• الصلاة القادمة

    الظهر 11:01

 
news Image
منذ ثانية واحدة

منذ عدة أسابيع انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي حادثة عجب، خلاصتها ما يلي:

"إحدى الأسر (الزوج والزوجة وولدان) ذهبوا إلى شاطئ الساحل الشمالي ليستمتعوا بالبحر، ونزلت الزوجة الماء وهي تلبس حجابها ولباس بحر خاصاً سابغاً يستر جسدها.

فلما رآها بعض سكان الساحل الشمالي هجموا عليها وعلى زوجها وأخرجوهما من الماء، صارخين فيها: سَتُنَجِّسين الماء، اخرجي اخرجي!

ودافع الزوج عن زوجته فضربوه ضرباً مبرحاً، لكنهم اجتمعوا عليهما سَبّاً وشَتْماً وضرباً، وكادا يهلكان لولا أن فَرَّ الرجل بزوجته وولديه".

حين قرأتُ هذه الحادثة، تذكرتُ قوم لوط الذين كرهوا أن يقيم لوط وأهله بينهم؛ لأنهم يتطهرون، وحكموا بإخراجهم من المدينة، والسبب عجيب: {قَالُوا أَخْرِجُوا آلَ لُوطٍ مِنْ قَرْيَتِكُمْ ۖ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ}.

ولا عجبَ أن يفعل بعض أهل الناس ذلك، فإن آل لوط لم يتحمَّلوا أسرة طاهرة بينهم، فهؤلاء الذين آذوا تلك المرأة وزوجها ليسوا أقل دنساً ورجساً من قوم لوط.

ولكني أعجب، وأتألَّم أشد الألم، أكان كل الناس هناك على هذه الحال من الدنس؟!

ألم يكن فيهم من يادفع عن هذه المرأة وزوجها؟! ألم يكن فيهم رجل رشيد؟!

إن بعض سكان الساحل الشمالي اليوم هم من أشد الناس ثراءً وترفاً في مصر، فهل فسدت هذه الطبقة إلى أن صاروا لا يتحملون أحداً طاهراً بينهم؟!

إن الحادثة تنذر بخطر عظيم، لقد بلغ الفسق في هؤلاء القوم مبلغاً عظيماً، وودُّوا به لو خَلَت الأرض من كل طاهر فلا يبقى فيها إلا هم وأشباههم.

وإن شئتَ أن تعلم كم هو الخطر، فاسمع لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- ينذر ويحذر قال:

"لم تظهر الفاحشة في قوم قط حتى يعلنوا بها إلا فَشَا فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن في أسلافهم".

ولا يزعم زاعم أن النفوس التي تأبى الحشمة والستر، وتهوى العُرِي، لا يزعم زاعم أنها نفوس سَوِيَّة طاهرة من الفواحش والمفاسد، لا؛ بل هي نفوس فاسقة فاسدة مريضة.

فإن النزوع إلى الستر والحياء فطرةٌ فَطَرَ الله الناس عليها، فإن هم ماتت فيهم تلك الفطرة، ونَزَعت قلوبهم إلى الفحش والتعرِّي ومالت نفوسهم إلى الفسق والفجور، فإنهم والأنعام سواء بسواء؛ بل إن الأنعام خير منهم.

أضف تعليقك