• الصلاة القادمة

    العشاء 17:29

 
news Image
منذ ثانيتين

"إنّ تنفيذ الحكم بالإعدام على سيّد قطب يعتبره الموقنون بحقيقة جهاده الإسلامي تتويجا لحياته الماجدة، لأن الشهادة في سبيل الله هي أقصى ما يتطلّع إليه أصحاب النفوس الإسلامية المؤمنة المطمئّنة، ولذلك فإن موت سيّد قطب أفرحنا وأحزننا : أفرحنا بما رزقه الله من مقام الشهادة ، ونرجو الله أن يجزيه أجر العاملين المستشهدين في سبيله، وأحزننا للفراغ العظيم الذي يتركه في محيط الفكر الإسلامي"، هكذا قال الشيخ التونسي محمد الفاضل بن عاشور، بعد إعدام الشهيد سيد قطب على يد زبانية المجرم الخاسر جمال عبد الناصر، فجر يوم 29 أغسطس 1966.

ويقول الدكتور وصفي أبو زيد، الباحث الشرعي: "من أهم ما تبقَّى من فكر (الشهيد سيد قطب) ... أنه أديبٌ ألمعي، وناقدٌ أدبي، وشاعرٌ حتى النخاع، ويكفينا في هذا الصدد كتبه التي صنَّفها في هذا المجال، منها: “مهمة الشاعر في الحياة”، وديوانه الشعري، وبعض الأعمال القصصية، وسيرته بعنوان: “طفل من القرية”، و”التصوير الفني في القرآن”، و”مشاهد القيامة في القرآن”، وإن كان الكتابان الأخيران محسوبَيْن على إسلاميته، غير أنهما يتماسان مع الأدب بقوةٍ واضحة، ولعل أهمها على الإطلاق كتابه البديع: “النقد الأدبي أصوله ومناهجه”.

وأضاف أبو زيد "ومن الآثار التي تركها الأستاذ سيد قطب أنه كان المكتشف الأول للروائي الكبير نجيب محفوظ وتبناه وأخرجه للوجود مبكرًا، يقول الأستاذ نجيب محفوظ: “سيد قطب هو أول ناقد أدبي التفت إلى أعمالي وكتب عنها، وكان ذلك في الأربعينيات، وتعرفتُ عليه في ذلك الوقتِ حيث كان يجيء بانتظامٍ للجلوس معنا في كازينو "أوبر"، وكانت العلاقة التي تربطنا أدبية أكثر منها إنسانية… وكنتُ أعتبره حتى اليوم الأخير من عمره صديقًا وناقدًا أدبيًّا كبيرًا كان له فضل السبق في الكتابةِ عني ولفت الأنظار إليَّ في وقتٍ تجاهلني فيه النقاد الآخرون، ولتأثري بشخصية سيد قطب وضعتها ضمن الشخصيات المحورية التي تدور حولها رواية “المرايا” مع إجراءِ بعض التعديلات البسيطة، والناقد المدقق يستطيع أن يُدرك أن تلك الشخصية فيها ملامح كثيرة من سيد قطب”.

ويقول الدكتور الفلسطيني صلاح الخالدي، أستاذ الشريعة الإسلامية: " تمر بنا اليوم الثلاثاء الذكرى الحادية والستين لاستشهاد المفكر المفسر الرائد المجاهد سيد قطب رحمه الله ..وجعله في الشهداء الأحياء عنده .. فقد لقي الله شهيدا  بإذن الله قبل فجر يوم الإثنين ( 29/8/1966)..

وأضاف الخالدي: "فكر هذا الرائد المفسر ما زال منتشرا في العالم كله..رغم الحرب العالمية التي تشن الآن على سيد قطب وفكره.. وأقول بدون تعصب أو مبالغة ؛ لا يحب سيد قطب وفكره إلا مؤمن! ..ولا يكره سيد قطب وفكره إلا منافق !!... أو مسلم غبي مضحوك عليه !!!... مع عدم ادعاء العصمة له ..فقد وقع في أخطاء قليلة جدا ..وليس كما كبرها الأعداء أو المسلمون بغباء ...

ورثته أخته أمينة قطب قائلة:

إليك أخي هذه الخاطرات تجول بنفسي مع الذكريات

فاهمس والليل يحيي الشجون ويوقظ كل هموم الحياة

ويوقد جمرا علاه الرماد ويبعث ما عز من أمنيات

 

.......................

 

فأهتف، يا ليتنا نلتقي كما كان بالأمس قبل الأفول

لأحكي إليك شجوني وهمي فكم من تباريح هم ثقيل

ولكنها أمنيات الحنين فما عاد من غاب بعد الرحيل!

 

.......................

 

أخي إنه لحديث يطول وفيه الأسى وعميق الشجون

رأيت تبدل خط الحداة بما نالهم من عناء السنين

فمالوا إلى هدنة المستكين ومدوا الجسور مع المجرمين

 

.......................

 

رأوا أن ذلك عين الصواب وما دونه عقبات الطريق

بتلك المشورة مال السفين تأرجح في سيره كالغريق

وفي لجة اليّم تيه يطول وظلمة ليل طويل عميق

 

.......................

 

حزنت لما قد أصاب المسير وما يملك القلب غير الدعاء

بأن ينقذ الله تلك السفين ويحمي ربانها من بلاء

وأن يحذروا من ضلال المسير ومما يدبر طي الخفاء

 

.......................

 

ترى هل يعودون أم أنهم يظنون ذلك خط النجاح؟

وفي وهمهم أن مد الجسور سيمضي بآمالهم للفلاح

وينسون أن طريق الكفاح به الصدق والفوز رغم الجراح

 

.......................

 

ولكنني رغم هذي الهموم ورغم التأرجح وسط العباب

ورغم الطغاة وما يمكرون وما عندهم من صنوف العذاب

فإن المعالم تبدي الطريق وتكشف ما حوله من ضباب

 

.......................

 

وألمح أضواء فجر جديد يزلزل أركان جمع الضلال

وتوقظ أضواؤه النائمين وتنقذ أرواحهم من كلال

وتورق أغصان نبت جديد يعم البطاح ندي الظلال

 

.......................

 

فنم هانئاً يا شقيقي الحبيب فلن يملك الظلم وقف المسير

فرغم العناء سيمضي الجميع بدرب الكفاح الطويل العسير

فعزم الأباة يزيح الطغاة بعون الله العلي القدير

 

أضف تعليقك