• الصلاة القادمة

    الفجر 04:23

 
news Image
منذ ثانية واحدة

عجبت لمن يحاولون تسطيح الأمور، وتهميش الحقائق، ولا أدري هل هذا عن عمد أم عن خطأ؟


ترى البعض عندما يتحدثون عن انقلاب العسكر في مصر على الرئيس محمد مرسي، قبل أربع سنوات، وكيف تم هذا الانقلاب، وأنه لولا سذاجة الإخوان، وعدم حنكتهم السياسية لما وقع الانقلاب، وكيف أن العسكر لعبوا بالإخوان، حتى أن وزير العدل فى زمن الرئيس مرسي؛ المستشار أحمد مكي يقول: عندما قيل للمشير طنطاوي سلمتم البلد للإخوان, رد بقوله: سلمنا الإخوان للبلد.


وهكذا يتم تصوير الضحية على أنه مجرم, ووصف الجزار بكل صفات الوطنية، وأنىّ لطنطاوي أن يأتي بهذا الكلام، وهو أحد عسكر كامب ديفيد الفاشلين!


ويزعمون أن الرئيس التركي أردوغان حذر الرئيس مرسي من انقلاب العسكر، ولكن رد مرسي على مبعوث أردوغان، بأن السيسي لا يزال في جيبي!


أو أن الشيخ حازم أبو إسماعيل كان سابقا لعصره وأنه حذر الإخوان من مؤامرات العسكر، ولكن سكرة السلطة، والعشق الممنوع بين الإخوان والعسكر، أنسى الإخوان تحذيرات واستشرافات أبو إسماعيل للمستقبل..

إلى ما هنالك من التحليلات الألمعية، التي جعلت من أصحابها نجوما في فضائيات دعم الشرعية!

 ولم يقف الأمر على سذاجة الإخوان قبل الانقلاب، ولكن هناك من راح يجلد الإخوان بأنهم فشلوا في كسر الانقلاب، وأنهم لا يحملون رؤية.

وهذه تحليلات تنم عن سطحية فى التفكير، وعدم إلمام بالواقع.

 وكأن هؤلاء لا يرون ما يحدث في المنطقة العربية والإسلامية، ولا يرون الحرب الكونية لا على الإخوان فحسب، بل حرب على كل ما هو إسلامي.

 وفي طلب كاترين أشتون ممثلة الاتحاد الأوروبي للشئون الأمنية والخارجية السابقة من الرئيس محمد مرسي، تعيين البرادعي رئيسًا للوزراء لاحتواء الأزمة السياسية في مصر، قبل أشهر من الانقلاب، ما يوضح الدور الحقيقي لآشتون في دعم الانقلاب، والتمهيد له، وهي التي قالت بعد الانقلاب العسكري: إن سقوط العسكر في مصر سوف ينهي الحرب الدائرة في سوريا لصالح الإسلاميين, وسيجعل الإسلاميين في ليبيا وتركيا وتونس أقوياء جدا, وهذا بالتالي سيدفع الشرق الأوسط كله إلى سياسات وتحالفات جديدة لن تكون في مصلحة الاتحاد الأوروبي أو أمريكا أو روسيا.

وبعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر عام 2001 قال الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش “هذه الحملة الصليبية .. هذه الحرب على الإرهاب ستستغرق فترة من الوقت”، فالرئيس بوش أشار إلى حربه ضد الإرهاب على أنها “حملة صليبية” وأنا لا أدري كيف تغيب عمن يتصدى لتحليل مثل هذه الأحداث حقيقة هذه الحرب باعتبارها حرباً صليبية صهيونية.

ونعود إلى التأكيد بأنها حرب صليبية، ليس فقط باعتراف الرئيس بوش، ولكنها صليبية لأن أمريكا التي تقود هذه الحرب القذرة، والتي جيشت من أجلها الصليبية العالمية والصهيونية والوثنية ضد كل ما هو إسلامي، يعلن قادتها صراحة أنها حرب طويلة، وما يحدث اليوم هو حلقة من حلقات الصراع, وامتداد لما قاله القائد البريطاني الجنرال اللنبي عندما دخل القدس عام 1919 بعد الحرب العالمية الأولي إذ أكد هذه الحقيقة بكلمته المعروفة: اليوم انتهت الحروب الصليبية.

ولم يعد خافيا على أحد أن هجمات الحادي عشر من سبتمبر، التي اتخذتها أمريكا ذريعة للحرب على الإسلام والمسلمين كانت من تدبير وتنفيذ الصهيونية العالمية، لإلصاق تهم الإرهاب بالعرب والمسلمين، وأن الهدف من ذلك كان جر أمريكا للحرب ضد العرب والمسلمين، فضلاً عن أن كل رؤساء أمريكا يتعهدون بحماية الكيان الصهيوني، واعتبار ذلك من صميم السياسة الخارجية الأمريكية، وبذلك تقوم أمريكا بشن الحروب بالوكالة والنيابة عن الصهاينة.

هي إذن حرب صليبية صهيونية وثنية، وكل منهم يستغلها لمصلحته الاستعمارية العدوانية، فروسيا استولت على الشيشان المحررة، والصين تعتبر شعب الأيغور في تركستان الشرقية شعبا إرهابيا، تستبيح كل حرماته، والهند تعتبر شعب كشمير شعبا إرهابيا لأنه يطالب بحق تقرير المصير الذي أقرته الأمم المتحدة ووعد به نهرو من قبل! ناهيك عن الهجوم والتشويه المتعمد الذي يمارسه الغرب الصليبي ومعه الصهيونية العالمية والوثنية ضد شعائر الإسلام كالحجاب والمساجد والمآذن.

 أما الحديث عن فشل الإخوان وعدم قبول الرئيس مرسي بالانتخابات المبكرة وما نراه اليوم من الحديث عن منصة رابعة وغير ذلك، فيبدو أنه للابتعاد عن جوهر الصراع ووضع الرؤوس في الرمال, لأن الغرب لا يمكن أن يقبل بتجربة ديمقراطية صحيحة، لأنها حتما ستأتي بوطنيين حريصين على مصالح شعوبهم، ولا يُشترون بالمال، وهذا ما يأباه الغرب، لذلك يصر على دعم الحكام المستبدين لتنفيذ سياساته، وتحقيق مصالحه وعلى رأسها حماية الكيان الصهيوني.

وأخيراً وليس آخرا, اتفق الروس والأمريكان على إعطاء دور أكبر لإيران والشيعة في المنطقة لمواجهة السنة، وهذا واضحٌ من وجود إيران والشيعة مع الروس في سوريا ومع الأمريكان في العراق باتفاق بين الجميع، لأن تغوّل إيران في المنطقة سيساعد على اشعال العديد من الحروب، وهم من يقوم بتحديد مكان النار والحريق، كما هو الحال في العراق وسوريا واليمن، ولا يمانعون إذا امتدت النار لتركيا التي تعاني اليوم من محاولات جرها للدخول فى حروب طاحنة، لا تبقي ولا تذر، ورأينا موقف الغرب من المحاولة الانقلابية الفاشلة في تركيا، وتبين بعد ذلك أن الغرب ضالع في دعم المحاولة الانقلابية.

أضف تعليقك