• الصلاة القادمة

    الظهر 11:01

 
news Image
منذ ثانيتين

وفد كبير من قيادة حركة حماس برئاسة اسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي للحركة يضم اعضاء من القيادة العليا للحركة توجه إلى مصر ليلتقي بمستويات قيادية مصرية استكمالا للقاءات التي سبق وأن عقدت بين الجانبين على فترات مختلفة.

هذا الوفد القيادي الوازن من وجهة نظرنا يؤكد على صدق توجه حماس في فتح صفحة جديدة مع مصر لتعزيز العلاقات بين حماس ومصر في كافة المجالات، وهو أيضا تأكيد من قبل حماس على أن لمصر دورا محوريا وهاما في القضية الفلسطينية لا غنى عنه بحكم التاريخ والجغرافيا التي تربط الشعبين الفلسطيني والمصري.

ونعتقد أن الحديث عن أجندة بعينها ستكون محور اللقاءات أمر يصعب حصره لأن القضايا كبيرة وشائكة ومتطورة؛ ولكن يبقى موضوع الحصار هو العنوان المركزي والهام والذي يخفف من معاناة مليونين وزيادة من البشر عانوا ويلات هذا الحصار بشكل كبير جدا ويشعرون بخذلان مصر قبل غيرها من الدول العربية القادرة معا على رفع الحصار وليس التخفيف منه لو صدقت النوايا والحرص على الشعب الفلسطيني والعمل بحالة حسن الجوار والتاريخ والجغرافيا التي ربطت قطاع غزة بمصر على مدى التاريخ الطويل.

حماس بقيادتها العليا تدخل القاهرة منفتحة تسعى الى تحقيق اختراق في الموقف المصري تجاه الشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية وقطاع غزة خاصة ، وهو تأكيد كما قلنا على دور مصر المركزي والذي لا يمكن تجاوزه، ولكن هل ستقابل مصر قيادة حماس بنوايا صادقة وانفتاح وصراحة بعيدا عن المجاملات والتسويف والابتزاز؟، هل بالفعل الجانب المصري يريد خدمة القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني بما يحقق حقوقه ويساندها بعيدا عن الحسابات التحالفية التي يستخدم فيها الكبير الصغير خدمة لأجندات خاصة بالكبير؟

نحن كشعب فلسطيني نحب مصر وهذا ليس بحاجة إلى تأكيد ؛ ولكن هل مصر تحب الشعب الفلسطيني كما يحبها ، أم أن مصر تحب نفسها وتؤمن بمبدأ أنا ومن بعدي الطوفان ، نعم من حق مصر البحث عن مصالحها ؛ ولكن تحقيق مصالح طرف على حساب طرف آخر هو الظلم بعينه ، لسنا ضد مصالح مصر ولكننا ضد أن تبني مصر مصالحها على حساب حقوق الشعب الفلسطيني والتهاون فيها والدفع نحو التنازل عنها لصالح الاحتلال طمعا للحصول على الرضا الامريكي.

حبنا لمصر وتقديرنا لها مرتبط بقدر وقوف مصر في هذه الحقبة من التاريخ الأخطر على القضية الفلسطينية إلى جانب الشعب الفلسطيني وهو ميزان الحب والكراهية لفلسطين وشعبها وقضيتها، لكن الشعور العام لدى الفلسطينيين أن مصر لا تبادل الفلسطينيين حبا كما يحبها وأنها لا تعمل على خدمة الشعب الفلسطيني وقضيته، بل تسعى إلى استخدام الفلسطينيين كجسر للعبور إلى الرضا الامريكي لاعتقاد مصر أن الدوس على القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني وسيلة للوصول إلى هذا الرضا، ولكن هذا التفكير سيهلك مصر ولن يهلك الشعب الفلسطيني.

لقاء حماس بالقاهرة مأمول منه أن يبدد حالة الشك ويعيد حسابات مصر مع الفلسطينيين وخاصة حماس وقطاع غزة ، وإذا أرادت مصر أن تعود لقيادة المنطقة ويكون لها دورا مركزيا ومحوريا اقليميا عليها أن تنصف الشعب الفلسطيني لا أن تستخدمه كجسر عبور نحو واشنطن عبر الرضا الصهيوني.

توقعاتي أن الجانب المصري لن يحدث تغييرا على سياسته تجاه فلسطين والقضية بالقدر الذي يأمله الشعب الفلسطيني وسيتعامل مع قطاع غزة بالقطارة وفق تحقيق مصالحة ، ولكن هذا لا يعني عدم التواصل وتكرار المحاولة فقد نكتشف ويكتشف وفد حماس أن مصر جادة في فتح صفحة جديدة مع قطاع غزة، وأنها على طريق الانفتاح بما يحقق مصالح الجانبين ولكن يبقى الشك سيد الموقف حتى نلمس الوقائع على الأرض.

أضف تعليقك