين في الاعتراض على أي شيء".

ورغم أنه السيسي أكد للمصريين انصياعه لرغبتهم في الرحيل متى أرادوا بقوله: "أنتم لستم بحاجة للنزول"، فإنه ما انفك يُعسكر الشوارع، ويغلق الميادين، ويشحذ الجنود، ويجتمع بمجلسه العسكري، كلما سمع كلمة "مظاهرة" لا كلمة "ثورة".

أضف تعليقك