• الصلاة القادمة

    الفجر 04:23

 
news Image
منذ ثانيتين

تمر اليوم الثلاثاء 29 أغسطس 2017، الذكرى 51 عاما، لإعدام الشيخ سيد قطب على يد نظام العسكر بقيادة الديكتاتور جمال عبد الناصر، بعد تاريخ حافل من الكفاح ضد الظلم والطغيان، والإنتاج الأدبى والفكرى، مؤكدًا أنه "لن يعتذر عن العمل مع الله" مهما كانت التضحيات.

الشهيد سيد قطب

سيد قطب إبراهيم حسين الشاذلي، ولد فى 9 أكتوبر عام 1906 بقرية "موشا" بمحافظة أسيوط، وأتم حفظ القرآن الكريم خلال 3 سنوات وتحديدا فى 11 من عمره، ثم تدرج فى التعليم ليحصل على شهادة البكالوريوس في الآداب من كلية دار العلوم عام 1933.

لم تمر حياة سيد قطب بشكل يسير؛ حيث اضطر أن يعمل مدرسا ابتدائيا حتى يتمكن من إنهاء دراسته بكلية دار العلوم، إلى أن تخرج وعين بوزارة المعارف في مطلع الأربعينيات ثم عمل مفتشًا بالتعليم الابتدائي في عام 1944 وبعدها عاد إلى الوزارة مرة أخرى، حيث عمل مدرسًا حوالي ست سنوات، ثم سنتين في وزارة المعارف بوظيفة مراقب مساعد بمكتب وزير المعارف آنذاك إسماعيل القبانى وبسبب خلافات مع رجال الوزارة قدم استقالته على خلفية عدم تبنيهم اقتراحاته ذات الميول الإسلامية.

كانت بعثة الشيخ سيد قطب إلى أمريكا نقطة تحول مهمة فى حياته، وسببا فى انتمائه إلى جماعة الإخوان المسليمن، حيث أثارت فرحة الأمريكيين باستشهاد الشيخ حسن البنا مؤسس جماعة الإخوان فضوله للتعرف على تلك الجماعة عند عودته لبلاده.. وقد كان.

لم تجدِ إغراءات عبد الناصر مع سيد قطب نفعا فى محاولة إثنائه عن الانتماء إلى جماعة الإخوان المسلمين فى مقابل هيئة التحرير التى أسسها هو ليستقيل "قطب" من الأخيرة، ويقرر الانتماء إلى الإخوان، فيتولى مسئولية قسم نشر الدعوة ويخوض مع الإخوان معاناتهم التى بدات عام 1954 بعد مسرحية حادث المنشية، حيث اتُهم ضمن قرابة الف من الاخوان بمحاولة اغتيال عبد الناصر.

حُكم على "قطب "بالسجن 15 عاما ذاق خلالها صنوفا من العذاب التى يتفنن العسكر فى إبداعه ليخرج بعفو صحفى عام 1964 بعد تدخل الرئيس العراقى عبد السلام عارف للإفراج عنه، لكن سرعان ما تجددت الأزمة مره أخرى عندما قبض على شقيقه "محمد قطب" فبعث سيد قطب برسالة احتجاج إلى المباحث العامة فقبض عليه هو الآخر فى 9 أغسطس عام 1965، وقدم مع كثير من الإخوان للمحاكمة وحكم عليه وعلى 7 آخرين بالإعدام.

لم ينحنِ سيد قطب باغراءات العسكر المتوالية التى وعدته بالعفو فى مقابل مدح العسكر، ورموز دولتهم، فنُفذ فيه حكم الإعدام فجر الاثنين 29 أغسطس 1966.

ومن الأقوال المأثورة لقطب عقب الخروج من سجنه عام 1964 قال "إن إقامة النظام الإسلامي تستدعي جهودًا طويلة في التربية والإعداد، وإنها لا تجيء عن طريق إحداث انقلاب".

وأما عن صموده أمام إغراءات العسكر فى مقابل العفو عنه، وإلغاء حكم الإعدام الصادر بحقه قال: "إن السبابة التي ترتفع لهامات السماء موحدة بالله عز وجل لتأبى أن تكتب برقية تأييدٍ لطاغية ولنظامٍ مخالفٍ لمنهج الله الذي شرعه لعباده".

وفى يوم تنفيذ الإعدام تواصلت إغراءات العسكر لـ" قطب "حيث طالبوه بعد وضعه على كرسي المشنقة أن يعتذر عن دعوته لتطبيق الشريعة، ويتم إصدار عفو عنه، فقالها بشكل قاطع "لن أعتذر عن العمل مع الله".

تاريخ التنكيل بالدعاة 

للطغاة تاريخًا أسود وسجلًا حافلًا بالتنكيل ضد الدعاة في مصر، ونرصد في هذا التقرير بعض من الدعاة الذين استشهدوا قتلًا على يد طغاة حاولوا وأد دعواتهم :

اغتيال حسن البنا 

كان رئيس وزراء الملك فاروق النقراشى، قد قام بحملة مسعورة لاعتقال عناصر جماعة الإخوان المسلمين عام 1949، وبعد اغتيال النقراشي بدأت وزارة إبراهيم عبد الهادى تدبر مؤامرة اغتيال الامام الشهيد مؤسس جماعة الإخوان المسلمين حسن البنا، لا انتقاما لمقتل النقراشى ولكنه طمأنة للملك فاروق حيث أن فاروق شعر أن دعوة الاخوان المسلمين تستهدفه.

وقد حدث أن اتصل أحد الوزراء بالامام الشهيد فى 12 فبراير 1949 ليلقاه فى مبنى جمعية الشبان المسلمين وهو يقع فى أزحم شوارع القاهرة، وظل الإمام ينتظر هناك ومعه زوج شقيقته الأستاذ عبد الكريم منصور ولما غابت الشمس ولم يف الوزير المنتظر بوعده، خرج الإمام والأستاذ عبد الكريم منصور واستوقفا تاكسيًا، وما أن استقر فيه حتى أطفئت أنوار الشوارع وأقبل اثنان أو ثلاثة من المخبرين وأطلقا سيلًا من الرصاص على الأستاذ ومرافقه، ورغم أن إصابة الامام كانت قاتلة إلا أنه تحامل على نفسه وعاد إلى جمعية الشبان المسلمين، واستدعى الإسعاف بنفسه ونقلتهما سيارة الاسعاف إلى قصر العينى وكانت الأوامر قد صدرت بعدم إسعاف الإمام وتركوا جراحه تنزف وقبل أن يلفظ النفس الأخير، جاء فاروق إلى القصر العينى شامتًا ومتشفيًا وبصق على الإمام ففتح عينيه وقال لفاروق : مزق الله ملكك، وكانت أبواب السماء مفتحة فاستجاب الله الدعاء وتمزق ملك فاروق إلى الأبد .

الطاغية عبد الناصر

فى 26 أكتوبر 1954 افتعل عبد الناصر تمثيلية محاولة اغتياله وهو يُلقي خطاباً فى ميدان المنشية بالإسكندرية، واتهم الإخوان المسلمين بارتكاب هذه الحادثة، والتي أُعدم بسببها 6 من قادة الإخوان المسلمين، على رأسهم الشهيدان عبد القادر عودة الفقيه الدستوري الكبير والشيخ محمد فرغلي، قائد المقاومة في حرب فلسطين ضد الصهاينة وعلى ضفاف القناة ضد الإنجليز، وصدرت أحكام بالسجن المؤبد والمشدد علي الإخوان المسلمين.

التنكيل بـ"أم الصابرين"

كانت زينب الغزالي من المؤسسين للمركز العام للسيدات المسلمات الذي أنشئ سنة 1356هـ الموافق1936 م، وأدى واجبات كثيرة، فقد اختلف مع كل الأحزاب السياسية، لأنه كان يطالب بأن تحكم الشريعة الإسلامية في مصر، وكان يطالب بعودة المسلمين كلهم إلى الكتاب والسنة، وإلى إقامة الخلافة الإسلامية. 

وكتبت زينب الغزالي مجموعة من المصنفات من بينها (أيام من حياتي) و(نحو بعث جديد)، وكتاب آخر اسمه (نظرات في كتاب الله)، ولقد فسرت فيه سورة البقرة، وآل عمران بالإضافة إلى كتب أخرى.

والناظر في كتب الداعية زينب الغزالي يجد فيها امرأة عالمة وفقيهة واعية لعصرها ولما يدور من حولها من أحداث، ويبرز ذلك في كتاب نظرات في كتاب الله. 

طلبها جمال عبد الناصر يومًا لمقابلته فرفضت، فكانت بداية العداوة بينهما، لأنها قالت لرسول الرئيس: «أنا لا أصافح يداً تلوثت بدماء الشهيد عبد القادر عودة». فدخلت السجن وتعرضت للتعذيب الشديد في السجن الحربي عقابًا لها على الوقوف أمام الطاغية.

أضف تعليقك