• الصلاة القادمة

    الظهر 11:01

 
news Image
منذ ثانيتين

في الفيديوهات المنتشرة علي اليوتيوب للقوات المظفرة من الشرطة، وهي تقوم بالاستعراض الذي يقذف الخوف في القلوب ، ويغرس الهلع في النفوس الضغيفة ، ويعطي للبعض إحساساً زائفاً بالأمن ، وبالقوة إذا ما تعرض لمكروه فإن وراءه قوة وآليات وأسلحة وذخائر، تقهر كل معتدي ، ولكننا ونحن نشاهد هذا بزهو وغرور ، لا تقع اعيننا علي الجملة التي توضح حقيقة هذا العمل ، هذه الجملة تراها مكتوبة علي جباه الضباط ، والصف ، والجنود ، وكذلك مكتوبة علي أڤرولاتهم وأسلحتهم التي تستخدم في العرض ، هذه الجملة التي يغفل عنها الكثير طوعاً أو كرها هي " للعرض فقط "

وكذلك في الفيديوهات التي نراها قد صُورت خلسة دونما علم من الجحافل والقوات والمدرعات والاسلحة وهم ذاهبون فجراً لاعتقال أحد الشرفاء، يبدون وكأنهم جمعوا كل مقومات القوة، واستحوذوا علي أركانها، وكأنهم هم كل جنود الأرض، ويقوموا بادوارهم ببسالة منقطعة النظير واقدام يفوق الخيال ، ويقتحموا من هنا ومن هناك والقوات مرصوصة بشكل تكتيكي فظيع ، والكل يؤدي دوره حسب الاسكريبت الذي ينفذ خطته منه ، ويخرجون بعد الاقتحام برجل من الشرفاء يمشي بينهم مرفوع الهامة ، منتصب القامة ، رأسه تفتعل المشكلات مع السحاب ، وهم يعودون بشكل سينمائي إلي مركباتهم وحصونهم المتحركة ، ونحن نري هذا الفعل نغفل عن الجملة الأشهر فيه والتي تفسر حقيقة هذا العمل ، ألا وهي " خلاص يا جماعة فركش كله بكره في اللوكيشن اتنين بالليل زي النهارده كده بالضبط بس تكتروا بعد كده من العيال الملثمين دول " برافو يا ولاد كنتوا هايلين بس فيه أحسن من كده.

ولكن في أرض العمليات الحقيقية ، تسقط العروض ، وتتلاشي الشجاعة ، وينتحر الإقدام ، وترتعش اليد التي تحمل السلاح ، وتُمحي كل الخطط ، وتدوس جنازير الغدر علي أجسادهم ، وتتألم قلوبنا وتنزف دماً ، وتسيطر الأحزان علي كل البقاع ، ونحن نشاهد ذلك تغفل عيوننا جميعاً عن الجملة الأشهر والأبرز ههنا والتي يغفل عنها كل القادة ، وكل السادة ، واستبدلوها لأنفسهم ، وخالفوا كل حروفها وقواعدها واعرافها ، هذه الجملة هي لمن لا يعلم " العرق في التدريب ، يوفر الدم في المعركة...

فيا من نسيتم مهمتكم، وانصرفتم عنها إلي غيرها، عودوا إلي مهمتكم، املأوا قلوب جنودنا بالشجاعة، وقووا سواعدهم بالتدريب، حتي اذا ما كنت في مهمة، وتنادي عليه.. اضرب في المليان، يوجه سلاحه صوب العدو و ينفث نيران رشاشه في صدره، صدر عدوه فقط، وليس في رابعة ولا في النهضة .

افيقوا قبل أن تجتاح الدماء مناصبكم ومقاعدكم.

أضف تعليقك