• الصلاة القادمة

    الفجر 04:23

 
news Image
منذ ثانيتين

"مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلا" صدق الله العظيم، تتجلى هذه الآية القرآنية فى قصة بطل جديد استشهد يوم أن غابت الإنساية وطمست القلوب من الرحمة، وارتكبت قوات الانقلاب أبشع المجازر فى العصر الحديث، إنه الشهيد عاصم المنسي الذى طلب الشهادة فنالها.

فعلي الرغم من صغر سنه، إلا أنه كان دسم الأخلاق، يصل الأرحام، ويحفظ كتاب الله، وأعطاه الله موهبة تلاوة القرآن بصوت عذب، فكان يؤم من أكبر منه سنا في الصلاة، كما أنه كان يجيد إلقاء الشعر ويمتلك موهبة الكتابة.

نشأته

ولد الشهيد عاصم أبو الأنوار مصطفى، 18 عاما، بقرية صافور ديرب نجم، طالب ثانوى، واستشهد بطلق ناري بالعنق، وشيعت جنازته يوم الجمعة فى مشهد كان الكبير والصغير يبكى حزنا على فراق من حفظ كتاب الله، وهو لم يتعد مرحلة الإبتدائى، حتى إنه حصد جوائز عديدة خلال المسابقات التى شارك بها وكان يحصل على المركز الاول دائما، وتمكن من الفوز بعمرة وذهب إلى أداء مناسكها مع والده عام 2011.

ولم يكتف بذلك فكان حريصا على الإلتحاق بمعهد القراءات، بالإضافة إلى أنه كان عضوا في برلمان الشباب، كان الشهيد لا يعاتب من أمامه حتى لا يشعره بالحزن، ولكن يكتم حزنه في نفسه، ولا يُظهر هذا للآخرين، وكان دائم الابتسامة".

حبه للشهاده

يحكى ابن عمة الشهيد أنه تصل به أثناء الفض وأمره بأن يخرج من الميدان، خوفا على حياته من رصاصات الغدر لكن الشهيد أجابه قائلا" ماذا تقول إنه اليوم الذي تمنيته"، وفى موقف آخر يؤكد على إيمان الشهيد وصلته بالله وأنه تمنى الشهادة فنالها، عندما اتصل به أحد اقاربه وأخبره أنه ورد إليه معلومات أن عملية فض الميدان فى ثانى أيام العيد، فما كان من الشهيد إلا أن ذهب مسرعاً إلى الميدان، حتى ينال ما كان يحلم به.

قالوا عنه

يبكى والد الشهيد ويقول "كان عاصم الصديق الذي افتقده، مقرب جداً إلى قلبي، حبيبي حقا، وفقدانه صعب جدا؛ ولكن منزلته هي التي تصبرني على فراقه، فهو الزرعة التي زرعتها، وكنت أسقيها يوما بيوم، بكل أساليب الطاعة والتربية على الإسلام، حتى كبُرت وكادت ثمارها أن تقطف، ولكن لم أجدها، ولكني سأجدها في الجنة إن شاء الله".

وتابع: فهو من أوائل المشاركين في المسيرات والوقفات، ولم يخذل الإسلام أبدا، وكان من أوائل المعتصمين في ميدان رابعة العدوية".

 أما والدته تقول "أنا فخورة بأن الله شرفني بأن أخذت لقب: (أم الشهيد).. عاصم لم يفارقني إلا بجسده ولكن روحه معنا دائما وصورته في عيوننا، وأقول له: إني أحسبك من الشهداء، وأنت في الفردوس الأعلى إن شاء الله، وموتك أحيا مليون عاصم بعدك، وكل قطرة دم سالت منك ستروى بها زهور الإسلام التي ستفوح بعبيرها وتملأ الأرض بما فيها".

أضف تعليقك