• الصلاة القادمة

    الظهر 11:01

 
news Image
منذ ثانية واحدة

 

"أطلقت عليه القناصة رصاصة في منطقة القلب خرجت من ظهره، كادت أن تنهي حياته؛ ولكن إرادة الله، حالت بينه وبين الشهادة مثل إخوانه"، هذه قصة رجل رفض التخلي  منذ بداية الاقتحام عن إخوانه في ميدان الصمود والبطولة "رابعة العدوية" الذي اجتمع فيه المصريون دفاعا عن الحرية والوطن.

في حوار مع "الشرقية أون لاين" يروي "أبو عمار" الشاهد العيان على إجرام الانقلاب بميدان العزة والصمود،  لحظات الفداء في مجزرة رابعة العدوية

*حدثنا عن أولى لحظات اقتحام قوات الانقلاب الميدان؟ وكيف كان وضعك حينها؟

بعد صلاة الفجر يوم الفض أعلنت مكبرات الصوت بعدم النوم والنزول عند المنصة، لأن هناك حدث هام، وطلبوا من الجميع بعدم مغادرة المكان والخروج من الميدان، تحت أي ظرف من الظروف، وكنت أجلس حينها  فى الخيمة  الموجودة أمام مقر الشؤون المالية التابعة لوزارة الدفاع.

*ماذا كان رد الفعل؟

وعلى الرغم من أن الخروج كان ميسر للجميع فى البداية، إلا أننا عزمنا على الاستشهاد في الميدان دون الانسحاب، حاملين أرواحنا على كفنا نصرة لدين الله، ودفاعاً عن الوطن من المجهول الذي ينتظره مع نظام الانقلاب، الذي جاء على دبابته ليأكل الأخضر واليابس وينتقم من ثوار يناير الذين خرجوا يدافعوا عن حريتهم ويطالبوا بالعيش بكرامة.

كيف تصف عملية الحصار والفض للميدان؟

لم تمر بي مثل هذه الأحداث طوال عمري، فى قساوتها وإجرامها، والظلم الذي تعرض له المعتصمون، فمع بداية عملية الاقتحام باستخدام مختلف الأسلحة والطائرات والمدرعات، ووجود القناصة فى كل مكان، والتى أمطرت سماء الميدان بالرصاص، فاحت رائحة الموت وبدأ يرتقي من يرتقي شهيد كان أو مصاباً، في مشهد تسيطر عليه لغة الدماء والقتل بانتقام دون مرعاة لصرخة طفل أو أنين إمرأة أو هرع رجل مسن.

*علمنا أنك تعرضت لإصابة شديدة أثناء اقتحام قوات الانقلاب للميدان.. حدثنا عن إصابتك وصف لنا ما حدث؟

بعد الوضوء كنت أقف إلى جوار المدافعين عن الميدان، فأصابنى أحد القناصة برصاصة مميتة في منطقة القلب، ولكن قدر الله أنها جاءت بعيدة عن منطقة القلب وخرجت من الظهر حتى حملني البعض على "دراجة بخارية" إلى المستشفى الميدانى بمسجد رابعة، وتم اسعافي هناك.

* وماذا تم بعد ذلك؟

بقيت في المستشفى بعد إخلاءه من قوات المظلات الذين استخدموا التهديد والوعيد، من أجل إخراج الجميع حتى قام أحد الإخوة بإخراجي من المستشفي، وخرجت قبل الإحراق بدقائق معدودة.

*بعد خروجك من المستشفي الميداني .. أروي لنا ماذا رأيت؟

خرجت قبل إحراق المسجد لأنى آخر من خرج من المسجد، ولكنى شاهدت الحرائق فى الميدان، لم يراعي نظام العسكر حرمة الدماء، ولم يسلم بيت الله من إجرام نظام الانقلاب، فقاموا بإشعال النيران به، وكان الهدف حرق المسجد بما فيه من جثث بداخله، وكل من احتمي ببيت الله.

*مشاهد الدماء كانت بشعة عبر الفيديوهات والصور.. كيف كان شعورك حينها؟

أنا كنت شاهد عيان عما حدث داخل المستشفى الميداني، فرأيت كمية من الدماء التي لا يتصورها عقل،  وكذلك أعداد كبيرة من الشهداء الذين اكتظ المكان بهم من مختلف الأعمار.

* برأيك لماذا لم يتم الانسحاب فورا حقنا للدماء خاصة وأن قوات الانقلاب كانت مدججة بكل الأسلحة؟

إنها قضية حق وباطل، والثبات من عند الله كان موقف مشهود، فقد جددنا نية الشهادة في سبيل الله.

دعاوي باطلة

*لا يزال الإعلام والقضاء يوجه التهم للمعتصمين بأنهم قاوموا القوات بالأسلحة.. هل هذه حقيقة؟

هذه دعاوى زائفة من قبل المجرمين لو كان مع المعتصمين أسلحة لتغير الوضع، ولم نقتل بهذه الطريقة الإجرامية البشعة، ولكن الاعتصام كان سلميا بمعنى الكلمة، والاعتصام كان سلميا وكل من كان موجود هناك جاد بنفسه حسبه لله ونصرة للدين وإصلاح الوطن.

*بعد أربع سنوات من المجزرة... برأيك لماذا لم يتم القصاص لشهداء رابعة؟

لأن أهل الحق لا يمتلكون القوة اللازمة لإقرار ذلك، في ظل وضع داخلي  ودولي وإقليمى يساندون نظام الانقلاب المجرم، ويحاولون شرعنته.

أضف تعليقك