• الصلاة القادمة

    الظهر 11:01

 
news Image
منذ ثانيتين

بعد التضحيات التي قدمها الشعب المصري خلال ثورة يناير، من أجل العيش والحرية والكرامة الإنسانية، والتخلص من حكم العسكر الذي مارس القهر والقمع والفساد والخراب، يخرج علينا اليوم البعض ممن هتفوا يوماً يسقط يسقط حكم العسكر، للإعلان عن تدوير بعض الجنرالات المتقاعدين، وتسويقهم كمرشحين في هزلية 2018، وتقديمهم على أنهم منافسون لزعيم عصابة الانقلاب، وكأن الشعب لم يكفه ما لاقاه من ويلات على يد العسكر من خراب ودمار اقتصادي، وانتشار الفقر والمرض والتخلف والبطالة، فهل يعقل بعد كل ذلك أن يقبل الشعب بأن يأتي جنرال على أنقاض جنرال آخر؟؟!!
 
والطريف أن من يقوم بالتسويق لجنرالات كامب ديفيد هم أفراد وأحزاب كرتونية لا وجود لها على أرض الواقع، ولا وزن لها فى الشارع، ولا أحد سمع باسم الحزب الذي ينتمون إليه، إلا من خلال مباركتهم لجرائم النظام الانقلابي، وهل الشعب مازال قاصراً، لكي يأتي هؤلاء الأدعياء ليتحدثوا باسمه ويختار له الجنرال المناسب!!.
 
ومن هؤلاء الذين نصبوا أنفسهم أوصياء على الشعب؟ "حمدين صباحي"، والذي أعلن عن الإعداد لجبهة سياسية تضم يساريين وليبراليين ومختلف القوى الديمقراطية، للتوافق على مرشح واحد للرئاسة، ورفض صباحي الذي لا ينجح في دائرة انتخابية لمجلس الشعب، إلا بدعم الإخوان ضمَّ الإخوان المسلمين للجبهة زاعما أنها تمثل قوى مضادة للثورة، ولكن الإخوان يرفضون الانقلاب العسكري، ويرفضون حكم العسكر!! وقال صباحي: إنه ما زال على تواصل مع محمد البرادعي، النائب السابق لرئيس الجمهورية باعتباره كان مرشحا رئاسياً، وشكك في إجراء انتخابات رئاسية العام المقبل، وأن السلطة الحالية في مصر هشة وضعيفة، وفاقدة للشعبية، غير أن بديلها لم يبلور نفسه بعد!.
 
والطريف أن دعوات العلمانيين واللبراليين واليساريين وبقية نخبة العار، تتمحور حول مرشح توافقي مدني،- والمفترض أن يكون المدني في مقابل العسكري، لأنها تطلق على نفسها القوى المدنية المعارضة، هروباً من مصطلح العلمانية، ودعوات المطالبة بالتوحد خلف مرشح مدني واحد في انتخابات عام 2018، ولكن في نهاية المطاف رأينا المرشح التوافقي الذي تسعى القوى المدنية إلى التوافق عليه هو أحد جنرالات كامب ديفيد، مرشح توافقي بخلفية عسكرية، بزعم أنه وحده القادر على منافسة قائد الانقلاب!!.
 
وهذا من أوهام نخبة العار، التي شكلت وبدعم من أجهزة المخابرات جبهة الخراب لإسقاط الرئيس المنتخب الدكتور محمد مرسي، لعودة حكم العسكر على ظهور الدبابات، لأن نار العسكر أولى من جنة الإخوان، ظنا بأن العسكر سيقدمون لهم السلطة بعد التخلص من الإخوان المسلمين، واليوم بدلا من الاعتراف بفشلهم وخيانتهم وجرائمهم بحق الشعب؛ يبحثون عن جنرال متقاعد، يتوافقون عليه، لينافس قائد الانقلاب وقد قدموا في الانتخابات الماضية مرشحًا توافقيًا، ليقوم بدور المحلل، ولكنه حصل على المركز الثالث بعد الأصوات الباطلة، واليوم على ما يبدو بعد فشل تجربة تقديم محلل بخلفية مدنية، الذي تتجه إليه الأنظار، وهو الذي حصل على عدد أصوات في انتخابات حرة نزيهة، شهد العالم بنزاهتها، من كل لجان الجمهورية بالداخل والخارج حوالي مائة وثلاثين ألف صوت، وهو أقل مما يحصل عليه أي نائب مغمور في مجلس الشعب في لجنة انتخابية واحدة، فلذلك القوى المدنية هذه المرة يممت وجهها شطر جنرالات العسكر، لتتوافق على مرشح بخلفية عسكرية، كما هو مشاهد من تصريحات هؤلاء الرويبضات، وقد يكون جنرالاهم المفضل هو أحمد شفيق أو سامي عنان!!.
 
والسؤال الملائم هنا، كيف يمكن الرهان على أحد هؤلاء الجنرالات لتتوافق عليه القوى المدنية الفاشلة، وولاء الجنرالات مازال للمؤسسة العسكرية، حتى ولو كانوا بخلفيات مدنية بعد أن خلعوا بزاتهم العسكرية ولبسوا بدلات مدنية مع رابطات العنق؟
 
ثم إن هؤلاء الذين يحاولوا خداعنا وإيهامنا بأنه يمكن أن يكون هناك انتخابات فى ظل تسلط النظام الانقلابي، والإعداد لتزوير الانتخابات بإلغاء الإشراف القضائي واستبدالها بالهيئة الوطنية للانتخابات، وتطبيل إعلام مسيلمة الكذاب، بأنهم لا يتحدثون عن انتخابات 2018 ولكن حديثهم ينصب على انتخابات 2022 كما أخبر ياسر رزق المتحدث غير الرسمي باسم العسكر، الذي تحدث عن نجاح قائد الانقلاب باكتساح في الانتخابات القادمة، وهذا يأتي بعد رغبة الشعب، وتحدث أيضًا عن انتخابات 2022، بما يوحى بأن النية مبيتة لتعديل دستور العسكر، بما يسمح لقائد الانقلاب بالترشح مرات ومرات!!.
 
بل إن هؤلاء يراهنون على الجنرال أحمد شفيق الهارب في دبي بعد عمرة طويلة استمرت أربع سنوات، بعد فشله في انتخابات 2012، بل ويعتبره بعض هؤلاء الحصان الأسود لهذه الانتخابات، وهو المنقذ للأوضاع الاقتصادية المتردية، على الرغم من أنه أحد رموز الفساد فى نظام المخلوع !! عجايب يا زمن.
 
وأما الجنرال الآخر، الذي يراهن عليه بعض بهاليل القوى المدنية، فهو الفريق سامي عنان رئيس أركان عسكر كامب ديفيد، الذي أقاله الرئيس مرسي مع محمد حسين طنطاوي وزير الدفاع السابق لوضع حد لحكم العسر الذي جثم على صدور المصريين لستة عقود!!
 والحقيقة أنه سواء تم الدفع بهذا الجنرال أو ذاك في هزلية 2018 فلا يعدو كونَه محللا؛ لكن هذه المرة بخلفية عسكرية!!

أضف تعليقك