• الصلاة القادمة

    الفجر 04:23

 
news Image
منذ ثانية واحدة

تحل اليوم الإثنين 14 أغسطس الذكرى الرابعة لمذبحة رابعة والنهضة؛ التي قامت بها قوات جيش وشرطة الانقلاب ضد المعتصمين السلميين المؤيدين للشرعية والمعارضين للانقلاب على الرئيس محمد مرسي؛ بأوامر من قائد الإنقلاب العسكري؛ عبد الفتاح السيسي. 

وفي هذه الذكرى لا يجب أن ننسى إعلام الانقلاب الذي تمادى في التحريض ضد المعتصمين، وبالغ في الترويج لشائعات؛ ساعدت في تغييب عقول العديد من أفراد الشعب.

وأصبحت الفضائيات الموالية للانقلاب، منصة انتشر فيها التحريض وحديث الفتنة ما بين خطاب إعلامي يصف الإخوان المسلمين بـ"الكاذبين" و "المجرمين"، و"عصابة من القتلة الذين يجب شنقهم".

إعلام مهد للمذبحة 

منذ قيادة عبد الفتاح السيسي للانقلاب العسكري ضد الرئيس الشرعي د. محمد مرسي عام 2013، أصبحت مهمة الإعلام الرئيسية هي التعبئة العامة للمواطنين نحو ما تراه سلطات الانقلاب بأنه في مصلحة الشعب، وإبراز حجم الإنجازات الوهمية التي تقوم بها حكومة الانقلاب، واستدعاء خطر المؤامرات لمنع توجيه أي انتقادات للعسكر.

وعقب الانقلاب مباشرًة بدأ إعلاميو الانقلاب في التحريض الدائم ضد مؤيدي الشرعية ورافضي الانقلاب، وبدأ سب جماعة الإخوان المسلمين علنًا، حيث قال يوسف الحسيني عنهم هم "عصابة من القتلة الذين يجب شنقهم"، مرورًا بوصفعمرو أديب لهم بـ"الخرفان تُدفع لهم الأموال ويقدم لهم الطعام للبقاء في الشارع"، وصولًا إلى ما قاله أحمد موسى إن "الإخوان قتلوا معتصمي رابعة قبل الفض لإلصاق التهمة بالشرطة". 

حتى وصل التحريض أوجه صبيحة يوم المذبحة، حيث خرجت معظم الصحف المصرية بعناوين احتفالية منها "حرق مصر... معركة الجماعة الأخيرة" كما جاء في "الشروق"، و"معركة المصير .. الدولة أو الجماعة" في "المصري اليوم"، و"مصر تواجه الإخوان الإرهابيين" في "التحرير"، و"الإخوان يحرقون مصر" في "الوطن"، و"وانزاح كابوس الإخوان" في "الأخبار" الحكومية، و"مصر تستعيد هيبتها" في "الوفد". 

كيف أدار الإعلام الخطة؟

تقدَّم الإعلام المصري -منذ اللحظة الأولى للاعتصام- صفوف المتورطين والمتواطئين في مذبحة فض الاعتصام، وذلك بما لعبه من دور تحريضي على المعتصمين السلميين ورميهم بقذائف أكاذيبه، بهدف استعداء الشعب عليهم وتبرير قتلهم.

وتبنّى الإعلام حملات الشيطنة ضد المعتصمين في الميدان؛ حيث وصفهم تارة بالمغيبين والمخطوفين ذهنيا، وتارة أخرى بالإرهابيين المسلحين، وتارة ثالثة بالقتلة المجرمين الذين يقومون بتعذيب المواطنين ودفن جثامينهم تحت منصة الميدان.

ولم يكتفِ الإعلام بمهاجمة المعتصمين فقط، وإنما قاد حملات تحريضية أكثر ضراوة على قتل المتظاهرين، حيث لم يتوانَ الإعلاميون الموالون للانقلاب في التحريض على فض الاعتصام بالقوة وتبرير قتل المتظاهرين تحت دعاوى الإرهاب الباطلة.

كما كان لصحف الانقلاب دور بارز هي الأخرى في التحريض، حيث كانت تحمل عناوينها تحريضًا مباشرًا على القتل.

قالت الدكتورة درية شرف الدين، وزيرة الإعلام السابقة، إن مجلس الوزراء قرر تكليف وزير الداخلية بفض اعتصامَي رابعة والنهضة، زاعمة بعد ضبط كميات كبيرة من الأسلحة أثناء توجيها للمعتصمين لاستخدامها ضد الشرطة والجيش.

عقب فض اعتصام ميدان رابعة العدوية، والذي وصفه الإعلام الغربي بأنه عملية تشبه عملية فض اعتصام ميدان السموي "تيان مين" في الصين في دويها، اعتبر الإعلام المصري عملية الفض كأنها إنجاز قومي، برغم ما أسفرت عنه من قتلى وجرحى ومفقودين ومعتقلين، ولم يرَ في هذه العملية إلا عملية نظيفة، وحاول تقديم المشرفين عليها إلى الشعب على أنهم فدائيون وأبطال.

ونشرت "الشروق" تحقيقًا في عددها الصادر الإثنين 19 أغسطس 2013 بعنوان: "فض رابعة والنهضة.. عملية نظيفة في عيون الأمن المركزي"، في حين أجرت صحيفة "الوفد" نشر حوار مع قائد عملية فض اعتصام رابعة (المقدم بهاء الشريف) بالصفحة السابعة، في اليوم نفسه، جاء في عناوينه المنسوبة إليه: "الغاز والمياه السلاح المستخدَم في فض الاعتصام.. القناصة في العمارات تحت الإنشاء وراء استمرار عملية الفض 15 ساعة.. قناصة الإخوان بادروا بإطلاق النار وقتلوا ضابطين".

أضف تعليقك