• الصلاة القادمة

    الظهر 11:01

 
news Image
منذ ثانية واحدة

إن ما حدث من تجمع لأكثر من عشرين ألف من المثليين تحت سمع وبصر الحكومة والنظام الانقلابي له دلالات خطيرة.

فها هو شذوذ الفكر والتدرج به رويدًا رويدًا يؤتي أُكله ويثمر طلعًا كأنه رؤوس الشياطين ، فإن شذوذ الفكر الذي بدأ منحناها في الصعود منذ بداية حكم العسكر في مصر ، قد ارتفع وأينع ، حتى إنه أخذ مراحله كلها كما تم التخطيط له في تأنٍ وتؤدة ، وكانت حتمية الوصول لأقصي درجات الانحراف والشذوذ واردة الحدوث وبقوة طالما هناك يدٌ تغرس وأيادي ترعي وتنمي وتدعم.

ومن الخطيئةِ بمكان أن نعتبر ما حدث هذا وليد اللحظة ، بل إنه نبتة قذرة وُضعت في رحم الأوطان سفاحا، منذ عهد المقبور جمال عبدالناصر ، ومنذ سُمح لرعاع القوم بالاستهزاء بالحجاب علانية ، في أحد خطابات عبدالناصر وحينما كان يتحدث عن الحجاب بابتذال ويسخر من طلب المرشد العام الثاني لجماعة الإخوان المسلمين بفرض الحجاب ، وضرورة أن تلبس الفتيات للطرحة في الجامعات.

ثم ضحكات المقبور من هذا الطلب ، ثم قام أحد الحضور والتي تدلل عبارته علي فسقه ودناءة نفسه حينما انبري ساخرا وقال جملته التي كتبت في صحائفه باستهزاء مقيت وموجهًا حديثه لفضيلة المرشد قائلاً "يلبسها هووه " ثم يضج الحضور بالضحكات العالية كالذي لعبت الخمر برأسه فزينت له هذا القبح جمالًا ونكاتٍ يتندر بها.

ومن هنا ظهر التوجه العام للنظام العسكري في نبذ تعاليم الدين والسخرية منها والتندر بها ، ورعاية كل ما يخالف شرع الله وإكباره في النفوس ، حتي إن بعدها تخرج صور للمقبور مع نساءٍ متبرجات سافرات تستحي أثوابهن أن تصل لستر سيقانهن العارية ، ليقفن بزهو بجواره وكأنهن أنجزن عظيمًا لا تستطيع الأمم أن تأتي بمثل ما جاءوا به.

ثم يأخذ المنحني في الصعود وتتبني السينما وصُناعها هذا التوجه ويعززوه ، بظهور الممثلات بصدور عارية وسيقان أشد عريًا وتبجحًا علي ما فرضه الله علي النساء من الاحتشام والحجاب.

ويزداد الدعم والتعزيز لذلك بتصميم بيوت الموضة للملابس الخليعة التي تعتبر جواز مرور إلي المجتمعات الراقية والتجمعات المتمدينة ، وتصوريهم في أفلام السينما علي أنهم أرباب القيم والفضائل والأخلاق وأنهن صُناع المثالية التي يجب أن تكون كل نساء المجتمع علي شاكلتهن إن كانوا يريدوا أن يكونوا من أبناء هذا المجتمع الراقي المتحضر المتحرر ؛ فليفعلن مثلهن.

وعلي حين غفلة من علماء الشريعة وحراس العقيدة سادت هذه الأفكار التحررية المبتذلة في وسط المجتمع ؛ حضره وريفه ، كفوره ونجوعه ،

وازدادت حدة النظرة للنساء العفيفات المتمسكات بدينهن ، وصوروهم علي أنهن متخلفات رجعيات لا خلاق لهن بالرقي ولا بالتحضر واهله ، بل لا تأتي الرذائل إلا منهن بحجابهن وبعفتهن ، وكأن الأصل في المجتمع والدين هو السفور والتبرج والشذوذ.

ثم يزداد المنحني ويرتفع بزهو مقيت ، ويتم تصوير الخيانات علي أنها عمل عادي ومحبوب و يخدمون ذلك بشكل بشع الجمال ، يجعل الناس تتعاطف معها وتدعوا لها أن تتم هذه الخيانة علي خير ، يا له من تسويق بديع للخطيئة يجعلها سلعة الوجهاء والمتحضرين ويتهافت الناس علي تقليدها.

ويزداد المنحني ارتفاعًا فيُصور العلماء والمشايخ في صور بهلوانات وأرجوزات ، ولا يتم الزج بهم في أفلام السينما إلا للاستخفاف بهم والسخرية منهم بلباسهم ، ثم بحديثهم الممجوج ثم بطريقة أكلهم الوحشية وحبهم وعشقهم للفتة وللسمين من الطعام وولوغهم فيه بشكل يجعل الجميع يتقزز منهم ، ويسخروا منهم كلما مر بهم ملأ منهم.

هذا كله يتم تحت سمع وبصر العسكر المجرمون وبمباركتهم ورعايتهم لأنهم يريدون شعبًا منصرفًا عن الفضيلة والقيم والشرع ، مقبلًا علي الملذات والشهوات ، لأن لا ضمانة لبقائهم غير تغييب الوعي الديني الإسلامي ، وإعلاء للفواحش ما ظهر منها وما بطن ، بل ومقاومة كل المصلحين الذين يحاولون تبصير المغيبين بالحقائق التي سعي العسكر لطمسها ومحوها وتشويهها في نفوس الرعاع من الشعب ، والزج بهم في غياهب السجون بل وإعدامهم ، حتي أحدثوا عند الناس رُهاب النصيحة.

في وسط هذا الزخم من الفساد الأخلاقي وإبعاد الناس عن دينهم وربهم وقيمهم وفضائلهم وأخلاقهم ؛ كانت حتمية الوصول إلي قمة الفحش والقذارة ، في شكل تجمع للمثليين والشواذ وعبدة الشيطان ، في بلاد تعتبر نفسها تمتلك حق الوصاية علي الإسلام في كل بلاد الدنيا ، حتي أنك تجد من يدافع عنها باستماتٍه وكأنها قضية قومية.

فلا عجب مما يحدث ، من خروج الشواذ وتجمعهم ودفاعهم عن تهتكهم ، وتمزيقهم لفطرة الله التي فطر الناس عليها ، وممارسة ذلك علانية ، علي مرأي ومسمع من الجميع وكأن العسكر يقول للمصلحين علي لسان هؤلاء الماجنون... قل موتوا بغيظكم..

ولكن فلينتظر الجميع مصيرًا مثل مصير قوم لوط... ولا عزاء للمصلحين...

هل هناك من يستطيع أن يوقف هذا المد من الفساد والاضمحلال الأخلاقي ؟

الأيام سوف تجيب علي هذا السؤال بوضوح.

يا سادة إنه حكم العسكر.

 

أضف تعليقك