• الصلاة القادمة

    الفجر 04:23

 
news Image
منذ ثانيتين

أكون حذراً جداً في متابعة اهتمامات الإعلام العالمي وأتوقع دائماً أن يكون وراء اهتمامه غرضٌ سياسيّ لئيم ولاسيما في قضايا من النوع الذي لا يفرض نفسه إعلامياً.

في قضية مسلمي بورما الروهنجيين، فقلّما وجدتُ أحداً يتحدث عنها بعمق وتحليل لأن المدخل للحديث عنها هو إنسانيّ يهدف إلى تحفيز العاطفة ودفعها للتبرع والإنفاق، وهو أمر حسنٌ واجب بلا شك ولكن القضية أكبر من ذلك بكثير.

لا أجد قضيةً تختلط فيها السياسة الفاشية بالطائفية الدينية بعنف بالغ طويل الأمد مثل هذه القضية.

إذا نظرنا إلى مواقف دول من المفترض أنها إسلامية في التعامل مع الأمر فسنجد خيبة كبيرة، فموقف الجارة بنغلاديش مخزٍ جداً رغم أنه مفهوم سياسياً ولكنها السياسة التي بلا أخلاق، وموقف ماليزيا وإندونيسيا في التعامل مع المهاجرين لا يليق إنسانياً

وبالمناسبة المؤلمة فالموقف المتقدّم سياسياً في التعاطي مع هذه القضية هو الموقف الأمريكي تجاهها وموقف الأمم المتحدة، وهو موقف متقدم على جميع الدول العربية والإسلامية عدا تركيا التي تبدي إدارتها اهتماما متزايداً بقضية مسلمي الروهنجيا، ويحتاج الموقف الأمريكي والأممي إلى تفصيل خاص في مقالة إضافية لشرحه.

ولكننا إذا نظرنا إلى مواقف دول من المفترض أنها إسلامية في التعامل مع الأمر، فسنجد خيبة كبيرة، فموقف الجارة بنغلاديش مخزٍ جداً رغم أنه مفهوم سياسياً، ولكنها السياسة التي بلا أخلاق، وموقف ماليزيا وإندونيسيا في التعامل مع المهاجرين لا يليق إنسانياً.

البورميون الحاكمون طائفة عسكرية شديدة الفاشية تدعمهم طبقة دينية بوذية متطرفة تعتقد بقداسة أرضهم وترفض الهندوس والمسلمين والكونفوشيين والسيخ والبرهميين وكل الديانات ...؛ وتعتقد أن الروهنجيا خليط من الهنود والعرب والفرس والترك والصينيين اليونانيين وأنهم جاؤوا عقب محاولات غزو تاريخية لأرضهم المقدسة.

والقضية الأكبر عند هؤلاء العسكر المتطرفين وداعمهم الديني البوذي أن مسلمي الروهنجيا مجموعة بشرية بنغالية أتى بها الإنجليز أثناء احتلالهم لبورما، وأنهم مجرد عملاء لها زرعتهم بريطانيا لتفكيك أمجادهم؛ ولا يعترف العسكر بأن الأركانيين الروهنجيا أنشأوا دولة إسلامية لهم تعود لأيام هارون الرشيد حكمهم فيها أكثر من ثلاثين سلطاناً.

مأساة الروهنجيا قديمة، وقد هاجرت مجموعات كبيرة منهم إلى الدول المجاورة، لكن أكبر مجموعاتهم تستقر في مكة المكرمة وربما وصل تعدادهم إلى نصف مليون ما تزال مشكلتهم تتعقد في السعودية وتتداخل مع قضايا أخرى حتى باتت عصية على الحل وفق القوانين المتاحة، كما أنها تتعقد أيضاً في نغلاديش على خلفية وصول اللاجئين إلى أعداد كبيرة رغم رفض بنغلاديش استقبالهم.

أضف تعليقك